جاء مساء الثلاثاء الماضى ليحمل فى جعبته انتصارا كبيرا للسياسة المصرية التى تنطلق من ثوابت القيم المصرية على مر العصور، عندما أعلن الرئيس الامريكى دونالد ترامب خطته للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فى عدة بنود اعتمدها أساسا للتعايش السلمى فى المنطقة رفضها البعض، ورحب بها البعض، وتحفظ عليها البعض، واعتبرها البعض الآخر نقطة حوار للتلاقى بين فلسطين واسرائيل.
وبعيدا عن رؤيتنا فى تلك الخطة التى أعلن عن تفاصيلها الرئيس الأمريكى ومدى اتساقها أو اختلافها مع قرارات مجلس الأمن وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولى ذات الصلة، فإن ما يعنينا فى المركز الوطنى للدفاع عن حرية الصحافة والاعلام هو أن تلك الخطة كانت بمثابة لطمة على وجه الاخوان وإطلاق للنار على رأس جماعتهم الارهابية ونظامى تركيا وقطر بعد أن أطلقوا أبواقهم وحناجرهم المهترئة عبر شاشاتهم العنصرية ومواقعهم المريضة ليكيلوا الاتهامات ويطلقوا الاشاعات كل يوم ضد مصر وقيادتها تحت إشاعة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد فرط وباع سيناء من أجل تمرير هذه الصفقة ليتوطن الفلسطينيين فى سيناء.
لا شك أن إعلان الرئيس الأمريكى لهذه الخطة التى وصفوها بصفقة القرن جاءت لتعلن فى وضوح وبلا مواربة أن الشعب المصرى عندما اختار قيادته وحملها أمانة الوطن كان يدرك أن قيادته أبدا لن تفرط فى حبة رمل واحدة من تراب سيناء التى روتها دماء الشهداء والأبطال من جيش مصر العظيم، وما زال أبطال مصر يزودون عن شرفها وعرضها وكبريائها فى بسالة ضد الإرهابيين الخونة المدعومين من الإخوان وأرباب نعمتهم فى الدوحة وأنقرة.
ورغم أن الشعب المصرى قاطبة كان يعرف منذ أطلق الإخوان أكاذيبهم أنها بهتان يلبسونه ثوب الفضيلة للنيل من استقرار الوطن فى الوقت الذى لا يعرفون فيه للأوطان قيمة ويعتبرون الوطن مجرد كوبرى للوصول إلى أغراضهم الخبيثة التى أدركها الشعب المصرى بعد عام من اختلاسهم السلطة فثار الشعب عليهم ورماهم إلى حيث مزبلة التاريخ فى قطر وتركيا، فالشعب المصرى على مدار التاريخ يرمى كل من يحاول النيل من وطنه وعزته وكبريائه تحت الاقدام والأحذية، وعندما أعلنت القيادة السياسية حربها المقدسة فى سيناء ضد الشر والإرهاب لتطهير الأرض من دنسهم وشيطانيتهم كان الشعب يدرك أن جيشه وشرطته والابطال منهم والشهداء لا يمكن أن يكونوا ضمن صفقة مهما كان ثمنها لان الدم المصرى أغلى وأثمن من كل الدنيا وصفقاتها.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى حاسما واضحا فى دلالات كلماته عندما أعلن أن صفقة القرن هى "مجرد عبارات فى الإعلام فقط" فى إشارة من الرئيس أن مصر فوق كل الصفقات ومهما كانت النتائج، وكانت عبارة الرئيس تحمل اليقين أن الاشاعات والاكاذيب التى يطلقها المغرضون والارهابيون وتوابعهم وزبانيتهم هى محاولات فاشلة لإعاقة تقدم الامة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
جاءت خطة ترامب لتكون كمن رمى الاخوان وزبانيتهم فى بحر سحيق، ولأنهم لا يتعلمون من دروس التاريخ ولا يثقون فى فطنة الشعب المصرى سيبقون يكذبون ويرددون إشاعات جديدة وأكاذيب لا سيقان لها ولا تنبت من الارض، وسيبقى الشعب المصرى وقيادته يسيرون فى طريق التنمية والنهوض والتقدم غير مبالين بالإخوان وقطر وتركيا وإشاعاتهم وأكاذيبهم.
وفى الختام يجب على كل وطنى من أبناء هذا الوطن الا بكتفى بالثقة الصامتة فى القيادة السياسية فقط بل عليه أن يواجه كل مروجى إشاعات الأبواق الإخوانية من المضللين أصحاب الميل السياسى للإخوان بالداخل الذين رددوا كذب الممولين الإخوان بالخارج.. أين سيناء من صفقة القرن يا أبناء مسيلمة؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة