انطلقت صباح اليوم الاثنين، فعاليات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى، بحضور المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وعدد من القيادات الدينية من 41 دولة، بدأت فعاليات المؤتمر بتلاوة آيات من القران الكريم.
عرض مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى، فيلما تسجيليا عن التجديد فى الفكر الإسلامى، حيث تطرق إلى الجهود التى تقوم بها مؤسسة الأزهر فى ملف التجديد، وسلط الضوء على المبادرات التى نفذها فى مصر والعديد من دول العالم.
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن التاريخ يثبت أن الإسلام ظل مع التجديد، والدين الإسلامى له ثوابته التى لا تتغير، مضيفا أن الأحكام المدنية والدستورية والاقتصادية والسياسية والبيع والشراء والعلاقات الدولة وعادات الناس فى المسكن والملبس، تلد أحكام الشريعة فى صورة أطر ومبادئ عامة وكلها مشروع تطوير وتجديد طالما تحقق مصالح الأشخاص.
وأضاف الإمام الأكبر خلال كلمته فى تجديد فكر الإسلام، أن قانـون التجـدُّد أو التجديد، هو قانون قرآني خالص، توقَّف عنده طويلًا كبارُ أئمةِ التراث الإسلامي وبخاصة في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، مضيفا أن الأزهر الشريف قرر إنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، للإسهام فى عملية التجديد الدينى.
وتابع شيخ الأزهر قائلا: "لا يخامرنا أدنى شك في أن التيار الإصلاحي الوسطي هو الجدير وحده بمهمة التجديد الذي تتطلَّع إليه الأمة.. وأعني به التجديد الذي لا يشوه الدِّين ولا يلغيه.. وإنما يأخذ من كنوزه ويستضيء بهديه، ويترك ما لا يناسب من أحكامه الفقهيَّة إلى فتراتها التاريخيَّة التي قيلت فيها وكانت تمثِّل تجديدًا استدعاه تغيُّر الظروف والأحوال يومذاك. فإن لم يعثر على ضالته فعليه أن يجتهد لاستنباط حكم جديد ينسجم ومقاصد هذا الدِّين. وهذا ما نأمل أن يعكسه -في صِدْقٍ وأمانة- مؤتمركم .. مؤتمر علماء المسلمين بالأزهر، اليوم".
قال وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد السعودي، الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، أن السعودية حاضنة الحرمين وقبلة المسلمين تشيد وتعتز بالعلاقات المتينة مع الدولة المصرية فى كافة المجالات، وما يحظى به التعاون الدينى بين المؤسسات الدينية فى المملكة ونظيرتها فى مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف، وخاصة التنسيق والتكامل فى ملفات الشئون الإسلامية فى تعزيز الواسطية والاعتدال وتجديد الخطاب الدينى ومكافحة الإرهاب والغلو التطرف، ونشر ثقافة الحوار والتسامح بما يتوافق مع مقاصد الشريعة وأحكامها ولا يتعارض مع القيم الإسلامية والعربية ذات الآصالة الخالدة، وذلك بدعم غير محدود من القيادات فى البلدين الشقيقين.
وأضاف آل الشيخ، خلال كلمته فى مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى بحضور المهنددس مصطفى مدبولى نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن المؤتمر ينعقد فى فترة مهمة تواجه فيها الأمة الإسلامية تحديات كبيرة لها تأثير على أمن المنطقة واستقرارها وتعايش شعوبها، وداعما لجهود الأزهر الشريف وحضور الباحثين والعلماء المشاركين، حتى نخرج بنتائج إيجابية تنعكس على واقع المسلمين فى التجديد ومواجهة الفكر الإرهابى المتطرف، ومعالجة المشاكل الفكرية وتوجيه قطاع الشباب بما يخدم تقدم ونهضة البلاد وحمايتهم من الانحرافات الفكرية والحفاظ عليهم.
وأوضح الوزير السعودى، أن الاجتهاد أمر نص عليه الإسلام، لأن العلماء ينظرون فى الأدلة من أجل إعمال الاجتهاد، خاصة ان الإسلام صالح لكل زمان ومكان وصلاحيته ليس من جموده، ولكن من التجديد الذى يفهمه العلماء، مؤكدا أن الإسلام يدعو إلى التدبر والاجتهاد.
وعقب ذلك كرم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عدد من العلماء من رموز التجديد فى الفكر الإسلامى، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وعدد من قيادات الدولة، فى مؤتمر التجديد فى الفكر الإسلامى، ثم ألق كلمة نيابة عن الرئيس السيسى.
دعا المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، إلى أن يكون مؤتمر الأزهر العالمى، لتجديد الفكر الإسلامى الذى بدأ أعماله اليوم بالقاهرة، فاتحة لسلسلة من مؤتمرات تجديد الفكر الإسلامى التى تعقد عامًا بعد عام، حيث طالب المهندس مصطفى مدبولى، فى كلمته التى ألقاها اليوم الإثنين، نيابة عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى، المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر بأن تولى أهمية لتجديد الخطاب الدينى، لافتا إلى أن التراخى عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم ليخطفوا عقول الشباب، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم التفسير الخاطئ للقرآن والسنة، ومن هنا جاءت أهمية انعقاد هذا المؤتمر اليوم بحضور علماء 41 دولة عربية وإسلامية.
وأعرب المهندس مصطفى مدبولى، عن تقديره للمشاركين فى هذا المؤتمر، وتمنياته بأن تأتى نتائج المؤتمر على قدر التحديات التي تواجه الأمة، وعلى رأسها الإرهاب الذى يحول دون المضى قدما فى مسيرة التقدم.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن أن التجديد الذى نتطلع إليه ليس فى ثوابت الدين ولا العقيدة ولا الأحكام التى اتفق عليها الأئمة، وأن ما نتنظره هو التجديد فى فقه المعاملات فى مجالات الحياة العلمية، وقال إنه من رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكاما ثابتة، وأحكاما تتغير وفقا للتطور، وأن الفتوى تتغير من بلد لبلد، ومن عصر لعصر، ومن شخص لشخص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة