في 8 فبراير 1951 ولد وجدى عبد الحميد بأحد أحياء الإسكندرية، كانت بدايته تشبه كثيرا من أبناء المحافظة، يحب الفن والموسيقى، لدرجة أنه احترف العزف في إحدى فترات حياته.
تخرج من كلية التجارة بجامعة الإسكندرية وعمل بوزارة المالية وتدرج في مناصبها حتى أصبح وكيلا للمحاسبات وانتخب أمينا عاما لنقابة التجاريين بمحافظته، كانت تلك مسيرة "وجدى" التقليدية التي قد تعطى لمن يعرفها انطباعات مريحة وإيجابية.
لكن بمجرد أن تضع بجوار"وجدى" "غنيم" سترى شخصا أخرومسيرة أخرى، فنفس الشاب الذى احترف عزف الموسيقى في بداية حياته، انقلب فجأة على كل أفكاره، وأعجبته حياة الدعاة الإسلاميين، فخطط لأن يكون يوما بينهم ، وهنا بدأت الرحلة المشبوهة.
لم يسلك غنيم المسلك التقليدي وقتها بأن يلتحق بالأزهر، بل حصل على عدة شهادات في الإجازة والدراسات الإسلامية من معاهد ليست ذات سمعة وسيط علمى.
احترف إثارة الجدل بآرائه وأفكاره وكأنه أحب أن يكون دوما بين المحبوسين من أصحاب الفكر المتطرف فتعرض للسجن في مصر 6 مرات منذ عام 1981 وحتى 1998 وكانت تلك المرات وسيلة شهرة دائمة استخدمها وجدى غنيم ليقدم نفسه كمناضل إسلامى، وسلم للهجوم على الدولة في كل فتراتها.
لكن تلك المرحلة انتهت فور قراره السفر إلى أمريكا التي كان يسميها أرض الحريات، ويتغنى بما تمنحه للمقيمين فيها من حرية قول وفعل، وهنا كانت تتجلى واحدة من أكبر تناقضات وجدى غنيم الذى اختار موضوع الشورى والديمقراطية موضوعا لرسالة الدكتوراة التي يدعى أنه حصل عليها من معهد يسمى Graduate Theological Foundation بأمريكا.
وبعيدا عن أن ذلك الإسم ليس معترفا به على المستوى العلمى بأمريكا ، إلا أن موضوع الرسالة نفسه كان مثيرا لعلامات الاستفهام، خاصة أنه انتقد بها بشكل كامل كل أشكال الديمقراطية والحرية والأحزاب.
نفس الأدوات التي انتقد الدولة المصرية لغيابها ومدح أمريكا بسببها، ناهيك عن أنه من غير المنطقى أن تجيز جامعة أمريكية رسالة دكتوراة تحمل تلك الأراء ، مرت الأيام على وجدى غنيم جيدة في بدايتها داخل الولايات المتحدة، حتى انقلبت عليه بلد الحريات بسبب آرائه المتطرفة فخيرته السلطات بين أن يبقى داخل السجن مدى الحياة أو ان يرحل عن أراضيها، رحل المنبوذ عن البلد التي تغنى بها مطرودا، لكن مسيرته في الطرد لم تتوقف ، فكل بلد سافر إليها بعد ذلك خرج منها مرحلا أو مطرودا أو اعتقل بها ومنها البحرين، اليمن ، كندا، إنجلترا، سويسرا، حتى جنوب إفريقيا اعتقل بها بسبب تزوير أوراق إقامته.
ظل المنبوذ مسافرا يبحث عن مكان يأويه بأفكاره المتطرفة، حتى جاءت ثورة يناير ومن بعدها حكم جماعة الإخوان في مصر، ففتحت له الجماعة الأبواب والشاشات لترويج أفكاره وأكاذيبه ومع سقوط حكمه بعد ثورة 30 يونيو، انطلق المنبوذ يدافع عن حكم الإرهابية بكل قوته، لكنه سرعان ماعاد منبوذا من الجميع بعد أن سب قيادات الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان، من أجل علاقته بالهاربة أيات عرابى.
خسر المنبوذ كل شيء، حتى أن تركيا التي تأويه قررت مقاضاته بعد أن سب رئيس تونس وتسبب في أزمة بين البلدين وصفوه بالمخبول، والكاذب، والمصلحجى، والمتطاول، تلك كانت أوصاف قيادات الجماعاة التطرفة التي ينتمى إليها، لكن المنبوذ أحب ان يظل منبوذا من الجميع ، خائنا لوطنه ، وخائنا حتى في نظر الخونة أعوانه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة