أكد مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى، وانج يى، أن العلاقات المصرية - الصينية نموذج يحتذى بين الدول النامية، وأن التعاون الاقتصادى والتجارى بين مصر والصين شهد تقدما مستمرا فى السنوات الأخيرة وعاد بفوائد ملموسة على شعبى البلدين. ويشهد حجم التبادل التجارى بين البلدين نموا مستقرا منذ تجاوزه عتبة 10 مليارات دولار أمريكى لأول مرة فى عام 2013، وبلغ 13.8 مليار دولار فى عام 2018، الأمر الذى جعل الصين أكبر شريك تجارى لمصر. وتلتزم الصين بسياسة الانفتاح على الخارج، ومستعدة للعمل مع دول العالم على بناء اقتصاد عالمى منفتح يتسم بالابتكار والشمولية.
وفى هذا السياق أقامت الصين المعرض الدولى للاستيراد فى العامين الماضيين المتتاليين، وشاركت مصر فيه بنشاط وحضرت الدورة الأولى للمعرض كضيف شرف. وفى الوضع الحالى يرفض كل من الصين ومصر بكل وضوح الحمائية التجارية، وتلتزمان بحزم بنظام التجارة المتعددة الأطراف، وتدافعان عن التجارة الحرة بخطوات ملموسة.
جاء ذلك فى حوار مع علاء ثابت، رئيس تحرير "الأهرام"، على هامش الزيارة الحالية لمستشار الدولة وزير الخارجية الصينى لمصر.. وأشاد الوزير الصينى بالعلاقات بين البلدين، وأشار إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينج التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة مرات وتوصلا إلى توافقات مهمة وواسعة النطاق، ووضعا خططا مستقبلية للعلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين. وقال إن الصين تؤيد رؤية مصر لإصلاح مجلس الأمن، وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد أكثر من مرة ضرورة تصحيح الظلم التاريخى لإفريقيا، موضحا أن الصين تؤيد ذلك تماما، وتعتقد دائما أن زيادة التمثيل والصوت للدول النامية خاصة الأفريقية تمثل الاتجاه الصحيح الوحيد لإصلاح المجلس.
وشدد وانج يى على أن التعاون بين مصر والصين لا يقتصر على التبادل التجارى، بل يتقدم فى مجالات الاستثمار والطاقة الإنتاجية والبنية التحتية والمالية بخطوات متزنة، وأن حكومة بلاده تشجع الشركات الصينية على المشاركة فى المشروعات الوطنية والإستراتيجية بمصر لدعم تنميتها الاقتصادية، بما فيها محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارهما مشروعين إستراتيجيين مهمين.
وأشار إلى أن الشركات الصينية استثمرت أكثر من 7 مليارات دولار فى مصر، وسجلت أكثر من 1560 شركة، ووفرت أكثر من 30 ألف فرصة عمل، تشمل مجالات عديدة مثل الطاقة والبنية التحتية والتصنيع والزراعة والتعدين. وأضاف أن مصر والصين تتمتعان بمزايا طبيعية فى تهيئة بيئة الأعمال المواتية، وأن بلاده تشجع الشركات الصينية على الاستثمار ومزاولة الأعمال فى مصر، حيث إن الجانب المصرى يعمل على تحسين البيئة الاستثمارية فى السنوات الأخيرة، وأصدر قانون الاستثمار الجديد وغيره من السياسات والقوانين. وأكد أنه بفضل الجهود المشتركة، تتحسن بيئة الأعمال للشركات الصينية فى مصر باستمرار، وتزداد ثقتها بالاستثمار فى مصر.
وقال مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني إن الجانب الصينى يتابع تصاعد التوتر فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط فى الآونة الأخيرة، ويؤكد دائما أن المسار السياسى هو الطريق الوحيد لحل الأزمة الليبية بشكل سليم وحقيقي، وأن لغة القوة طريق مسدود لا يؤدى إلا إلى تداعيات وخيمة، وقال إن الصين تحرص على التعاون وبذل جهود إيجابية وبناءة مع الجانب المصرى للدفع بالحل السياسى للملف الليبى فى وقت مبكر وتعزيز السلام والاستقرار فى منطقة البحر الأبيض المتوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة