كتف قانونى من الـ"مينى فان" لـ"التوك توك".. خبراء أمنيون يشيدون بقرار مجلس الوزراء استبدال "أبو ثلاث عجلات" بالسيارات الجديدة.. ويؤكدون: تقضى على مشاكل المرور والجرائم الجنائية.. وتوفر الحماية للسائقين والركاب

أعلن مجلس الوزراء البدء فى تنفيذ مشروع تجديد وإحلال الـ"توك توك" واستبداله بسيارات "مينى فان"، وهى الخطوة التى تهدف إلى توفير وسائل مواصلات آمنة ومُرخصة، وحضارية للمواطنين، بديلة للـ"توك توك" والذى تسبب خلال السنوات القليلة الماضية، فى العديد من المشاكل، وأرتكب بسببه العديد من الجرائم التى نفذت ضد قائديه لسرقته، أو نفذها قائديه، حتى أصبح خطرًا يهدد حياة العديد من الأبرياء.

مجلس الوزراء

جرائم الـ"توك توك" عرض مستمر والأبرياء يدفعون الثمن

فى عام 2017 قُتل عبد الله ناصر شاب فى الـ21 من عمره بعدما استدرجه 3 شبان من أهالى قريته بمحافظة المنوفية، وقيدوه وسرقوا الــ"توك توك" الخاص به، والقوا بجثته فى الترعة، وفى ذات العام قتل شابً أخرى يدعى "عبد الله.ف" على يد عاطلين استوقفوه بإحدى قرى مركز البدرشين، بجنوب الجيزة لسرقة الـ"توك توك" الخاص به.

عبد الله أحد ضحايا التوك توك

وشهد مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، عام 2018 واقعة قتل أخرى حيث استدرج عاطل سائق "توك توك" يدعى "شعبان.م" 22 عامًا، وقتله لسرقة هاتفه المحمول، وفى ذات العام قُتل طفل يبلغ من العمر 15 عامًا ويدعى "إبراهيم محمد" لسرقة الـ"توك توك الخاص به فى منطقة حدائق حلوان، كما قُتل طفل أخر لم يتجاوز عمره الـ12 عامًا على يد 4 عاطلين استدرجوه بتوصيلة وهمية، وسرقوا الـ"توك توك" الخاص به بقرية العزيزة بالعياط، وباعوه بـ4500 جنيه.

شعبان ضحية التوك توك

خبير أمنى: الـ"مني فان" تعالج المشاكل المرورية والجرائم الجنائية وتؤمن السائق والراكب

يقول اللواء عبد الرحيم سيد الخبير الأمنى إن سائقى الـ"توك توك" بعضهم مجرمين ومسجلين خطر لا يجدون عمل نتيجة لسجلهم الإجرامى فيلجئون إلى الـ"توك توك" وبعضهم ضحايا يسعون خلف رزقهم من أجل كسب المال الحلال، وإن الخطوة التى اتخذها مجلس الوزراء من أجل عملية إحلال الـ"توك توك" بسيارات "ميني فان" تحمى المجتمع من المشاكل الكثيرة التى يتسببها سواء المشاكل المرورية أو الجرائم الجنائية التى يتسبب فيها.

وتابع "سيد" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تلك الخطوة ستمنع الجرائم التى تحدث بسبب الـ"توك توك" بشكل كبير، بالتزامن مع ارتفاع التشديد المروري ووضع مسارات وخطوط سير للمركبات لا يمكن تجاوزها كما هو معمول مع السيارات، وسيمنع البلطجية والمسجلين الخطر من قيادتها، وسيكون مصدر رزق لمن يسعى للرزق فعلًا.

وأضاف "سيد"، دخول السيارات الـ"ميني فان"، سيحقق مكاسب عديدة سواء للسائقين من خلال عملهم بطرق شرعية، وحمايتهم أمنيًا، أو للركاب من خلال معرفته لهوية السائق والتأكد من خضوعه للقواعد القانونية المنظمة للعمل، فضلًا عن المكاسب المالية التى ستحققها الدولة من خلال إصدار التراخيص وتجديدها، والغرامات الموقعة على المخالفين للقواعد المرورية.

اللواء عبد الرحيم سيد

إحصائية: 9 مليون مركبة مرخصة فى مصر بينهم 99 ألف "توك توك"

وكشف تقرير صادر فى شهر  مارس العام الماضى عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالى عدد المركبات المرخصة والموجودة فى الحركة بشوارع مصر حتى نهاية عام 2016، بلغ نحو 9.351 مليون مركبة ما بين سيارات ملاكى وأجرة وأتوبيسات وسيارات نقل وموتوسيكلات، فيما قدر عدد الـ"تكاتك" المرخصة فقط من جملة هذه المركبات بلغ 99 ألف "توك توك"، ووفقًا لما أكدت نجلاء سامى نقيب سائقى الدرجات البخارية والـ"توك توك" فى تصريحات سابقة لها، فأن عدد الـ"تكاتك" وصل إلى نحو 3 ملايين "توك توك".

توك توك

خبير أمنى:عدم وجود قيود على الـ"توك توك" أدى إلى انتشار الجرائم

بينما يقول اللواء فؤاد مختار الخبير الأمنى، إن من ضمن أسباب ظهور الـ"توك توك" وانتشاره بشكل سريع، هو سهولة الحصول عليه، وانخفاض ثمنه مقارنة بوسائل النقل الأخرى، فضلًا عن عدم وجود شروط وإجراءات مشددة لسيره على الطريق، وخلال تلك الفترة دخلت آلاف المركبات إلى مصر بعدة طرق، وبدأ ينتشر فى مختلف المحافظات، باستثناء بعض المناطق التى ظلت مُحصنة منه، وجاء الوقت للتخلص منه، ومن مشاكله.

وتابع "مختار"، أن ظهور الـ"توك توك" وانتشاره بشكل واسع، وتحقيقه مصدر دخل مناسب للعاملين عليه، جعل الشباب يستسهلون العمل عليه، بدلًا من البحث عن فرص عمل حقيقة، أو اللجوء إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، زاد الطين بِلَّة أنه أصبح بإمكان أى فرد قيادته، دون أن يكون مؤهل للعمل عليه، أو يحصل على رخصة لقيادته، فأصبحنا نرى أطفال صغار يقودون المركبات، ويزاحمون وسائل النقل الأخرى فى الشوارع والطرقات.

وقال "مختار"، إنه نتيجة عدم وجود تراخيص للـ"توك توك"، أو رخصة قيادة لمن يتولى قيادته، أصبح التزامه بتعليمات المرورية يكاد يكون منعدم وهو ما رفع من معدلات حوادث الطرق، وأصبح قائده نفسه فى خطر، نتيجة سهولة سرقته وعدم قدرة صاحبه على استرداده، وإمكانية تغير معالمه بكل سهولة، فانتشرت العديد من وقائع القتل لسرقة الـ"توك توك"، والذى راح ضحيتها العديد من الشباب.

التوك توك