أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حرص بلاده على الشراكة والتعاون مع دول القارة الأفريقية، موضحاً أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها المملكة المتحدة بالاجتماع مع الدول الأفريقية.
وأشار "جونسون"، في كلمته بالقمة البريطانية الأفريقية المنعقدة في لندن، إلى أنه قد حان الوقت للعمل والشراكة والاستثمار مع أفريقيا، حيث إنه خلال توليه وزارة الخارجية قام بزيارات عديدة للدول الأفريقية، ولمس الحب من أفريقا تجاه المملكة المتحدة.
وأوضح "جونسون" أن بريطانيا ليست مجرد شريكاً لليوم فقط بالنسبة للدول الأفريقية، ولكن للغد والمستقبل والعقود القادمة، كاشفاً عن أنه خلال عام 2020 ستقوم بريطانيا بتحقيق الطموحات الخاصة بالنمو الاقتصادي، مؤكدا أنه في حال رغبت الدول الأفريقية في الاستثمار فلتتقدم للعمل مع المملكة والشركات البريطانية في كافة المجالات.
وأكد "جونسون" أن من أهداف المملكة المتحدة رفع معدلات الاستثمار في مجال التعليم والجامعات، "حيث لدينا أكبر إمبراطورية في التعليم الجامعي ونسعى لنقل خبراتنا لأفريقيا".
وأضاف أن لندن لديها رغبة في نقل خبراتها في تكنولوجيا المعلومات لأفريقيا، موضحاً أن نظام الهجرة يتغير، حيث أصبح أكثر نزاهة وأكثر مساواة وعدلاً مع شركائنا المختلفين، مؤكداً أنه يقدر مختلف الدول التي تسعى للعمل مع المملكة المتحدة، وأن بريطانيا ستدخل مجال المنافسة مع الدول الأخرى ومنها الصين وروسيا وألمانيا.
وأشار "جونسون"، إلي أنه سيتم ضخ مليارات الدولارات لاستثمارها في عدة قطاعات بالدول الأفريقية منها القطارات، وخاصة في مشروع القطار الذي سيقوم بنقل الركاب من القاهرة إلى داخل أفريقيا، كما سيتم التبادل التجاري لمختلف المنتجات والمواد المختلفة مع دول القارة الإفريقية، موضحا أن هناك 13 طنا من الطعام المثلج من دول أفريقيا سيتم طرحه في السوق البريطانية.
وفيما يتعلق بشراكة بريطانيا مع الدول الأفريقية، قال رئيس الوزراء البريطاني، إن بريطانيا تعمل على تشجيع الاستثمارات والدخول في شراكات مع الدول الإفريقية، مشيراً إلى أن هناك العديد من الطلاب يأتون من نيجيريا للدراسة في جامعات بريطانيا، مضيفاً:"في عام 2014 استطعنا توسيع عملياتنا في غرب إفريقيا، وهناك استثمارات بريطانية أفريقية في مجال تدوير وجمع القمامة والنفايات بنيجيريا لإعادة استخدامها مرة أخرى وإنتاج طاقة نظيفة يتم إمداد المستشفيات والمدارس بها، وهي أفضل المعدات التي يتم استخدامها، والتي يعمل بها المستثمرون البريطانيون في مجال التنمية".
ونوه "جونسون"، إلى أن المصانع البريطانية تحقق استثمارت كبيرة في نيجيريا وهو يعد مثالاً قوياً على الشراكة بين أفريقيا وبريطانيا، حيث يتم تبادل الخبرات والمعدات والموارد، و"هي شراكة تفيدنا جميعا وتحقق الاختلاف المطلوب.
وأكد أن بلاده تقوم باستثمار المليارات في مجال التعدين بكينيا، والتي توفر الكثير من فرص العمل لقوى عاملة كبيرة مع الشركاء الأفارقة، وهناك أيضا شراكات في مجالات أخرى مع الأصدقاء الكينيين.
وأعرب "جونسون" عن تمنياته بأن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة منه للاستفادة من الطاقة النظيفة والتنمية المتسدامة وتخفيض انبعاثات الكربون؛ حيث يجتمع رؤساء مختلف الدول؛ لنعمل جميعا على توفير الطاقة النظيفة، من خلال تشجيع الدول الإفريقية على استخدام الطاقة النظيفة وتقليل استخدام الفحم بشكل أكبر.
ولفت إلي أن بلاده ستعمل على توفير المساعدات والخبرات والتكنولوجيا اللازمة، لتخفيض استخدام الفحم الحراري والاستفادة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
وقال "جونسون"، إن أفريقيا قارة تضم أمماً متنوعة ومستقلة ومختلفة، فهناك حوالى 19 دولة من دول (الكومنولث) من إفريقيا، لافتا إلى أن هناك شيئا سيوحد الدول الإفريقية مع بعضها البعض، وهو الطموح والتفاؤل.
وأشار "جونسون"، إلى أن هناك رقماً مذهلاً من النمو في إفريقيا، قائلاً:"أفريقيا هي المستقبل، وبريطانيا اختارت أن تلعب دوراً إيجابياً في ذلك المستقبل".
وأكد أن بريطانيا ستكون شريكة للقارة الأفريقية، كما ستقوم الجامعة البريطانية بمساعدة الشباب وتوفير تعليم مجاني في الصومال وجنوب السودان والساحل، كما ستقوم بالاستثمار في القطاع الخدمي لمساعدة الأفارقة من كازبلانكا، وحتى مدينة كيب تاون لتحقيق الازدهار مستقبلاً.
وأعرب "جونسون" عن شعوره بالفخر لما قدمه فريق العمل اليوم في قمة الاستثمار التي جمعت قادة الدول، وجمعت الكثير من الأفكار والأفراد، الذين حرصوا على الابتكار والازدهار، مضيفا "نحن كمملكة بريطانيا المتحدة، سنقوم باتخاذ خطوة جديدة نحو تحقيق الشراكة بين شعوبنا، وبالرغم من اختلافاتنا وقدراتنا وعقلياتنا، نريد أن نكون معكم جنبا إلى جنب، في كل خطوة على الطريق".
واختتم رئيس الوزراء البريطاني كلمته بقوله:"لننتهز هذه الفرص التي أمامنا اليوم ونقوم على بناء شراكات لأجل المستقبل، ومعاً يمكننا أن نكتب فصلاً جديداً لدولكم ودولتي، والعمل على تحقيق الازدهار والرخاء لشعوبنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة