حاكم مصرف لبنان يطلب صلاحيات استثنائية
دفعت ضبابية المشهد فى لبنان المحتجين لاستعادة وقفاتهم الاحتجاجية بنفس القوة التى انطلقت بها فى 17 أكتوبر الماضي، وضاعف من حماستهم للتظاهر عدة أزمات من بينها أزمة نقص الكهرباء الحادة وتدهور الأوضاع الاقتصادية بصورة كبيرة فى الآونة الأخيرة وفقدان العملة الوطنية لنحو 60% من قيمتها مقابل الدولار، ورفضا لتشكيل الحكومة الجديدة وفقا لأساليب المحاصصة المتبعة.
وعلى الرغم من المساعى الجدية لاستيلاد الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس المكلف حسان دياب، إلا أن الولادة مازالت متعثرة فالأطراف متربصون كل بالآخر انتظارا لنصيبهم من الكعكة، فلا يرغب أى طرف بالتنازل قبل الآخر، ورغم ذلك فقطار التأليف لم يفت بعد ومن المتوقع تكثيف المشاورات، خصوصاً قبل حلول السبت المقبل موعد اجتماع المجلس الشرعى الإسلامى الأعلى، وما يتنازع هذا الاجتماع من ضغوط سابقة بدأت تتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية أيضاً، فالاتصالات التى تعطلت بفعل العطلة ليومين، تستأنف اليوم، فى محاولة لحل العقد التى تؤخر العملية ومنها محاولة الاتفاق على عدم إعادة وزراء من الحكومة السابقة، وهذا البند لم يحسم بعد.
مازالت جهات عدة تطمح فى التمثيل غير المباشر فلا تأتى حكومة 8 آذار على حسابها، ويكون خروج الحريرى أدى إلى إخراجها أيضاً، كما حصل مع الوزير جبران باسيل الذى لم يكن أحد يتوقع أن يكون خارج حكومات العهد، وإذا كان اللبنانيون وعدوا بأن الحكومة هدية العيد، فإنها تأخرت، وما زال السباق على أشده.
ضبابية المشهد
وسط هذه الضبابية فى المشهد اللبنانى، إلا أن على حسن خليل وزير المال فى حكومة تصريف الأعمال أكد قرب تشكيل الحكومة ، مشيرا إلى أن حجج استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريرى لم تكن مقنعة، وكنا نعتقد ان مجموعة الاجراءات التي تقررت في ورقة الاصلاحات كانت تشكل قاعدة لبدء التصحيح ، وتمنينا على الحريرى عدم الاستقالة وتقديم حجج عبر الممارسة، وتقييمنا للامر كان ينطلق من ثابتة الحفاظ على الاستقرار المالى والاجتماعي والأمنى".
وقال إن "الثنائى الوطنى حرص على المحافظة على التوازن، كما وحرصنا على طمأنة الحريرى وإعلان دعمنا له، ولكن للأسف وصلنا إلى ما وصلنا إليه ووضعنا أمام خيار عدم رغبة الحريري بتشكيل الحكومة".
وأوضح خليل، في حديث تلفزيوني، أن "الحريرى لم يكن مقنعا بالمبررات التى قدمها حولها استقالته، وكان واضحا بعد استبعاد الأسماء الثلاثة وذهابه نحو التأليف أنه لم تكن ثمة حماسة سعودية وأمريكية لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة"، لافتا إلى أن "المبعوث الاميركي ديفيد هيل لم يعبر في الجلسات الرسمية عن رفض تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة".
الحريرى
أزمات حادة
وفى ظل العبث السياسى يزداد الاقتصاد اللبنانى تدهورا ، وفى هذا السياقيواصل الدولار ارتفاعه وتواصل الليرة انهيارها ، ومن جانبه قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة اليوم الأحد إنه طلب صلاحيات استثنائية من الحكومة لتنظيم القيود التي طبقتها المصارف العاملة في البلد على المودعين وتوحيدها لضمان تطبيقها بشكل عادل ومتساو على البنوك والعملاء.
وأكد سلامة في رسالة نصية لرويترز إرسال خطاب لوزير المالية في التاسع من يناير كانون الثاني لطلب ”الصلاحيات الاستثنائية اللازمة“، وأضاف لرويترز أنه لا يسعى لاستخدام الصلاحيات الاستثنائية فى استحداث إجراءات جديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة