تواصل أكاديمية الأوقاف، فعاليات الدراسة للدفعة الثانية من نظام الدورات المتكاملة "المكون الشرعى"، حيث تناول اليوم الرابع موضوع "مخاطر الإلحاد وسبل مواجهته"، خلال محاضرتين صباحية ومسائية ألقاهما الدكتور بكر زكى عوض أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر وعميد كلية أصول الدين الأسبق .
وذكر بيان للوزارة أنه فى بداية اللقاء أشاد الدكتور بكر زكى عوض بطريقة اختيار الأئمة وترشيحهم للدورات أو أى أنشطة تابعة للوزارة ، مشيرًا إلى أن الاختيار يتم بعناية فائقة، وبشفافية مطلقة من خلال تقييم منضبط لتحصيلهم العلمى والمعرفي، فزمن المجاملة والوساطة فى الاختيار ولى بلا رجعة .
وأوضح زكى، أن الإلحاد هو العدول عن الشيء الصحيح إلى غيره بعد أن اتضحت معالمه، فكل إنسان يعلم أن هناك خالقا ، وعندما خلق الله الإنسان ركّب فيه أسبابًا داخليةً تدعوه للإيمان مثل الفطرة والعقل والحواس، لكن هناك عوامل عديدة تؤثر فى تلك الفطرة مثل البيئة والأسرة والمجتمع، مؤكدًا أن الإلحاد يمثل ظاهرةً محدودةً للغاية، لكن مؤيديها يحاولون نشرها وإنشاء مواقع لها بأسماء مختلفة ومتعددة من أجل الإيهام بأن الإلحاد منتشر.
وأشار إلى أن مفردة الإلحاد وردت فى القرآن الكريم خمس مرات كلها تدور حول الاعوجاج وعدم اتباع الطريق المستقيم ، يقول تعالى :”وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ، ويقول سبحانه : “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِى يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِى وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِى مُّبِينٌ” ، ويقول (عز وجل): “إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِى النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِى آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” ، ويقول تعالى: “وَاتْلُ مَا أُوحِى إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا” ، ويقول سبحانه : ” قُلْ إِنِّى لَن يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا” ، موضحا أن الإلحاد نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامى نشاط التيارات الفكرية فى نقد الأديان ، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده بل كل الأديان السماوية ؛ لأن كل الأديان السماوية جاءت بتوحيد الله تعالى .
كما أوضح الدكتور بكر زكى أن عوامل نشر الإلحاد كثيرة منها : الانفصام بين عبادات المرء وبين سلوكه وأخلاقه، فصارت العبادات عند كثير من الناس تؤدى كأنها طقوس لا أثر لها على الجوارح ، كذلك من الأسباب: الصراع بين الحق والباطل، وحرص أهل الباطل على تشويه الدين بالدعاية المضادة للدين ، ومنها: تحريف الدين وإساءة عرضه ، ومنها : الجهل وعدم المعرفة بالله تعالى ، ومنها : سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة ، ومنها: عدم التلطف فى إدارة الحوار مع الغير ، وأن الإلحاد ضد الفطرة السوية ، والطبيعة الربانية.
وفى ختام اللقاء أكد الدكتور بكر زكى، ضرورة التصدى بكل السبل المتاحة لدحر الإلحاد وناشريه، مشيرًا أن من هذه السبل: العناية بالرسوخ العلمى الذى يناقش تفاصيل القضايا العقدية والفكرية القديمة والمعاصرة ، وهضم المسائل الفلسفية وأصول الأفكار بدراسات جادة ، ومتخصصة فى هذا المجال .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة