أزمات متتالية يمر بها نظام الملالى فى طهران، حيث وجد نفسه خلال أقل من 10 أيام في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حادث استهداف قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى، ثم فى مواجهة المجتمع الدولى كله بعد اعتراف الحرس الثورى بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
هذه الأحداث دفعت إلى الواجهة مجددا السؤال حول مصير نظام الملالى، أو بمعنى أدق هل هذه هي اللحظة المناسبة لإسقاط النظام فى طهران؟
وصف الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسى، الحديث حول الإطاحة بنظام الملالى فى طهران بـ"المنطقى"، لكنه أوضح فى الوقت نفسه أن النظام الإيرانى لديه كثير من عوامل البقاء فى المستقبل المنظور، لكنه يواجه تهديدات كبيرة، وربما لن تأتى نهايته إلا وسط بحور من الدم.
وأضاف سعيد لـ"اليوم السابع: "لدينا أكثر من نموذج فى المنطقة لنظم سياسية تعاملت مع المطالبة بالإصلاح بطرق مختلفة، فهناك من اتجه لإجراء تغييرات دستورية والاتجاه نحو الإصلاح بأشكال تستوعب المعارضة، ودول أخرى اعتمدت على كفاءة القوات المسلحة فى الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وبعض النظم السياسية تشبثت بالبقاء ودخلت فى أزمة كبيرة بسبب ذلك".
وأشار سعيد إلى أن الجموع الكبيرة التى خرجت للعزاء والحزن على قاسم سليمانى تؤكد أن النظام االإيرانى لديه كتلة كبيرة ومؤيدة للنظام بشغف، وكان هذا واضحا من خلال هتافاتها، وملابسها ومظاهر الحزن الحقيقية التي خيمت عليها، لكن فى الوقت نفسه فان كتلة الحراك السياسي التي خرجت ضد النظام الإيراني وهتفت ضد قاسم سليماني نفسه، اتسمت بأنها كتلة مدنية وحضارية وتضم أعدادا كبيرة من الشباب وسقف طموحاتها عالي يرتفع لدرجة أنها تريد رحيل نظام الملالي بالكامل.
وأوضح سعيد أن إيران بلد متعدد الأعراق والطوائف، ويحكمها نظام شمولى من الممكن أن ينهار لكن بعد مقاومة طويلة، في مقابل هذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستدفع بمزيد من العقوبات، بينما سيستدعى النظام الإيراني مخزون الشعارات الخاص برغبة الغرب فى الإطاحة بالثورة الإسلامية.
من جانبه يقول هانى سليمان الخبير فى الشئون الايرانية، أن الحركة الاحتجاجية في أى مجتمع هي عملية تراكمية مركبة والأثر فيها يتم وفق مراحل تكثر وتطول بحسب الأحداث.
ويشير سليمان إلى أنه منذ عام 1999 يمر المجتمع الإيرانى بموجات احتجاجية ترفض استمرار النظام، لكنها خلال الفترة من 2017 و2018 زادت وتيرتها وانتشارها، وارتفعت سقف الشعارات ومطالبات المحتجين والمتظاهرين، حيث طالت أمورا لم تكن تتطرق لها فى السابق وأنهارت كاريزما المرشد وبعض القيادات الدينية، وهذا أمر يهدد بالتأكيد نظام الثورة الإسلامية.
وأكد سليمان أن هناك داخل طهران رفض لحالة الاستغلال السياسى للدين يعبر عنها اتساع نطاق المظاهرات.
واعتبر سليمان أن إسقاط الطائرة الأوكرانية هو تحدى يختلف عن أى تحدى آخر تعرض له النظام الايرانى، نظرا لان النظام الايرانى أصبح يواجه المجتمع الدولى برمته، وهذا عكس ما كان النظام الايرانى يحاول أن يروج بأن المواجهة بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية فقط.
وأضاف :"من الصعب التنبؤ بسقوط النظام فى إيران رغم أنه سقط شعبويا بالفعل ،لكن هذه العملية تتم على نحو تراكمى وقد يصل الأمر إلى أن يسقط النظام فى أى لحظة".
من ناحيته يقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية أن النظام الإيراني يمر بحالة من عدم الاستقرار، وتنازع التيارات السياسية الداخلية، بالاضافة إلى أن إعتراف الحرس الثورى باسقاط الطائرة الأوكرانية قد زاد الطين بلة.
وأضاف فهمى ل"اليوم السابع" :"رغم كل هذا فانه لازال مبكرا للغاية الحديث عن سقوط نظام الملالى فى إيران ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة