أقامت مؤسسة بتانة الثقافية اليوم الخميس، حفل إطلاق ومناقشة وتوقيع كتاب "أيام مرسى" للكاتب الصحفى والإعلامى الدكتور محمد الباز، بحضور عدد من المثقفين والسياسيين، ونبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، وأدار الندوة الشاعر والناقد شعبان يوسف وشاركت فيها الإعلامية أميرة بهى الدين.
وقال الدكتور محمد الباز، إن فكرة كتابه "أيام مرسى" ولدت يوم وفاة مرسى، حينها فكرت ماذا سيقال بعد 50 عامًا من فترة حكم مرسى، وذلك كون أن مراجعنا عن الإخوان هى كتب الإخوان أنفسهم، مثلما الحال فى كتب الدكتور رفعت السعيد، حيث اعتمد على تحليل كتب قيادات الجماعة، مشددًا على أنه يعتبر الكتاب وطنى لأننا كان علينا دور وطنى فى كتابة تاريخ الجماعة من وجهت النظر الأخرى.
وأضاف الباز، هناك مساحة رمادية عند النخبة المصرية تجاه الإخوان المسلمين، ولذلك حاولت أخذ أحكام قاطعة على فترة حكم الجماعة، وحاولت ألا أذكر أى معلومة إلا التى كنت شاهدا عليها، فالكتاب هدفه ألا يدخل هؤلاء الناس حياتنا مرة أخرى وألا ننخدع فيهم مرة أخرى، معتبرا أنه يأمل أن يكون الكتاب مرجعا للأجيال القادمة.
وشدد الباز، لدينا معركة وعى، وهى معركة كبرى ورعيت ذلك فى كتابى بشكل علمى لأنه كتاب يتحدث عن فترة مهمة من تاريخ مصر، وطالب الباز المثقفين والصحفيين بكتابة شهادتهم عن حكم الإخوان، وعن تلك الفترة من تاريخ مصر.
ويقول الباز في مقدمة كتابه: "هذه محاولة لتوثيق جزء مهم من تاريخ مصر، جزء يعنى للمصريين الكثير، لأنهم لم يكونوا بعيدًا عنه، بل عملوا فى قلبه لتحرير بلدهم من جماعة إرهابية ورئيس لم يكن إلا ممثلا لمكتب الإرشاد فى قصر الرئاسة".
ومن جانبها أشادت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، بكتاب "أيام مرسى" مؤكدة، أن معركة الوعى الذى تخوضها مصر، تخوضها هى كوزيرة للهجرة، مشيرة إلى أن الكتاب توثيق مهم لما حدث فى الماضى خلال فترة حكم مرسى.
وأضافت "مكرم" أن توثيق أحداث فترة حكم الإخوان مهم لأننا للأسف لدينا "ذاكرة سمك" لذا كان خروج الكتاب درعًا فى معركة الوعى، وهى معركة مهمة ومهم أن نخوضها.
وأكدت وزيرة الهجرة، أن وعى المصريين اختلف عن الماضى، لكنه لا يزال بحاجة إلى تغذية وإلى تذكير بالماضى، موضحة أن الكتاب مهم لأنه بداية للرد على كتب الإخوان ووجها آخر لكتابة التاريخ الوطنى، وبالتأكيد الكتاب يدعو للفخر.
ومن جانب آخر حرص "الباز" على إهداء نسخة من كتابه "أيام مرسى: كتاب الصدامات"، للدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، خلال حفل إطلاق الكتاب، وطلبت الوزيرة خلال الحفل نسخة من الكتاب الذى اعتبرته كتابا يدعو للفخر، موضحة أنه مرجع مهم فى معركة الوعى، وتوثيقا لفترة مهمة من تاريخ مصر، ومرجع مهم للأجيال المقبلة.
ومن جانبها قالت الإعلامية أميرة بهى الدين، إن الكتاب يكشف لنا خفايا أيام حكم الإخوان التى لا نعرفها، حيث وضع "الباز" فى كتابه عددا من المرجعيات، فكل سطر فى الكتاب يحمل معلومة وتفصيلة جديدة نكاد لا نعرفها، وقد استعان بوثائق ومستندات وحوارات مسجلة.
وأضافت "بهى الدين" أنها تحب أن تطلق على الكتاب اسم "القراءة الثالثة لفترة حكم محمد مرسى" حيث يعيد قراءة كل الأحداث بصور مختلفة، كما أنه يفضح ويحاكم تلك من تاريخ مصر، كما أنه يعد مرجعًا للأجيال المقبلة بألا تقع فى هذا الخطأ مرة أخرى، وحتى لا يكون هناك مرسى آخر.
ولفتت أميرة بهى الدين إلى أن الكتاب بدأ من بداية سقوط حكم مرسى، وقرر أن يبدأ من جملة "وداع يليق بخائن"، لأن "مرسى كان خائنا بالفعل، خان الشعب وخائن خيانة سياسية، وخائن خيانة وطنسا، وخائن لمؤسسات الدولة، ولم يكن مجاز وانتهى أيضا بسقوط حكم الإخوان، ليكون الكتاب بنهايتين عن فترة حكم المعزول، كما أنه يفصح القيادات السياسية الذين شاركوا فى اجتماع "فيرمونت".
وأشارت، إلى أن الكتاب مقسم إلى 13 جزءًا فى إلى إشارة إلى المعزول كان المرشح رقم 13، كما أنه قام بتسمية كل جزء بوصف للرئيس الإخوانى، موضحة أن رغم أن الكتاب يدفع للاعتقاد بأن مرسى هو بطل أحداثه، إلا أن البطل هو الجماعة، لأن المعزول مجرد "استبن" وكون الجماعة هى العدو الأول للمصريين، كما كشف عن مرسى وحياته وتاريخه الطبى ليدلل على كذب الإخوان، على أن "مرسى" لم يكن مهيئا صحيا للوصول لكرسى الرئاسة.
وأكدت أميرة بهى الدين، أن الكتاب يوضح دون مواربة دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ثورة 30 يونيو، والتحذيرات والمطالبات للمعزول بالاستجابة لقوى الشعب المصرى، وبعد نفاد كل الفرص، استجاب المجلس لنداء الشعب، وأنقذ البلد من الجماعة التى كانت تخون وتسرق المصريين.
وأتمت "بهى الدين" كلامها بأن الباز اعتبر محمد مرسى بوفاته قد خذل الجماعة نظرا لأنهم لم يكنوا قد انتهوا بعد من مسلسل "مرسى راجع".
كما أكد الشاعر والناقد شعبان يوسف، الذى أدار الندوة، إننا الآن بصدد توثيق لسلسلة كوارث وقعت فى عام، هو مدة وجود جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية فى سدة الحكم، وقد قاومت القوى المصرية كيان الإخوان المسلمين، رغم أن هناك قوى أخرى احتضنت الجماعة وجعلتها تصل إلى الحكم، مشيرًا أن الكثير منا احتضنوا الجماعة وخدعوا فيهم.
وأضاف شعبان يوسف، أن الكتاب له موقف، وهو يوضح بالوثائق الدالة مواقف الذين تقربوا للجماعة ومن رفضوا ذلك،
الكتاب يستعرض فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي، مسلطا الضوء على الخيانات التي ارتكبها في حق الشعب والوطن وكانت السبب وراء الإطاحة به هو وجماعته.
ويعد الكتاب بمثابة محاكمة علنية لمرسي، أو كما يصفه المؤلف بـ"الخائن الأعظم"، لما اقترفته يداه من مؤامرات متتالية وولائه لجماعة الإخوان المسلمين على حساب مصلحة الوطن، ومعاركه ضد مؤسسات الدولة للسيطرة عليها وإهانته هو وجماعته للمؤسسة القضائية، وإقصائه كافة التيارات السياسية.
"أيام مرسي" شهادة يعتبرها "الباز" مسئولة لكاتب عاش الأحداث واقترب مما جرى، ويرى أنه من الإثم أن يكتم شهادته عما كان من تفاصيل ووقائع مختلفة تحكي عن جرائم مرسي خلال فترة حكمه.. شهادة موثقة بالمستندات التي تنشر لأول مرة، مبينة كيف انتهى به الحال إلى الفشل والثورة عليه وعزله في 30 يونيو 2013.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة