تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، يعقد أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 فى الفترة 11-18 يناير الحالى، وتستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، لمناقشة سبل تسريع وتيرة التنمية المستدامة، بمشاركة عددا من قادة الدول والوزراء وصناع القرار وخبراء القطاعات ورواد الابتكار وقادة الاستدامة في المستقبل.
وعقدت الإدارة المنظمة لأسبوع أبو ظبى للاستدامة ، اليوم ، الاثنين ، مؤتمرا صحفيا، حيث قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر"، " تقوم دولة الإمارات بدور فعال وإيجابى ومؤثر فى دعم تحقيق أهداف الاستدامة العالمية من خلال إطلاق مبادرات، وبرامج مهمة مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة الذى يمثل منصة عالمية تجمع نخبة من القادة وصناع القرار من مختلف القطاعات بهدف مد وتعزيز جسور التواصل والتعاون ومناقشة مواضيع الاستدامة وتوحيد الجهود والاستفادة من التقنيات الرقمية الجديدة وأحدث التطورات فى مجال التكنولوجيا من أجل بناء عالم أفضل للجميع".
وقال الدكتور ثانى بن أحمد الزيودى، وزير التغير المناخى والبيئة: تمكنت الإمارات خلال العقد الماضى من لعب دور بارز فى مسيرة الاستدامة العالمية، وباتت تمتلك نموذجا متفردا يعتمد على منظومة متكاملة من المعايير والأسس والمبادرات، ومن أهمها توفير المنصات والحاضنات العالمية التى يمكن عبرها اتاحة الفرصة لتسليط الضوء على أهم مستجدات التكنولوجيا العالمية، وتوظيفها في دفع الحراك العالمى للاستدامة، ويتمثل هذا واضحا فى منصة أسبوع أبوظبى للاستدامة ،والفعاليات المصاحبة له والتى أصبحت احد أهم الركائز والخطوات السنوية الدافعة لتحقيق الاستدامة ونشر حلول الطاقة المتجددة والنظيفة عالميا".
ثانى بن أحمد الزيودى
وأشارالزيودى إلى أن الدورة الحالية ستشهد تحفيزا قويا للحراك نحو تحقيق الاستدامة، كونها تتزامن مع دعوة الأمم المتحدة إلى أن يكون العقد المقبل هو "العقد الدولى للعمل الطموح"، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق تحرك اقتصادي عالمى قوى وفرص عمل واسعة كما تتزامن مع دعوة قيادتنا الرشيدة للتجهيز للاحتفال باليوبيل الذهبى للدولة وتحقيق مستهدافات رؤية الإمارات 2021 ، والتي تشمل تحقيق الاستدامة على مستوى كافة القطاعات وتعزيز التحول نحو منظومة الاقتصاد الأخضر بالإضافة للتجهيز إلى استراتيجيات الـ 50 عاما المقبلة.
وأضاف الزيودى، أن وزارة التغير المناخى والبيئة ضمن التزاماتها ومبادراتها لدعم الابتكار فى مجال الاستدامة ستنظم ضمن فعاليات الأسبوع الدورة الجديدة من ملتقى تبادل الابتكارات في مجال المناخ – المنصة الرائدة في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم الابتكارية – والتي ستشهد مشاركة 42 ابتكارا في مجال الاستدامة مشيرا إلى أن الملتقى شهد في دورته الحالية نموا في طلبات المشاركة بلغ 67%، و54% في عدد الدول المشاركة مقارنة بالدورة الماضية.
فاعليات أسبوع أبو ظبى
وتشمل فعاليات أسبوع أبوظبى للاستدامة 2020، انعقاد الدورة العاشرة للجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" 11-12 يناير ، حيث يجدد المجتمعون تأكيدهم على أجندة الطاقة المتجددة العالمية ويبحثون دور الطاقة المتجددة فى الحد من التغير المناخى وتعزيز الاستدامة.
من جانبه قال المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة فى أبوظبى، " الطاقة هي من أهم المحاور الرئيسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة ولهذا فقد حرصنا على أن نكون جزءا من هذا الحوار العالمي حول الطاقة والاستدامة عبر مساهمتنا شريكا رئيسيا لأسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 ولا شك أن هذا الحدث العالمي يشكل منصة محفزة لتعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة عالمية للاستدامة، فضلا عن دوره في جمع كافة القطاعات والبرامج المرتبطة بالطاقة لتوحيد الجهود وتعزيز الكفاءات في استشراف مستقبل مستدام ولا شك بأن تركيز دورة هذا العام على "تسريع وتيرة التنمية المستدامة" وأهمية الاستفادة من الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة للحد من البصمة البيئية في إنجاز أعمالنا يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية لدائرة الطاقة ويخدم مساعيها في دفع عجلة تحول الطاقة في أبوظبي لتحقيق النمو الاقتصادي وأمن الموارد والاستدامة البيئية.
المهندس عويضة مرشد المرر
وأضاف " نؤكد التزامنا بالمساهمة في إنجاح دورة هذا العام ونتطلع قدما إلى تعميق أواصر الشراكة مع الجهات المعنية في هذا القطاع والتفاعل مع الجيل القادم من القادة الشباب وكافة أفراد المجتمع لإشراكهم في رحلتنا نحو مستقبل طاقة جديد وتحقيق نمو وبيئة أكثر استدامة".
وعلى غرار العام الماضي تم إطلاق حملة "نحن ملتزمون" للسنة الثانية على التوالي على وسائل التواصل الاجتماعي والتي ينظمها أسبوع أبوظبي للاستدامة و"مصدر" بهدف تحفيز المجتمع المحلي والعالمي على المشاركة الفاعلة في تسريع وتيرة التنمية المستدامة وقد شهدت الحملة مشاركة شخصيات بارزة من الإمارات والعالم، شملت وزراء وقادة أعمال ومسؤولين من منظمات غير حكومية وشخصيات بارزة من المجتمع المحلي.
وسوف تمثل "قمة مستقبل الاستدامة" الفعالية الرئيسية ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020 حيث تجمع صناع السياسات والرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال والعلماء والأكاديميين والمبتكرين لمناقشة دور التطور الحاصل في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء في تسريع وتيرة التنمية المستدامة.
من جانبه قال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا": تحقيق الأهداف المناخية وأهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 يتطلب منا تسريع وتيرة اعتماد مصادر الطاقة المتجددة لا سيما وأننا بتنا اليوم مدركين تماما للفوائد الجمة التي تنطوي عليها هذه المصادر فهي توفر طاقة نظيفة منخفضة التكلفة وتسهم في تحسين مستويات الصحة وتوفر العديد من فرص العمل بل وتحدث نقلات نوعية في العديد من الاقتصادات حول العالم وستكون الفرص التي ينطوي عليها اعتماد الطاقة المتجددة موضوعا أساسيا في نقاشات الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة وستتركز جهودنا خلال العقد القادم على اغتنام هذه الفرص.
كما يعقد ملتقى أبوظبى للتمويل المستدام الذي يستضيفه سوق أبوظبي العالمي للمرة الثانية على التوالي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة ويركز على زيادة الاعتماد على التمويل المستدام ودفع رأس المال نحو الاستثمارات التي لها انعكاسات إيجابية على النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ويستقطب الملتقى نخبة من قادة القطاع العالميين وصناع القرار من قطاعي الاستدامة والتمويل.
وكانت دورة 2019 من أسبوع أبوظبي للاستدامة، شهدت عقد صفقات بلغت قيمتها المعلنة نحو 10.5 مليار دولار، كما استقطبت ما يزيد على 38 ألف مشارك من 170 دولة و850 شركة عارضة.
وذكر محمد جميل الرمحى، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر"، أن أسبوع أبو ظبى يناقش دور الطاقة المتجددة فى مختلف مجالات التنمية المستدامة ويسساهم فى تكثيف الجهود لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، موضحا أن التطور الكبير الذى شهده أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاقته في 2008 ، حيث تضاعفت أعداد الحضور والمشاركين ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 35 ألفا و175 دولة.
وأكد الرمحى ، أن اتساع نطاق الأسبوع يعكس مدى تنامي الفرص التجارية التي يوفرها قطاعا التقنيات النظيفة والاستدامة حيث بلغ إجمالى قيمة الصفقات التجارية المعلنة في دورة العام الماضي فقط نحو 11 مليار دولار.
وبهدف إشراك شرائح واسعة من المجتمع تشمل أجندة أسبوع أبوظبي للاستدامة تنظيم فعاليات ومنصات مخصصة للنساء والشباب لإتاحة المجال أمامهم للمشاركة في حوار الاستدامة حيث ستقام الدورة السنوية من "ملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة" التى تلتقى خلالها مجموعة من أكثر النساء تأثيرا حول العالم لتسليط الضوء على خبراتهن وتجاربهن ومسيراتهن المهنية ضمن قطاع الاستدامة.
وتشمل فعاليات الأسبوع تنظيم "مركز شباب من أجل الاستدامة" الذى يوفر منصة فاعلة تساهم في تمكين الطلبة والمهنيين الشباب ورواد الأعمال وتعزيز مشاركتهم في قطاع الاستدامة.. ومن المتوقع أن يستقطب المركز نحو 3 آلاف طالب على مدار الأسبوع ويختتم الأسبوع فعالياته بـ "المهرجان في مدينة مصدر" الذي يوفر سلسلة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية المتعلقة بالاستدامة ومجموعة متنوعة من ورش العمل المخصصة للأطفال والأسرة بالإضافة إلى العروض الحية الشيقة وأكشاك الطعام.
ويركز أسبوع أبوظبي للاستدامة على تحفيز الحوار العالمى حول الاستدامة، وقد جرى العام الماضي توسيع نطاق محاور الأسبوع ليغطى بالإضافة إلى الطاقة المتجددة مجالات وقضايا أخرى بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة، وبما يتماشى على نحو أمثل مع رؤية الإمارات 2021 ، وأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وتشمل دورة عام 2020 من الأسبوع ستة محاور هى " الطاقة الطاقة والتغير المناخى والمياه والغذاء، ومستقبل التنقل واستكشاف الفضاء والتكنولوجيا الحيوية فى قطاع الصحة وتكنولوجيا لحياة أفضل".. كما سيجرى مناقشة ثلاثة موضوعات رئيسية هى الذكاء الاصطناعي والمجتمع والشباب ضمن كافة محاور وبرامج الأسبوع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة