قال صديق المجنى عليه "نبيل" الشهير بـ"دنجوان الجيزة"، الذى قٌتل على يد فتاة تربطها به علاقة عاطفية، أنه كان بمثابة صديقه المقرب، حيث كان الضحية يتردد عليه دائما للجلوس بصحبته، كما أن حالته المادية كانت متواضعة، واصفا إياه أنه كان "غلبان"، وأنه اعتاد الاقتراض منه حال مروره بضائقة مالية.
وأضاف صديق القتيل، أنه فوجىء بخبر مقتله، نافيا أن يكون له أى أعداء، حيث كان يعيش فى حاله، يقضى وقته بين المقهى ومنزله.
واعترفت الفتاة المتهمة بقتل مسن تربطها به علاقة عاطفية بالجيزة، أنها ارتكبت الجريمة بمفردها، حيث دخلت إلى شقة الضحية بطريقة مشروعة، دون إحداث أى كسر بالباب، لكون الضحية معتاد استقبالها بمسكنه، وطالبته بمسح الصور الخاصة التى التقطها لها، إلا أنه رفض الاستجابة لها، ما دفعها لتسديد عدة طعنات له، قائلة: "مكنتش دارية بنفسى بعمل إيه، ضربته أول طعنة، وبعدين كملت طعنه لحد ما اتأكدت إنه مات، وخدت التليفون وهربت".
القتيل.
وأضافت المتهمة، أنها تخلصت من السلاح المستخدم فى الجريمة، بنهر النيل، وخلال إجراء المتهمة معاينة تصويرية للجريمة، أوضحت لرجال المباحث، وأعضاء النيابة، كيفية دخولها الشقة، وبحوزتها "سكين"، ثم طرقها الباب وفتح القتيل لها، ومثلت كيفية تسديد الطعنات له.
ونفت ارتكابها الجريمة بدافع السرقة، حيث أكدت أنها كانت تحصل على مبالغ صغيرة من القتيل، ولم تطمع فى سرقته، كما أنه كان دائم الشكوى من ضيق حالته المادية، وكشفت تحريات رجال المباحث، أن الفتاة لم تفقد عذريتها على يد القتيل.
الشارع الذى يقيم به القتيل
وترصد "اليوم السابع"، تفاصيل الجريمة فى السطور التالية، شارع ضيق بمنطقة شعبية، عقار قديم جار عليه الزمن، ظهرت عليه آثار التهالك، باب خشبى تأبى درفتيه أن تغلقا، بجانب الباب لوحة صغيرة زرقاء اللون، تحمل رقم "28" لتحديد عنوان المنزل، فى الطابق الثانى يقيم "نبيل" مسن تعدى عمره الستين عاما بمفرده، منذ طلاق زوجته منذ سنوات طويلة مضت، لم يتزوج بعدها، وقرر أن لا يشاركه وحدته أى من النساء، بينما يقيم فى باقى شقق العقار أبناء عمومته وأفراد من عائلته.
أحد أصدقاء الضحية يحمل صورته
العقار المواجه لمسكن "نبيل" سائق التاكسي، تقيم فتاة فى مقتبل عمرها بصحبة أفراد أسرتها، تحولت علاقتها بجارها المسن إلى علاقة شبه عاطفية، تتردد عليه من آونة لأخرى، فى غفلة من أسرتها، للحصول على مبلغ مالى صغير، مقابل بعض القبلات، حتى قرر "نبيل" تسجيل تلك اللحظات السريعة التى تجمعه بالفتاة الصغيرة، بتصويرها على هاتفه المحمول من باب الذكرى، واستمر الأمر بينهما على هذا النحو، حتى فاجأت الفتاة "نبيل" بطلبها مسح الصور التى تجمعهما سويا، بحجة رغبتها فى إنهاء العلاقة التى تجمعهما، بعد أن تقدم أحد الشباب لخطبتها.
استشاط "نبيل" غضبا، رافضا إنهاء تلك العلاقة، لتجد الفتاة نفسها فى مأزق، خشية تعرضها للفضيحة، وكشف أمر علاقتها مع جارها المسن، فتقرر فى لحظة شيطانية أن تتخلص من مصدر تهديدها، حصلت على سكين مطبخها، وتوجهت إلى ورشة لسن السكاكين، فأعدتها وجهزتها، ثم توجهت إلى شقة "نبيل"، انتهزت هدوء الحركة بالمنزل، بسبب سفر بعض أفراد عائلته إلى قريتهم لتقديم واجب العزاء فى وفاة أحد أقاربهم، طرقت الباب على "نبيل" ليقابلها معتقدا أنها زيارة خاصة اعتاد عليها، وفور دخولها، تكرر طلبها بمسح صورها التى تجمعه به، إلا أنه أكد رفضه لرغبتها، فتشهر سكينها فى غلفة منه، وتسدد عدة طعنات متفرقة بجسده، لحظات وسقط "نبيل" غارقا فى دمائه بصالة الشقة، عجز عن الاستغاثة حتى فارق الحياة، فتشت الفتاة فى الشقة حتى عثرت على هاتفه المحمول، استولت عليه، وتأكدت من عدم تركها أى دليل يقود لهويتها، وغادرت المنزل مسرعة، لتتوجه إلى نهر النيل وتتخلص من سلاح الجريمة، وتعود إلى منزلها محاولة استجماع هدوئها وشتات نفسها.
صباح اليوم التالى للجريمة، واحدة من عائلة "نبيل" تقيم بذات العقار، قررت أن تطمئن عليه، كان دائما ما يطلب من أقاربه الاطمئنان عليه إذا لاحظوا غيابه، خشية وفاته وحيدا، لكونه يقيم بمفرده، فوجئت عندما حاولت طرق باب شقته بالباب مفتوحا على غير المعتاد، لم يستجب لندائها، اقتربت بخطوات بطيئة إلى الداخل، لتفاجأ بجسده غارقا فى الدماء بصالة الشقة، استغاثت بالجيران، لحظات وحضر عدد كبير من الأشخاص، أبلغ أحدهم قسم شرطة الجيزة، وأغلقوا الشقة لحين وصول رجال المباحث، خشية تبدل معالم الجريمة.
العقار الذى شهد الجريمة
مدخل منزل المجنى عليه
بعد وصول رجال المباحث، وإجراء معاينة لمسرح الجريمة، ومناظرة لجثة الضحية من جانب أعضاء النيابة العامة، تم نقلها إلى المشرحة، وبدأ فريق البحث الجنائى فى إجراء التحريات، وجمع المعلومات حول الحادث، الاستماع لأقارب القتيل وجيرانه، وفحص علاقاته وخلافاته والمترددين عليه، حتى عثر رجال المباحث على كاميرا مراقبة خاصة بمحل بقالة صغير بمدخل الشارع، حملت تلك الكاميرا حلا للغز الجريمة، حيث رصدت الفتاة أثناء خروجها من العقار الخاص بالقتيل فى وقت معاصر لارتكاب الجريمة، تم القبض عليها، وبمواجهتها انهارت واعترفت بارتكاب الجريمة، وأرشدت عن مكان الهاتف الخاص بالضحية، وتخلصها من سلاح الجريمة بنهر النيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة