التغير المناخى أهم التحديات.. أسبوع أبو ظبى للاستدامة يقدم مبادرات وابتكارات لحماية البيئة.. الطاقة المتجددة الخيار الأمثل.. ومطالب باستراتيجية دولية لتجنب الكوارث المناخية

الأحد، 19 يناير 2020 09:30 م
التغير المناخى أهم التحديات.. أسبوع أبو ظبى للاستدامة يقدم مبادرات وابتكارات لحماية البيئة.. الطاقة المتجددة الخيار الأمثل.. ومطالب باستراتيجية دولية لتجنب الكوارث المناخية فرانشيسكو لا كاميرا
رسالة أبو ظبى: شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طرق مواجهة التغير المناخى، وطرح مشروعات ومبادرات للحد من الانبعاثات الكربونية، أهم ما يميز فعاليات أسبوع أبو ظبى للاستدامة 2020، الذى اختتم أعماله أمس، فى وقت جميع التقارير الدولية تؤكد أن التغير المناخى فى مقدمة الخمس قضايا الأخطر عالميا، وحظيت مناقشات المشاركين، وكذا المعروضات من الشركات والهيئات الحكومية والخاصة، بجانب الاتفاقيات التى صاحبت الفاعليات بتركيز خاص على طرق مواجهة مخاطر التغير المناخى، وخاصة أن العقد الجارى يشهد عملا دوليا طموحا من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الواردة فى أجندتها للتنمية المستدامة 2030.

 

 

فلم يعد التغير المناخى شأناً يخص علماء البيئة فقط، بل بات قضية عالمية تكتسى أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية يوماً بعد يوم، وكما يقول مدير برنامج الأمم المتحدة لتمويل البرامج المستدامة البيئية، خلال إحدى جلسات أسبوع أبو ظبى للاستدامة، فإن التغير المناخى هو التحدى الكبير لجميع الشعوب، ويجب دمج الاستدامة فى جميع المجالات وتوفير دعم للشركات والمنشآت التى تطبق أهداف الأمم المتحدة، والانسحاب من الشركات التى توفير مبادئ ومعايير الاستدامة، وأن الاستثمار حاليا فى إدارة المخاطر ومضاعفة منتجات الاستثمار الأخضر.

 الابتكار من أجل الاستدامة

والابتكار من أجل الاستدامة والمستقبل، لم يعد ترفا ولا اختيارا، بل هو ضرورة ملحة كشفتها الحوارات والمناقشات بين قادة الدول والوزراء والمتخصصين ضمن أسبوع أبوظبى للاستدامة، خاصة وأن مستقبل الاستدامة أصبح واحدا من ضرورات مواجهة ما يحدث من إضرار لكوكب الأرض، وما يواجهه من مخاطر، ولن يكون هناك تقدما فى هذا الخيار إلا بوجود استراتيجية دولية تكون إلزامية لجميع الأطراف لتجنب كارثة مناخية وتجنيب الأرض دمار شامل، ولا يجب إهدار الوقت والبدء فورا فى اتفاق عالمى للحد من انبعاثات الكربون وتحويل الاستدامة وخاصة فى الطاقة التى أصبحت جوهر الثورة الصناعية الرابعة.

 

نمو الطاقة المتجددة عالميا

وكشف تقرير تم عرضه خلال "منتدى آيرينا للمشرعين 2020"، أن العقد الأخير شهد نمواً لحجم الطاقة المتجددة عالمياً من 1136 جيجاواتا، ليتجاوز 2350 جيجاوات.

قال فرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" : " دخلنا عقد الطاقة المتجددة حيث سيتسارع مسار تحول نظام الطاقة العالمى بوتيرة غير مسبوقة، ولضمان حدوث ذلك علينا وضع السياسات التمكينية اللازمة بالسرعة القصوى، وزيادة استثمارات الطاقة المتجددة بدرجة كبيرة خلال السنوات العشر المقبلة، فالطاقة المتجددة هى مفتاح التنمية المستدامة، وينبغى التركيز عليها فى الخطط الاقتصادية لجميع دول العالم"، وأن حلول الطاقة المتجددة متاحة بتكلفة معقولة، ويمكن نشرها على نطاق واسع وللمضى قدما نحو مستقبل منخفض الكربون نعمل على تعزيز تبادل المعرفة، وتشجيع الشراكات والتعاون مع جميع أصحاب المصلحة، بدءا من قادة شركات القطاع الخاص وانتهاء بصناع السياسات، لحفز العمل على أرض الواقع.

 

20196271725302006S
فرانشيسكو لا كاميرا 
 
وكشف الخبراء والمتخصصون المشاركون فى قمة طاقة المستقبل أن استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة أصبحت أرخص وأكثر آمنا من الطاقات التقليدية والوقود الأحفورى ومنتجات البترول، وعليه استعرض كل المشاركين من قادة الدول نسب وحصص الطاقة الجديدة ضمن مزيج الطاقة في بلادهم ، وهو ما يؤكد حسب مسئول فى إحدى شركات الطاقة الجديدة بيل جروس، أن هذا الوقت الصحيح لمواجهة التغير المناخي، ولكن يجب على مسئولي الأسواق والإنتاج في العلم وضع معايير لاستخدامات الكربون ووضع حد أقصى للانبعاثات أو ما يضر البيئة وتقليل أسعار المنتجات المساهمة أو المساعدة فى تقليل الانبعاثات الضارة.
 
وحاليا يتم استخدام الذكاء الاصطناعى في تخزين الطاقة المتجددة بأقل تكلفة، وبحسب بيل جروس ، مدير إحدى الشركات المتخصصة في الطاقة الجديدة بالولايات المتحدة ،استشارى الطاقة النظيفة، بمنطقة الشرق الأوسط تتمتع بموقع متميز لإقامة محطات طاقة شمسية لما يتميز به من أجواء صافية تسمح بأكبر نسبة لسطوع الشمس. 

الشباب ومسئولية تنظيف الفوضى

فإنتاج الطاقة الجديدة قد يكون العائد منها يوازي صادرات النفط ، وهنا تكمن مسئولية القادة والمسئولين الحاليين في توفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وإزالة ما يؤثر على حياتهم ، خاصة أن هناك فرص كبيرة حاليا لإنتاج طاقة الهيدروجين واستخدامه في صناعات الأسمنت، وتحلية مياه البحر والصناعات المختلفة ، وكذا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، ومنتجات أخرى كثيرة .

وإذا كان الهدف توفير الحماية لحياة أفضل للأجيال القادمة ، لن يتم ذلك بدون إشراك الشباب والجيل الجديد في حماية الأرض من مخاطر التلوث والانبعاثات الخطرة التى تهدد حياته، وكما يقول دانيل كونى، مسئول برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن أكثر من نصف العالم من الشباب وهم مهمومين بتنظيف كل هذه الفوضى والأخطاء التي تحيط بهم ، وكل ما يريدونه هو التشجيع وإعطاءهم الفرضة ، معتيرا أن مبادرات الشباب التى يعملوا عليها لمواجهة التغيرات المناخية ولحماية البيئة هي مصدر إلهام لأصحاب القرار.

b5bd4036-63c2-4dc7-b2b7-7a6a121572e6
 

مبادرات شبابية 

ومن المبادرات والأفكار الجادة للشباب ما تبنته الأمم المتحدة من تشجيع ضمن برنامج " أبطال الأرض" ،التى تم عرضها خلال قمة مستقبل الطاقة، آنا لويسان شابه من البرازيل، وفكرتها تعتمد على تحويل مياه البحر أو المحيط إلى مياه عذبة ، معتبرة أن حماية الأرض هو مسئولية الجميع والشباب قادر على المشاركة فى سيناريوهات الاستدامة .

 

fb7b0815-563e-49dd-924f-aae21a7c61a3
آنا لويسان من البرازيل
 

أما عمر ايتانى من لبنان فقد ساهم فى إنشاء شركة لإعادة تصنيع وتدوير الملابس القديمة والمستعملة لتصبح جديدة بتصميمات أخرى وبأسعار مقبولة للفئات الفقيرة أو محدودة الدخل، والأهمية فى ذلك أن قطاع الملابس هو ثانى أكبر قطاع يتسبب فى تلوث الأرض وزيادة الانبعاثات الكربونية.

f7a1c794-1aff-421b-a885-2e0d9f562859
عمر ايتاني من لبنان
 

وتنوعت المبادرات التى تشجع على تعزيز تحول الطاقة، واستدامة المياه، والحفاظ على التنوع البيولوجى، ومن ضمن المشروعات التى تم استعراضها ضمن الفعاليات، مشروع "إمباير"، وهو عبارة عن طائرة كهربائية هجينة تعمل بنظام صديق للبيئة يقلل معدل الانبعاثات لأقصى حد وتقلل كفلة التشغيل بدرجة كبيرة، ومشروع "بلاستيك فري"، وهو أكياس مصنوعة من مخلفات النباتات، قابلة للتحلل بشكل كامل وليس لها أى تأثير سلبى على البيئة، وتستخدم كبديل للحقائق الأخرى غير القابلة للتحلل، وكذلك مشروع "ستاتلانتيس" الذى يعتمد على تقنية تصوير متطورة ومتكاملة تستخدم لرفع كفاءة الأقمار الاصطناعية المصغرة، ومشروع "ليكودستار" وهو تقنيات متطورة لألواح شحن مصغرة للطاقة.

 

 

25da9a26-9c25-4e9a-a3ee-2393b6cc0a99

تشريعات جديدة

ولن يتم الوصول لنتائج جيدة أو مرضية فى هذا المجال بدون تشريعات قوية فى جميع دول العالم تذلل كافة التحديات القانونية والتشريعية التى يمكن أن تعرقل العمل على زيادة استخدام حلول الطاقة المتجددة، حسبما طالب فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام "آيرينا، خلال مشاركته فى المنتدى الأول للشباب والاستدامة ضمن فاعليات أسبوع أبو ظبى، حيث طالب صناع القرار من المشرعين والبرلمانيين بالعمل على تهيئة المناخ القانونى بجانب المناخ الاقتصادى والاجتماعى لتطبيق الاستدامة

بالتأكيد لن يكون التغيير أو النتائج بين ليلة وضحاها، ولكن أن يدرك الجميع بالمشاركة فى مواجهة الخطر القادم، حسبما تقول سوريكار، إحدى الشباب المشارك فى مبادرات "أبطال الأرض " من نيبال، ولكن الأهمية حاليا أن يشعر كل إنسان أنه مشارك فى الحل وأن يكون الجميع بداية من الفرد إلى الشركات والدول والمسئولين مقدرين خطورة الأمر ويحولون مفهوم الاستدامة وحماية الأرض إلى سلوك وأسلوب للحياة.

 
86747141-1929-4820-a1fb-a89ec99890c8
سوريكار
 

فما يحدث من حرائق فى استراليا والجفاف فى الهند والأعاصير التى اجتاحت الفلبين والولايات المتحدة الأمريكية، والأمطار الغزيرة التى هددت عددا من دول أوروبا، وموجات الحر فى آسيا والشرق الأوسط، فكل هذه الكوارث المناخية فى أنحاء العالم يستلزم الإسراع فى البحث عن ابتكارات جديدة ومشروعات تعتمد على التكنولوجيا للتأقلم والتكيف خلافا للحلول الجذرية، بجانب حاجتها للتشريعات والقوانين لتحديد معايير استخدام الكربون

 

حافية الهاوية 
 

"نحن على حافية الهاوية، هكذا لخص رئيس وزراء فييجى فرنك باينيماراما، خلال كلمته فى المناقشات خلال القمة العلمية لطاقة المستقبل، حيث أكد أن تغير المناخ أصبح يسمم من ياكلوه وآثر على حياة المزارعين، واضطروا إلى تغيير ونقل الكثير من القرى بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، بما يملى على القادة فى كل دول العالم التوصل لحلول لضمان سلامة الشعوب وتقليل الانبعاثات الكربونية التى تسببت فى زيادة حرارة الأرض.

 

da5237cc-a597-476d-a833-8cce9236c3dd

 

رئيس وزراء فييجي فرنك باينيماراما
 

وما يؤكد حديث رئيس وزراء فييجى، وما تناولته مناقشات أسبوع أبوظبى للاستدامة، تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فاعلم أن العام الماضى كان ثانى أشد الأعوام سخونة منذ بدء التسجيل قبل 140 سنة، جيث طالبت المنظمة بأنه يتعين على العالم التأهب لمزيد من الأحداث المرتبطة بتقلبات حادة فى الطقس.

 

سندات الأثر الاجتماعى
 

"سندات الأثر الاجتماعي"، أداة مالية مبتكرة ومعترف بها دوليًا، تساهم فى تعزيز توجيه الاستثمارات لدعم البرامج والمشاريع ذات الأثر الاجتماعى المستدام، وبهذا المبدأ تم توقيع عددا من المبادرات والمشاركات والعقود بين الشركات والهيئات الحكومية الإماراتية وغيرها من الدول على هامش أسبوع أبو ظبى، حيث توجه الجهات المعنية بموجبها التمويل، للمشاريع التى يتم وضعها بغرض إيجاد حلول مستدامة لتحديات اجتماعية معينة، مقابل الالتزام بتحقيق نتائج ملموسة ذات أثر مستدام، إذ تقدم الحكومة الدعم المالى للمستثمر فى المشروع بعد تحقيق النتائج المرجوة.

ومن ضمن المبادرات أيضا فى هذا المجال توقيع شركة أبو ظبى لطاقة المستقبل، اتفاقية لشراء الطاقة مع شركة الكهرباء الحكومية فى اندونيسيا ضمن خطة تطويرها لأول محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة فى اندونيسيا، واتفاقية مع شركة "انفينيتى انرجي" لتأسيس شركة مشتركة لتطوير مشاريع طاقة شمسية وطاقة رياح على مستوى الخدمة موزعة فى مصر وأفريقيا.

وشمل المعرض المصاحب لقمة طاقة المستقبل العديد من المنتجات، سواء على مستوى إنتاج الطاقة النظيفة أنظمة كفاءة الطاقة وأنظمة إدارة المخلفات، حيث شاركت أكثر من 800 شركة متخصصة فى مجال الاستدامة وتدوير المخلفات أو شركات للطاقة الجديدة وكفاءة استهلاكها، فضلاً عن مجالات المياه والطاقة الشمسية والنفايات والمدن الذكية.

 

06f298af-83cb-47e1-a3e9-b32e34e699ec

 

 
7faa384c-9fef-4004-84e1-4dcd98b04f64
 
83915507-4806-4d6d-9b0b-3cd26783832c
 
91790577-638b-461c-8e2c-a2de62c74ae6
 
a4483f11-49df-4115-a8a2-d1c743393e92

نموذج عالمي لدعم الابتكار 

 

كما أعلنت "مصدر" إطلاق أول صندق استثمار عقارى أخضر فى دولة الإمارات بما يسهم فى تعزيز الاستثمار الأخضر فى المنطقة ويعكس الدور الريادى لشركة "مصدر" فى دعم التنمية المستدامة، وتجاوزت قيمة الاستثمارات التى أعلن عن نية ضخها واستثمارها فى تحويل المشاريع والحلول الابتكارية التى ضمتها منصة ملتقى تبادل الابتكارات فى مجال المناخ "كليكس"، 17 مليون دولار.

وخلال الفعاليات تم إطلاق مبادرة "أبوظبى للمناخ"، لتأسيس نموذج عالمى لدعم الابتكار والبحث والتطوير فى تكنولوجيا العمل من أجل المناخ والمياه وخلق وتحفيز حركة أعمال واستثمار قوية، وإيجاد مرجعية بحثية وفكرية تمد هذا العمل بالدراسات مؤشرات الأداء والاستشارات اللازمة، وجمع صناع القرار والمتخصصين العالمين تحت مظلة واحدة للتخطيط للمستقبل بما يضمن تحقيق أفضل استغلال وتوظيف للتكنولوجيا فى مواجهة تداعيات التغير المناخى والتكيف معها، وإيجاد مستقبل أفضل للأجيال الحالية والمقبلة

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة