مؤامرات لا تعرف سطراً للنهاية، وشبكة مصالح مشبوهة تلاقت لتجمع كلاً من قطر وإدارة باراك أوباما وجماعة الإخوان الإرهابية، والهدف: بناء شرق أوسط جديد لا مكان فيه للاستقرار، بعد النيل من عروش وجيوش، وإشعال فتيل الأزمات على امتداد الخرائط والحدود في بلاد العالم العربي.
تفاصيل المؤامرة التي وصلت ذروتها في عام 2010، بعدما مهدت الطريق لما عرف بثورات الربيع العربي كشفتها رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة خارجية باراك أوباما، المرشحة الخاسرة لانتخابات البيت الأبيض 2016، هيلاري كلينتون، حيث تم نشر العديد من رسائلها التي كشفت ـ ولا تزال تكشف ـ كيف قاد الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكية المنطقة إلى دوامة الفوضى.
رسائل كلينتون التي خرجت إلى النور كشفت ارتباط وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد باراك أوباما، هيلاري كلينتون، الوثيق بقطر وقناة الجزيرة ومحاولة استغلالهم لنشر الفوضى في مصر من خلال دعم ثورات الخراب التي عرفت بثورات "الربيع العربى".
التسريبات التي تم نشرها على مدار الأعوام الماضية، كشفت المؤامرة الإخوانية على مصر ، وتعاون قادة جماعة الإخوان الإرهابية وعلى رأسهم الإرهابي الكبير "خيرت الشاطر" والذي تضخمت ثروته عقب ثورات الخراب العربي بصورة كبيرة للغاية ، مع كلينتون مقابل تطبيق المخطط التخريبي الذي وضعه رموز الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة لإسقاط أنظمة الدولة العربية المستقرة وإحلالها بجماعات التطرف والإرهاب.
وحسمت تسريبا مراسلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة لغز ثروة الشاطر، حيث كشفت تسريبات هيلاري عن تلقيه دعما أمريكيا بنحو 100 مليون دولار لتدشين قناة فضائية إخبارية عالمية وصحيفة مستقلة يومية. لدعم الإخوان، ولم توضح الرسائل المسربة مصير المشروع وما حدث به لاحقاً
وكانت قائمة "فوربس" قد فجرت مفاجأة بإدراج "الشاطر" في قائمة الـ 100 لأثرياء العالم، في عام 2013، مقدرة ثروته بما لا يقل عن 20 مليار دولار.
وجاء في إحدى الرسائل الإلكترونية أن هيلاري كلينتون قامت بزيارة قناة الجزيرة في الدوحة في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة حينها وضاح خنفر، لدعم المخطط الأمريكي في مصر ودول المنطقة التي ستشهد ثورات تخريبية.
وفي لقاء آخر في نفس الشهر اجتمعت هيلاري مع أعضاء مجلس إدارة القناة وجرت مناقشة زيارة وفد من القناة إلى واشنطن من نفس العام، كما التقت برئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني.
وأظهرت رسالة أخرى مطالبة هيلاري لقطر بتمويل ثورات الخراب العربي عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون.
وكشفت إحدى الوثائق المسربة ببريد كلينتون عن محادثة مع رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم لمناقشة مشروع صندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق بعد رغبتها في ذلك.
وتشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة دشنت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي، ومشروعاً آخر مثله في تونس، بهدف توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص.
وجرى تعيين جيم هارمون، الذي تولى خلال فترة ولاية الرئيس كلينتون الثانية، منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد، رئيساً للصندوق.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة ملياري دولار لمصر، مع علم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وأنه يمكن تخصيص جزء من الملياري دولار للصندوق.
وتكشف هذه الوثيقة رغبة قطر في التدخل في الشأن المصري، وكذلك الشأن التونسي عبر المال الذي يدعم نظام الإخوان الذي انقض على السلطة عقب الفوضى التي شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتونس عام 2011 والتي روج لها النظام القطري وكذلك إدارة أوباما على أنها «الربيع العربي».
ورغم كون فترات سجنه الطويلة وتورطه في قضايا عدة كفيلة لشغله بعيدًا عن التجارة التي يعمل بها إلا أنه حافظ على ثروته بشكل يطرح تساؤلا عن مصدر تلك الأموال الطائلة التي يمول منها جماعة الإخوان الإرهابية، مما يجعل الشكوك تدور حوله وحول تلك الثورة.
و"الشاطر" الذي شغل منصب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان الإرهابية، متهم بالتخابر لصالح جهات أجنبية، وقتل المتظاهرين السلميين، إضافة إلى التحريض على العنف وإرهاب المواطنين، والاشتراك في عدد من الأحداث أبرزها أحداث مكتب الإرشاد المعروف إعلاميا باسم جمعة رد الكرامة.
ولد القيادي الإرهابي محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر، الشهير بخيرت الشاطر، في الرابع من مايو لعام 1950، بمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الهندسة، وعمل مهندسا مدنيا ورجل أعمال، بدأ رحلته مع المال والأعمال عندما سافر بعد تخرجه مباشرة بعدة سنوات قليلة إلى دول الخليج وبعدها اتجه إلى أوروبا، والتي بدأها بلندن للحصول على الدكتوراة، ومن ثم عاد ليتوسع في التجارة.
واستبعد من انتخابات الرئاسة 2012 في مصر لكونه متهما في القضية المعروفة إعلاميا باسم "قضية ميلشيات الأزهر" والتي حكمت المحكمة عليه بسبع سنوات تم الإفراج الصحي عنه عقب ثورة يناير، بعد قضاء أربع سنوات.
وكان الشاطر لسان الجماعة الإرهابية في حديثها مع الجهات الأجنبية وتواصلها مع المجتمع الدولي، فأنشأ موقع إخوان ويب، الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية، لتقديم آرائهم على الغرب، وطلب الشاطر ود الغرب من خلال مقالته "لا تخافوا منا" التي نشرها له أصدقائه البريطانيين في صحيفة "الجارديان".
واجه الشاطر عدد من التهم على مدار حياته منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى يومنا هذا، ففي عام 1968 سجن أربعة أشهر لاشتراكه في مظاهرات الطلاب، وتم فصله من جامعة الإسكندرية، وفي عام 1992 حُبس لمدة عام فيما سمي بـقضية سلسبيل، وتم الحكم عليه بخمس سنوات لإحيائه الجماعة المحظورة في عام 1995 في القضية المعروفة إعلاميا باسم "مجلس شورى الجماعة"، كما حبس لمدة سبع سنوات في عام 2007 بتهمة غسيل الأموال، والتي تعرض خلالها لمصادرة أمواله.
تعرض المتهم خيرت الشاطر لمصادرة أمواله عدة مرات بتهمة غسيل الأموال في عام 2007، كما قامت السلطات من قبل بمصادرة أمواله في عام 1992 في قضية سلسبيل وبمصادرة الأراضي التي كان خيرت الشاطر وحسن مالك ينويان إقامة مصنع عليها في مدينة السادس من أكتوبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة