تلاعب شاب بمشاعر فتاة، نسج حولها خيوط الحب، حتى أوقعها فى شباكه، فسلمته جسدها بدلًا من المرة اثنتين وعشرة، حتى بدأت تشعر بجنين يتحرك داخل أحشائها.
ومع تنصل حبيبها من وعوده بالزواج، اكتشفت الأم أن رضيعها يواجه مصيرًا مجهولًا، بعدما جاء من حمل سفاح، فقررت أن ترحمه على طريقتها، لتقتله فى سن السادسة، زاعمة أنها تريحه من عذاب الدنيا ونظرات الأهالى له.
وأكدت الأم القاتلة أن عشيقها «عبد الحليم.ع»، حولها لمجرمة، تقتل أقرب الناس لقلبها، «فلذة كبدها»، بعدما أوهمها بالحب والعشق، وجعلها تستعد لـ«عش الزوجية» الذى يشهد «أيام كلها عسل» بينهما، لكنها كانت بمثابة وعود كاذبة ليصل لجسدها، وما أن حقق مآربه تركها بمفردها مع رضيعها وهرب لترتكب جريمتها.
تقول المتهمة: «تعرفت قبل عامين من الآن على شاب يقاربنى فى العمر، نسج خيوط الحب فى قلبى الذى تعلق به، وسيطر على عقلى، وعدنى بالزواج فصدقته، فسلمته قلبى وجسدى معًا يفعل بهما ما يشاء، بعد وعود عديدة بالزواج».
شاهدة عيان
وتضيف القاتلة «شعرت بعد ذلك بجنين يتحرك داخل أحشائى، تحدثت مع «حبيبى» وذكرته بوعوده، لكن كلامه تغير نسبيًا، وحاول إقناعى بالزواج منى بعد الوضع، فمرت التسعة أشهر، ووضعت الطفل، لكن والده تنصل من وعوده».
«الخوف من الفضيحة، خاصة أننى أنتمى لمنطقة ريفية، دفعنى للهرب بطفلى، والذهاب للقاهرة المزدحمة، حيث تتوه الفضيحة وسط الزحام، ولا يعرف أحد شيئًا عنى، حيث عملت خادمة لدى سيدة وابنتها لأدبر نفقاتى الشخصية، حتى يعترف والد الطفل به، وأستطيع تسجيله، لكنه على مدار 6 أشهر ماطلنى، وشعرت بالضيق، فقررت التخلص منه».
وحول كيفية التخلص من الطفل، تقول الأم فى اعترافاتها «كتمت أنفاسه عن طريق وضع وجهه على صدرى حتى فارق الحياة، واختلقت واقعة وفاته طبيعيًا حتى لا أتعرض للمساءلة، بالتأكيد نادمة على ما فعلت «هو فيه حد يقتل ضناه!!»، لكنى خشيت أن يلاحقه العار والخزى لأنه جاء من سفاح، بعدما تأكدت باستحالة اعتراف والده به، فقد أخطأت فى حقه مرتين، بحمله من سفاح وبقتله».
داخل مسرح الجريمة، الذى شهد مقتل البراءة على يد الأم وهروب الأب من مسؤوليته، سردت شاهدة العيان «أ.م» كواليس الجريمة، قائلة «فوجئنا بوفاة الطفل، حيث أكدت والدته لنا أنها نامت عليه من غير ما تحس، لكن وش الطفل يشير إلى أن الوفاة مش طبيعية، عشان كدا احنا اتصلنا بالشرطة، ولما نقلوا الطفل المستشفى اكتشفوا الجريمة».
وعن الأم، تقول شاهدة العيان فى حديثها لـ«اليوم السابع»، «صراحة كانت ست طيبة، وعمرنا ما شوفنا منها حاجة وحشة، كانت تخدم فى العمارة، وتبات مع صاحبة الشقة، وفوجئنا جميعًا بأن طفلها من سفاح، كنا نعتقد أنه حمل طبيعى، الله يسامحها بقى على اللى عملته».
وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقى قسم شرطة مدينة نصر أول، بلاغًا يفيد بوفاة رضيع فى إحدى الشقق بمدينة نصر، فانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة لمكان البلاغ، واستمعوا لأقوال صاحبة الشقة «نجلاء.و» 47 سنة، مضيفة بإحدى شركات الطيران، وابنتها «جمانة.ذ» 21 سنة، حيث أكدت الأولى أن خادمة تعمل لديهما تدعى «فاطمة.ع» تبلغ من العمر 30 سنة لديها طفل، تنظف الشقة وتبات لديهما، وأثناء نومها قامت بالاتكاء على طفلها الرضيع مما أدى لوفاته.
واستمع رجال المباحث إلى أقوال والدة الطفل، التى أكدت وفاة طفلها عرضًا، إلا أنه بإجراء المناظرة على جثة الطفل تبين وجود آثار ضغط على منطقة الفم والأنف وخروج إفرازات، مما يرجح وجود شبهة جنائية بالوفاة.
ووجه اللواء نبيل سليم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، بإعادة مناقشة الأم مرة أخرى، لا سيما أن الشكوك تحوم حولها، حيث اعترفت الأم بارتكابها للجريمة.
ومن جانبها، قالت مروة درديرى خبيرة العلوم النفسية والاجتماعية «الأم مرتبكة نفسيًا، فقد اصطدمت عاطفيًا فيمن تحب، بعدما تخلى عنها، وباتت مرتبكة لا تدرى ماذا تفعل، ومن ثم عالجت خطأ بخطأ آخر، وتكررت الجريمة مرتين».
وأضافت خبيرة العلوم النفسية: «هذه الأم كانت تحتاج لأشخاص قريبين منها تتحدث إليهم، وتفصح عما بداخلها، لكنها يبدو لم تجد أحدا، وكونها مرتبكة فعلت ما جال بخاطرها، وبدون أدنى شك، هى الآن تعيش أيامًا صعبة، تشعر بالألم والحسرة والندم تحاصر حياتها».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة