رحبت مصر، اليوم الثلاثاء، بالتفاهمات التي تم التوصل إليها بين جمهورية السودان والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن بدء إجراءات رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. وأعربت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن خالص تهنئتها للشعب السوداني الشقيق والسلطات السودانية بمناسبة تلك الخطوة، وتتطلع إلى أن تطوي سنوات طويلة من العزلة والمعاناة السياسية والاقتصادية التي تعرض لها السودان الشقيق.
وأكدت مصر ثقتها في أن تشكل بداية أفق جديد نحو التقدم والازدهار، وأن تمهد لعودة السودان سريعاً للاضطلاع بدوره الفاعل والمستحق على الساحتين العربية والأفريقية، وبما يحقق آمال وطموحات الشعب السوداني الشقيق نحو السلام والتنمية.
ويواصل السودان انفتاحه على العالم بجهود دبلوماسية ممتدة يقودها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ، وهو ما تكلل بالنجاح بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترابه من رفع الخرطوم من قوائم الدول الراعية للإرهاب، التي أدرجت بها منذ عام 1993، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة نقلة نوعية تضع السودان على خريطة الاستثمارات العالمية.
وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين استعداده لشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في موقف داعم للحكومة السودانية الانتقالية الساعية لطي صفحة عقود من مقاطعة المجتمع الدولي للبلاد في ظل حكم الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاح به الجيش قبل أكثر من سنة.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في بيان بثه التليفزيون الرسمي فجر الثلاثاء: "هذا القرار يؤهل السودان للإعفاء من الديون". وأضاف "نحن اليوم ديوننا أكثر من 60 مليار دولار، بهذا القرار يفتح المجال للإعفاء".، معتبرا أن القرار يساعد على فتح الباب أمام الاستثمارات الدولية والإقليمية والاستفادة من التكنولوجيا التي لم نستفد منها لمدة أكثر من عقدين نتيجة العقوبات.
وأضاف رئيس الوزراء السودانى أن "التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لرفع اسم البلاد من هذه القائمة تطلب جهود سنة من التفاوض، ونتطلع لأن يخطر ترامب الكونجرس رسمياً بإزالة اسم السودان، لأن هذا القرار يمثل أقوى دعم للانتقال نحو الديمقراطية في السودان ولشعبه، إذ أن تصنيفه على قوائم الإرهاب كلّفه كثيراً وأضره ضرراً بالغاً".
وتابع حمدوك: "لم يكن الشعب السوداني في يوم من الأيام داعياً أو راعياً للإرهاب، لذلك منذ أن تسلمنا المسؤولية في العام الماضي بدأنا حواراً جاداً مع الإدارة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وظللت في اتصال دائم مع أبناء وطني أبلغهم بأننا اقتربنا من هذه اللحظة واليوم تحقق ذلك"، ولفت إلى أن النقاش الذي أداره الخبراء السودانيون مع الإدارة الأمريكية لأكثر من سنة توصل إلى تخفيض مبلغ العقوبات من 10 مليارات دولار أو تزيد إلى بضع مئات من الملايين.
وأدرج السودان منذ عام 1993 على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وهو خاضع بموجب ذلك لعقوبات اقتصادية. وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن استقر في عهد البشير لوقت طويل في السودان التي اتهمت بدعم جهاديين فجروا السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا، ما أدى إلى مقتل 224 شخصا وجرح نحو خمسة آلاف آخرين.
وأعلن الرئيس الأمريكي أيضا التوصل الى اتفاق مع السودان في شأن دفع تعويضات لعائلات الأمريكيين الذين سقطوا في اعتداءات شهدتها إفريقيا في العام 1998. وكتب ترامب على تويتر "بعد طول انتظار، العدالة للشعب الأميركي وخطوة كبيرة للسودان".
وكتب ترامب على تويتر: "أخبار رائعة! وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدمًا كبيرًا على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم. بمجرد الإيداع، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أخيرًا، العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان!".
وتعليقاً على إعلان ترامب، كتب رئيس الوزراء السوداني على حسابه الرسمي على تويتر الاثنين "نحن على وشك التخلّص من إرث النظام البائد أؤكد أننا شعب محب للسلام وشعبنا لم يدعم الارهاب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة