رصدت الصحافة العالمية آلة القمع القطرية الممنهجة للقبائل القطرية المعارضة، والانتهاكات التى تعرضت لها أبناء ونساء هذه القبائل من النظام القطرى، وفى السجون عرضت مجلة لوبوان الفرنسية حقائق عن شهود عيان على وقائع تعذيب للقطريين من داخل الأسرة الحاكمة.
ونشرت الصحيفة الفرنسية تحقيقها تحت عنوان "أفراد عائلة آل ثانى فى السجن" عن جان بيار مارونجى، وهو رجل أعمال فرنسى ويرأس مجلس إدارة شركة فرنسية للإدارة والتكوين، قوله إنه أثناء اعتقاله فى الدوحة- بتهمة إصدار شيك من دون رصيد لم يرتكبها فوجئ بوجود حوالى عشرين من أفراد عائلة آل ثانى فى السجن. كان من بينهم، طلال بن عبد العزيز آل ثانى رقم 5 فى ترتيب خلافة العرش.
أضافت المجلة أن قطر تنفى اعتقال الشيخ طلال. ولكن هذا النفى يتناقض مع وثيقة رسمية من وزارة الداخلية التى تؤكد أن ابن عم الأمير قد حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما بسبب الديون على الرغم من حقيقة كونه يتمتع بثروة طائلة.
وفى غضون ذلك، قالت صحيفة جولف بزنس، إن قادة دولة الإمارات العربية المتحدة استقبلوا أحد أفراد العائلة المالكة القطرية الذى طالب بإصلاح السياسة الخارجية لبلاده.
وفى تقريرها التقى الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى والوفد المرافق له بنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن سلطان آل نهيان فى قصر البحر.
وكشف الصحفى الكويتى البارز فؤاد هاشم لموقع جولف نيوز: "أن المعارضة الحقيقية فى قطر ليست فى الخارج بل داخل الدوحة، منتشرة فى جميع أنحاء الجهاز العسكرى والعائلة المالكة. هذا هو المكان الذى يتم فيه تجذير المعارضة الحقيقية".
على ناحية أخرى أشار التقرير أن زعيم المعارضة المخضرم خالد الهيل يقدر عدد الشخصيات المناهضة لـ تميم فى المنفى بنحو 32 ألف شخص، ويتوقع أن يرتفع العدد فى المستقبل فى الوقت الذى تتبنى فيه الدوحة حملة ضد النقاد الداخليين.
كما تطرق التقرير إلى قبيلة المرى التى تتعرض لقمع كبير من جانب النظام القطري. دفعت هذه الإجراءات الوحشية أحد كبار أعضاء أسرة آل ثانى، الشيخ سلطان بن سحيم، إلى التحدث من باريس، متهما تميم، عبر تويتر، بأنه أصبح "ستالين فى هذا العصر".
وقام الهيل بتحويل مجلسه الخاص إلى مجلس عام مفتوح للجمهور يناقش الوضع الداخلى القطرى السياسى والاقتصادى والاجتماعي. وصرح: "هدفنا التواصل مع الشعب القطرى سواء فى الداخل أو الخارج، لتوعيته بجرائم النظام القطرى بحق المواطنين الشرفاء وتدخله فى شؤون الدول العربية الشقيقة"، لافتا إلى دور قطر الإجرامى فى ليبيا وسوريا واليمن وتونس والسودان وغيرها من الدول العربي.
بخلاف عبد الله بن على، الأمير غير المعروف والذى ظهر للتوسط فى العلاقات القطرية السعودية قبل الحج، يعتبر الشيخ سلطان شخصية ثقيلة فى عائلة آل ثاني. ولد فى عام 1984، وهو الابن الثامن لوزير الخارجية دولة قطر الأسبق الذى يرأس الآن شركة قابضة قوية ومنظمة غير حكومية تحمل اسمه، والتى تلبى الاحتياجات التعليمية وخدمة المجتمع فى الدوحة. رغم أنه على عكس عبد الله بن على، لم يكن والده وشقيقه من أمراء قطر، إلا أنه هو نفسه اسم بارز فى المجتمع القطرى، محبوب ومحترم داخل الأسرة المالكة وبين الشباب القطري.
حسب التقرير، من المؤكد أن ظهور الشيخ سلطان سيبقى السلطات فى الدوحة مستيقظة طوال الليل. من خلال العمل مع خالد الهيل وعبد الله بن على - مع الدعم الكامل لقبيلة المرى بالكامل - أصبح لديهم الآن فرصة لإحداث تغيير فى سلوك قطر.
وعلى صعيد آخر، تلاحق قطر المعارضة فى الخارج، وفرضت حظر جديد على حرية التعبير فى الداخل، وبحسب الجريدة الأمريكية واشنطن اكسامينر "تحب قطر أن تقدم نفسها كمنارة للإسلام الحديث: المتدين، المتسامح، والمتطلع إلى الخارج. لكن الواقع، كما ثبت من خلال فرض حظر جديد على حرية التعبير، يؤكد عكس ذلك".
وبحسب واشنطن اكسامينر، فان الأمير تميم بن حمد آل ثانى أسس نظام استبدادى مهووس فقط بالحفاظ على سلطته الخاصة، علاوة على ذلك، فإن تحديات حقوق الإنسان فى قطر لا تبدأ وتنتهى بقيود المفروضة على حرية التعبير.
ووفقا للصحيفة فعلى سبيل المثال حصلت قطر على حق تنظيم كأس العالم 2022 لكرة القدم من خلال تقديم الرشاوى، وتم بناء ملاعبها بالسخرة. لكن حتى الآن، بعد سنوات من التدقيق الدولى فى احتجازها وسوء معاملتها للعمال المهاجرين، تواصل قطر الإساءة إليهم. تفعل قطر ذلك لأنها تعتقد أنها يمكن أن تفلت من العقاب، وهذا ما يحدث بالفعل.
يضيف التقرير أن النظام القطرى تعلم أنه يحتاج فقط إلى تمرير قوانين تدافع عن حقوق الإنسان، ثم يتجاهل هذه القوانين بشكل منهجي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة