فريق بحثى مصرى يكتشف بكتيريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية لدى الكلاب

السبت، 25 يناير 2020 04:48 م
فريق بحثى مصرى يكتشف بكتيريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية لدى الكلاب جامعة المنصورة
الدقهلية شريف الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمكن فريق مصري أمريكي أن من العثور على جين بكتيريا الإيشيريشيا القولونية "إي –كولاي" فائقة المقاومة للمضادات الحيوية، في الكلاب لأول مرة في مصر، والتي تتشارك في بعض الخواص الجينية مع نظيرتها المكتشَفة لدى الإنسان.

 

بالرغم من أن احتمالات انتقال عدوى الأمراض عبر الاختلاط المباشر وغير المباشر مع الحيوانات الأليفة أصبحت حقيقة علمية موثقة، ومنذ سنوات. لكن معدل الخطورة هذا يزداد كثيرًا عندما تنقل تلك الحيوانات إلى الإنسان جينات سلالات من بكتيريا مقاوِمة للمضادات الحيوية.

 

و استطاع الدكتور حازم رمضان  الأستاذ المساعد بقسم الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطرى جامعة المنصورة، والباحث بالمركز القومي الأمريكي لأبحاث الدواجن التابع لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA-ARS)- هو وأعضاء الفريق البحثى مصر أمريكى في العثور على جين بكتيريا الإيشيريشيا القولونية "إي - كولاي" المقاوِمة للمضادات الحيوية في الكلاب، كما جرى التأكد من أن هذا النوع من البكتيريا يتشـارك بعـض الخـواص الجينية مع نظيره المكتشَف لدى الإنسان في مصر، ما يمثل خطورةً كبيرةً على الصحة العامة

 

حيث توصل الفريق البحثي إلى هذه النتيجة، في دراستهم المنشورة بدوريـة "الأمـراض المشـتركة والصـحة العامـة"(Health Public and Zoonoses) أواخر شهر ديسمبر 2019، بعد نجاحهم في تحديــد مســودة الجينــوم الكامــل لهذه البكتيريا، التي جرى عزلــها مــن عينات مأخوذة من كلٍّ من الإنســان والكلاب في مصر، كما نجح أيضًا في تحديــد الارتباط الجيني لهذه العزلات.

 

وخلال الفترة من ديسمبر 2015 إلى أغسطس 2016، جمع الفريق 235 عينةً من الإنسان (عينة البول)، و332 عينة من الكلاب في مدينة المنصورة المصرية، واستخرج الباحثون من تلك العينات 170 عزلةً بكتيرية بواسطة الطرق التقليدية لزراعة البكتيريا، وتَبيَّن أن 165 منها كانت لبكتيريا الإيشيريشــيا القولونيــة، أو كما تُعرف أيضًا بالإشريكية القولونية.

 

واستنادًا إلى اتفاقية التعاون البحثي بين جامعة المنصورة ووزارة الزراعة الأمريكية، تم تحليل العينات  في مختبرات المركز القومي الأمريكي لأبحاث الدواجن وتبين  من النتائج الأولية وباختبار حساسية هذه العزلات لعدد 24 مضادًّا حيويًّا، أن جميع العزلات الـ165 كانت مقاوِمة للمضادات الحيوية من الجيل الثالث لمركبات "السيفالوسبورين" وعلى رأسها عقار "سيفوتاكسيم" (Cefotaxime)، وكانت نسبة كبيرة من العزلات فائقةَ المقاومة للمضادات الحيوية أي تُظهر على الأقل مقاومة لثلاثة مضادات حيوية تنتمي إلى مجموعات دوائية مختلفة.

 

وأشار الدكتور حازم مضان إن أخطر ما توصلت إليه الدراسة أن 9 عزلات (2 من الإنسان و7 من الكلاب) من الـ165 كانت مقاوِمة لفئة من المضادات يُطلق عليها "الكاربابينيم" (Carbapenems) وهو أحد مضادين حيويين يُعَدان خط الدفاع الأخير لدى البشرية ضد أنواع البكتيريا فائقة المقاوِمة للمضادات الحيوية وخاصةً سالبة الجرام منها في حين يُطلق على الآخر كوليستين(colistin) ويُعرفان بين المتخصصين بـالملاذ الأخير.

 

وأضاف أن ما يميز الكاربابينيم أنه أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية على عكس عقار "كوليستين" الذي نادرًا ما يصفه الأطباء يسببآثاره السامة على الكليتين والأعصاب ويُعطَى فقط في حالات الضرورة القصوى لكن حتى "كوليستين" ظهرت له عدوى بكتيرية خطيرة مقاوِمة له ولجميع أنواع المضادات الحيوية الأخرى وتسببت تلك العدوى في وفاة إحدى السيدات بالولايات المتحدة في سبتمبر 2016.

 

ومن خلال تحليل الجينوم للعزلات المأخوذة من الإنسان والكلاب جرى تحديد أنواع الجينات المسـؤولة عن مقاومة المضادات الحيوية ككل ومضاد "الكاربابينيم" بشــكل خــاص وتحديد التسلسل النوعي وكذلك تحديد البيئة الجينية المحيطة بمجموعة يُطلق عليها إنزيم "نيودلهي ميتالو بيتالاكتماز" (NDM) Metallo-β-Lactamases إذ اكتُشفت لأول مرة في نيودلهي بالهند، في حين جاءت تسمية "بيتالاكتماز" لأنه يقاوم مجموعةً من المضادات الحيوية تسمى مضادات "بيتا-لاكتام" (β-Lactam) التي تندرج تحتها عائلة مضادات "الكاربابينيم" الحيوية.

 

أظهرت نتائج الدراسة الجديدة تحديد جين معين من إحدى عزلتي الإنسان وعـزلات الكلاب وتُعَد هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها تحديد هـذا الجين لدى الكلاب في مصر، والمرة الثانية في أفريقيا حيث كان قد جرى اكتشافه في الجزائر.

 

واعتبر حازم رمضان أن هذه النتائج تدق ناقوس الخطر حول إمكانية انتقال هذا الجين المقاوِم للمضادات الحيوية من الحيوانات الأليفة وعلى رأسها الكلاب إلى الإنسان.

 

وأشار إلى أن الكلاب عادةً ما تقوم بلعق فتحة الشرج الخاصة بها، وبالتالي تنتقل الطفيليات والبكتيريا من الشرج إلى اللسان في حين يقوم الكلب بلعق الأسطح أو لمس الإنسان وملاطفته، ومن هنا تنتقل البكتيريا مباشرةً إلى الإنسان، في حين تنتقل بصورة غير مباشرة عبر لمس الإنسان للأسطح والأشياء الملوثة بلُعاب الكلاب على سبيل المثال.

 

وأوصى بضرورة استخدام تقنية تحديد الجينوم الكامل بصـورة دورية مما يعزِّز من فاعلية إجراءات الترصُّد والتتبُّع للبكتيريا سـواء في الإنسـان أو الحيوان باعتبارها من الوسـائل الفاعلـة لمكافحة البكتيريـا المقاوِمـة للمضادات الحيوية.

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة