تضم مصر العديد من المناطق الأثرية المتميزة التى تجعلها على رأس قبلة السياحة العالمية، حيث تستحوذ مصر وحدها بين دول العالم على ثلث آثار العالم، وتسعى الدولة إلى تعظيم الاستفادة من كل تلك المناطق، والتى من بينها منطقة القناطر الخيرية، التى تضم العديد من المعالم الغير مستغلة بشكل مثالى، منها منطقة كوبرى محمد على والحدائق التى تضم أشجارا نادرة، إلى جانب منطقة المحلج الأثرى، الذى يضم أقدم ماكينة على مستوى العالم للغزل والنسيج وثانى أكبر ماكينة فى الشرق الأوسط والعالم.
وحرص "اليوم السابع" على متابعة خطة التطوير للمحلج الذى يعتبر من أهم المناطق الأثرية بالقليوبية والقناطر الخيرية، حيث يضم أقدم ماكينة في العالم للغزل والنسيج، وثانى أكبر ماكينة فى العالم، صناعة إنجليزية، والتى تنتظر قبلة الحياة من جديد لا للعمل بل لتصبح أثرا مهما، تخطى عمره المائة عام، حيث تقع ضمن مبنى أثرى بالكامل يقع على مسحة حوالى 28 ألف متر مربع، من الممكن أن يحقق استفادة كبرى بعد ترميمه وفتحه أمام الزوار.
فى البداية قالت نيفين محمد مسؤول التوثيق الأثرى بالمحلج، إن المعلومات المتوافرة بالتوثيق بوزارة الاثار تبين أن المحلج يعود إنشاؤه لعهد محمد عليفى عام 1878م، لكن بالبحث والتوثيق أكثر للمعلومات وبعض رسائل الدكتوراة تبين أن المحلج تم إنشاؤه في عهد أسرة محمد على، وقام بإنشاءه مستثمر يونانى قسطندى فلفاجى عام 1894، مشيرة إلى ان المحلج مقسم إلى عدة أجزاء الأول الاستراحات المطلة على الكورنيش وتؤول ملكيتها لمحافظة القليوبية ويمثلها مجلس مدينة القناطر.
وأضافت "نيفين" لـ "اليوم السابع"، أن الجزء الثانى وهو العنابر الداخلية والتى تضم الماكينات تؤول ملكيتها لشركة الدلتا لحليج الأقطان، ومقسمة لعنابر داخلية، وعنابر خارجية، وحجرة الماكينات، والمدخنة، وكلها مسجلة بالآثار بالقرار الوزارى 485 لسنة 1999، أما بالنسبة للماكينات فأحدها تحمل تاريخ 1901 – 1902، وهى صناعة سويسرية، وكانت تعمل على تشغيل دواليب الحلج بالمحلج.
وتابعت، وبعد عمل هذه الماكينات لعشرات السنوات وكانت تعمل بالبخار، تم استقدام ماكينات أخرى أحدث تعمل بالسولار، ويتم حاليا حصرهم كمقتنيات أثرية وعمل توثيق أثري لهم، مشيرة إلى أن المحلج تصل إلى حوالى 28 ألف متر مربع، حيث أنه كان يعتبر مصنع متكامل، بداية من الحصول على القطن، يستخدم القطن فى صناعة الغزل والنسيج، واستخراج الزيوت من البذور، وتحويل القشرة الخاصة بالبذور إلى أعلاف.
وأوضحت، أنه لظروف ما لم يتم الإعلان عنها تم غلق المحلج في نهاية عام 1996م وبداية 1997م، مشيرة إلى أنه كان هناك مشروعا من قبل وزارة الآثار لتحويل الاستراحات الخارجية المطلة على كورنيش القناطر الخيرية لمركز ثقافي عالمي، كمشروع ترميم وتطوير، وتم عمل الدراسة لكن التمويل كان عقبة كبيرة ولم يكتمل نظرا للظروف السياسية التى مرت بها مصر خلال أحداث 2011.
واستطردت، أن المنطقة الأثرية بالقليوبية قدمت مقترحات تطوير للعنابر الداخلية للمحلج لتطويره وتوثيقه، ومن أبرز مقترحات التطوير المقدمة للوزارة منها تحويل قاعة القاكينات لمتحف أثرى للتعرف على هذه الماكينات، حيث تعد أقدم ماكينات على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وثانى أكبر ماكينة على مستوى الشرق الأوسط.
ومن ناحيته قال جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن الوزارة بصدد إعداد دراسة شاملة لموقع المحلج حيث أن الموقع مسجل ضمن الآثار وسيدخل خطة التطوير والتحديث ليكون مزارا سياحيا للمصريين والأجانب، كاشفا أن الوزارة بصدد ربط كافة الآثار الإسلامية وغيرها من الآثار الأخرى على النيل بروابط نيلية وثيقة، ويتم الآن إعداد مراسي ومحطات نيلية مقابل كل أثر بداية من حلوان وحتى القناطر الخيرية.
وأضاف "مصطفى"، أنه تم تشكيل لجنة لفض النزاعات المساحية على أرض المحلج وأن تتولي كل وزارة مسؤولية ولايتها، مشيرا إلى أن متحف محلج القطن سيتم تطويره وتحديه وافتتاحه للجمهور في القريب العاجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة