سيتحول اسم سقارة غدا السبت، إلى تريند عالمى فور إعلان وزير السياحة والاثار خالد العنانى اليوم فى مؤتمر صحفى عالمى بحضور عدد من السفراء الاجانب بمصر عن كشف أثرى جديد بتلك المنطقة، التى لازالت تحمل فى باطنها الكثير من أسرار الحضارة الفرعونية، التى أبهرت ولازالت تبهر العالم بأسره، وتفجرت المفاجأة بعد الإعلان منذ أسابيع قليلة عن اكتشاف البعثة المصرية لبئر عميق للدفن به أكثر من 13 تابوتا آدميا مغلقا منذ أكثر من 2500 عاما، هذا الكشف الأثرى الجديد الذى لازالت وزارة السياحة والآثار تعمل على فك ألغازه جاء فى وقت مهم للغاية، فقد تزامن مع اعادة استئناف السياحة الثقافية فى مصر، الأمر الذى سيؤدى إلى زخم ورواج كبير للمحروسة عالميا كمركز هام لهذا النمط السياحى، وهو ماحدث بعد الإعلان عن الكشف بساعات حيث استحوذ على الصفحات الإخبارية العالمية.
وتمثل الكشف الحديث فى اكتشاف بئر عميق للدفن به أكثر من 27 تابوتا آدميا وقد ظل مغلقا منذ أكثر من 2500 عاما، حيث يبلغ عمق البئر حوالي 11 متر، وعُثر بداخله على التوابيت الخشبية الملونة المغلقة مرصوصة بعضها فوق البعض.
وتشير الدراسات المبدئية إلى أن هذه التوابيت مغلقة تماما ولم تُفتح منذ أن تم دفنها داخل البئر وأنها ليست الوحيدة، فمن المرجح أن يتم العثور على المزيد منها داخل النيشات الموجودة بجوانب البئر والتي تم فتح أحدها وتم العثور بداخلها علي عدد من اللقى الأثرية والتوابيت الخشبية.
كما كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن تمثال من البرونز للإله نفرتوم بجانب التوابيت الخشبية المغلقة والتي سيتم الإعلان عنها اليوم السبت.
وأوضح الدكتور وزيري أن هذا التمثال هو أحد التماثيل التي عثرت عليه البعثة أثناء أعمال الحفر داخل أحد آبار الدفن على عمق 11متر بجانب التوابيت وسوف يتم عرضه يوم السبت أثناء الإعلان عن الكشف الأثري الكبير.
وصنع هذا التمثال من البرونز المطعم بالأحجار الكريمة (العقيق الأحمر والتركواز واللازاوارد)، ويصل ارتفاعة إلى 35 سم، كتب على قاعدته اسم صاحب التمثال لكاهن يدعي "بادي آمون" من الاسرة 26 .
وكانت الوزارة قد أعلنت عن أكثر من اكتشاف أثري خلال السنوات الماضية في منطقة آثار سقارة، ويعتبر هذا الكشف الأكبر من جهة عدد من التوابيت بدفنة واحدة منذ اكتشاف خبيئة العساسيف.
وقام الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار برفقة الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بتفقد أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار سقارة، وقد حرص الدكتور خالد العناني على النزول إلى قاع البئر مع الدكتور مصطفى وزيري لتفقد الكشف تمهيداً للإعلان عنه قريبا في مؤتمر صحفي بمنطقة آثار سقارة، كما وجه الشكر إلى العاملين بالموقع للعمل في ظروف صعبة مع الالتزام بالاجراءات الاحترازية.
وفور التوصل إلى الكشف الاثرى بدأت وزارة السياحة والآثار فى تنظيم حملة ترويجية على وسائل التواصل الإجتماعي لاستغلال هذا الكشف خلال الفترة القادمة للترويج للسياحة الثقافية فى مصر.
ونشرت هيئة تنشيط السياحة من خلال صفحاتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى عدد من الافلام الترويجية للاعلان عن الكشف الأثري والذى قدم تسجيلا أوليا عن التوابيت الخشبية الملونة، وقالت فى تغريدة لها :"أسرار جديدة بنكتشفها كل شوية عن حضارتنا المصرية العظيمة! استنوا تعرفوا اكتر عن التوابيت اللي تم اكتشافها في سقارة داخل بئر علي عمق 11 مترا".
وقال العنانى: إنه اكتشاف مثير للغاية، وهو مجرد البداية لسلسة اكتشافات اخرى بالمنطقة، وسنعلن عن تفاصيله قريبا جدا، وسيتم العمل على إعداد عدد من الافلام الترويجية الأخرى، وذلك لحين الاعلان عن كافة تفاصيل الكشف قريبا.
وقال الدكتور زاهى حواس عن الكشف الاخير لـ13 تابوتا منذ 2500 عام إنه عظيم وسيبهر العالم معربا عن فخره بعمل البعثة المصرية فى منطقة سقارة، مشيرا الى ان تلك التوابيت تمنح معلومات هامة عن الاسرة الـ 26 التى يرجع إليها الكشف الأثرى، موضحا ان المومياوات بداخلها فى حالة جيدة جدا.
وأضاف أن الكشف عبارة عن جزء من سلسلة اكتشافات أغلبها من الأسرة 26 لافتا إلى أن اجمل شئ فى الكشف جودة النحوتات والالوان على التوابيت تبدو وكانها تم نقشها بالامس.
وخلال الشهور الماضية تم الإعلان عن أكثر من كشف أثرى، منها ما كشفت عنه بعثة جامعة توبنجن الألمانية برئاسة د. رمضان بدري حسين أثناء استئناف أعمال الحفائر الخاصة من حجرة دفن جديدة وبها بئر يقع على عمق 30م وكانت مجاورة لخمس حجرات دفن أخرى تم الكشف عنهم في عام 2018.
وأشار د. رمضان بدري حسين إلى أنه أثناء أعمال تنظيف وتسجيل الحجرات الخمس عثرت البعثة على جدار حجري أخفى خلفه حجرة دفن سادسة عُثر بها على أربعة توابيت خشبية في حالة سيئة من الحفظ، أهمها تابوت لامرأة تُدعى "ديدي باستت"، دُفنت ومعها ستة أواني كانوبية من الألبستر، علي عكس عادة المصريين القدماء الذي كانوا يقومون بتحنيط الرئتين والمعدة (أو الطحال) والأمعاء والكبد ويحفظونها في أربعة أواني كانوبية يحميها أربعة آلهة يعرفون باسم أبناء حورس الأربعة.
وأكد أن الأواني الكانوبية الست الخاصة بايدي باستت تعد كشفاً فريداً من نوعه، كما أشارت القراءات الأولية لصور الأشعة المقطعية (CT Scan) التي أجرتها البعثة علي الإناءين الإضافيين، إضافة إلى أنهما يحتويان على أنسجة بشرية، والتي توضح أنه من المرجح أن يكون جثمان ديدي باستت أُجريت له عملية تحنيط خاصة تم خلالها الاحتفاظ بأحشائها في ست أواني على غير عادة المصريين القدماء.
واستطرد قائلا إن دراسة نصوص التوابيت الحجرية والخشبية بحجرات الدفن الستة أسفرت عن نتائج هامة، منها أن غالبية التوابيت لكهنة وكاهنات إلهة على هيئة الثعبان، تُدعى نيوت شاس والتي كانت من الآلهات الثانوية خلال عصر الدولة الحديثة إلا أن هذه النصوص تشير إلى ارتقاء مكانتها وانتشار عبادتها في الأسرة السادسة والعشرين وربما كان لها معبداً في منطقة منف عاصمة مصر الإدارية وجبانتها سقارة.
ومن بين كهنة نيوت شاس كاهنة تُدعى إيبوت وكاهن يُدعى تشانيميت، دُفنا في نفس الحجرة ويبدو أنهما من المهاجرين المتمصرين، حيث أن اسمهما يعتبران من الأسماء الخاصة بمجتمع الليبيين المهاجرين الذين نزحوا إلى مصر وكونوا الأسرة الثانية والعشرين (943- 716 ق. م).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة