أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة رقم 68، حيث واصلت الوزارة إطلاق المبادرات الإنسانية الرامية لمساعدة المواطنين خاصة البسطاء منهم، ومد يد العون للمرضى لعلاجهم بالمجان، وإجراء بعض العمليات الجراحية الدقيقة بالمجان، في إطار رسالة وزارة الداخلية الإنسانية.
وفي لفتة إنسانية، لبت وزارة الداخلية التماس أسرة أحد الأطفال، وأجرت عملية جراحية دقيقة له داخل مستشفى الشرطة، فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى تحقيق التواصل الاجتماعى، وسرعة الاستجابة الفورية للحالات الإنسانية.
طفل مريض
ووجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية باستقبال الطفل يسرى عزت – يبلغ من العمر 11 عاماً – بمستشفى الشرطة بالعجوزة، والذى يحتاج لإجراء عملية جراحية دقيقة بالساق .. وذلك استجابةً لالتماس أسرة الطفل بمساعدتها فى تلقيها العلاج وإجراء الجراحة داخل مستشفى الشرطة، حيث تم استقباله بمستشفى الشرطة بالعجوزة، وتم عرضه على الأطباء المتخصصين، وإجراء الفحوصات اللازمة له، وقد تم إجراء الجراحة اللازمة للطفل، وخضع للمتابعة الطبية بالمستشفى إلى أن إستقرت حالته، ولاقى ذلك استحسان أهل الطفل الذين تقدموا بالشكر لوزارة الداخلية على سرعة الاستجابة لملتمسهم وتوفير الرعاية الطبية لابنهم.
واستمراراً للدور الإنساني لوزارة الداخلية، لبى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية التماس أهالي طفلين لإجراء عمليتى زرع أجهزة سمعية لهما، فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى تحقيق التواصل المجتمعى، والمساهمة فى توفير كافة أوجه الرعاية والدعم للمواطنين فى كافة المجالات، وسرعة الاستجابة للحالات الإنسانية.
الطفلة قبل إجراء العملية
ووجه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم والمساعدة لطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات لاحتياجها إلى أجهزة سمعية وسماعات طبية بالتنسيق بين قطاعى حقوق الإنسان والخدمات الطبية حيث تم استقبالها بمستشفى الشرطة بالعجوزة وتم عرضها على الأطباء المتخصصين وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وتوفير الأجهزة السمعية والسماعات الطبية لها دون تحمل أهلها أى نفقات.
وفي ذات السياق، وافق وزير الداخلية على تلبية التماس أحد المواطنين "عامل – مقيم بمحافظة الشرقية" مساعدته فى إجراء عملية زرع قوقعة سمعية لابنه البالغ من العمر 7 سنوات ، حيث تم تقديم الدعم الطبى اللازم للطفل بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية وتحدد موعد إجراء العملية ، حيث تم إيفاد مأمورية إلى محل إقامة الطفل وإصطحابه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة وإيداعه بها لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة وإجراء عملية زرع قوقعة سمعية، ولاقى ذلك إستحسان أهل الطفلين الذين تقدموا بالشكر لوزارة الداخلية على سرعة الإستجابة وتوفير الأجهزة اللازمة للطفلين.
الطفل مع الشرطة النسائية
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما واصلت وزارة الداخلية المبادرات الإنسانية والمجتمعية بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية ومراكز الشباب الواقعة بنطاق مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والإسكندرية، لتوقيع الكشف الطبى على المرضى، وصرف الأدوية اللازمة لهم بالمجان، فى إطار حرص وزارة الداخلية على إعلاء قيم حقوق الإنسان، والاهتمام بالمبادرات الإنسانية والمجتمعية التى تقوم بها أجهزة وقطاعات الوزارة، لاسيما المساهمة فى تقديم الرعاية الطبية اللازمة للمواطنين.
وتم استقبال الحالات التى بلغت 139 حالة بالعيادات الخارجية بالمستشفيات الثلاث من الساعة الثانية مساءً، وحتى الساعة الخامسة مساءً يوم الجمعة الماضى، وتم تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم فى التخصصات الطبية المختلفة.
الطفل مع اسرته
ووجه قطاع الخدمات الطبية بوزارة الداخلية عدداً من القوافل الطبية للقرى والنجوع بعدة محافظات لفحص المرضى وصرف الأدوية لهم بالمجان.
هذه التحركات الإنسانية، لاقت تقدير المواطنين، الذين أعربوا عن شكرهم لوزارة الداخلية التي تمد يد العون دوماً للمواطنين، خاصة البسطاء منهم والمرضى حيث أكدوا أن رجال الشرطة يعيدون رسم البسمة على الوجوه.
وأكد حقوقيون، أن رسالة الأمن لا تتحقق بمعزل عن إحترام قيم حقوق الإنسان، حيث تطبق وزارة الداخلية أعلى معايير قيم حقوق الإنسان، وتسطر فصولاً جديدة في زيادة التلاحم الشعبي من خلال هذه المبادرات الإنسانية التي تطلقها يوماً تلو الآخر.
الطفل داخل المستشفى
وتبدأ قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وكانت هذه الحادثة اهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل اكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.
الطفل داخل المستشفى لإجراء العملية
هذه الأسباب ليست فقط ما أدى لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.
وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.
الطفل بالمستشفى
وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.
واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة.
وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952.
ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة