هنا فى حى الزمالك يستقر أغرب جاليرى فى مصر، الصدفة وضعت سور المترو أمام "كافيه" مجاور لكلية الفنون الجميلة، ويستغله طلاب الكلية ومحبى الفن كمقر رئيسى لهم، لتواجده بجوار النيل وإطلاله على مشهد راقى، ولكن حينما تغير المشهد باستقرار سور المترو أمام الكافيه، رفض الجميع تغيير المكان، وقرروا تغيير المشهد وحولوا سور المترو إلى أغرب معرض فنى فى مصر.
العشرات من الفنانين قرروا أن يصبح سور المترو هو المعرض الخاص بأعمالهم، وتباروا فى تقديم أعمال فنية مبدعة وتعليقها عليه، ويوم بعد الآخر تحول سور المترو لأغرب معرض فنى مفتوح فى مصر، وواحد من أكثرهم ثراء وتنوعا بأيدى الفنانين الشباب.
بالطبع لن تحتاج لأموال لدخول هذا المعرض الفنى، فالسور مفتوح للجميع للاطلاع ومشاهدة عشرات الأعمال الفنية التى يبدع فيها الطلاب بشكل يومى.
كريم الشال، صاحب الكافيه، يقول أن هذا المشروع كان بالنسبة له مشروع عمره، وحينما جاء مشروع المترو أمام الكافيه كانت مشكلة بالنسبة لهم، ولهذا قرروا تجميل المشهد بطريقتهم الخاصة، وبدئوا العمل على فكرة دفع رواد المكان للرسم، وكل شخص يكتب اسمه على عمله ويعلقه على سور المترو.
شيرى واحدة من الفتيات الفنانات اللاتى يأتين للجلوس هنا فى المقهى المجاور لسور المترو، وتقول أنها شاركت فى العديد من الأعمال لدعم المكان الذى تحبه.
القائمين على المقهى خصصوا أيضا لوحة شرف لوضع صور الفنانين المشاركين فى تحويل سور المترو لمعرض فنى، وتتواجد فيها الآن عشرات الصور للعديد من الفنانين الشباب.
تقول واحدة من الفنانات أنها تعلقت بالمكان لأن جامعتها كانت تتواجد بجواره، ولهذا تعلقت به منذ فترة طويلة، ولكن مع وجود سور المترو تغير الأمر وتتابع "أعجبتنى فكرة انهم تعاملوا مع مشكلة سور المترو، وحولوا المشكلة لفكرة جميلة، ولهذا أصبحت تحرص على تقديم رسمة جديدة فى كل مرة تزور فيها المكان، وتقوم بعرض لوحاتها لأصدقائها حينما يأتون معها وهو ما شجعهم هم أيضا على الرسم".
لم يعد يعرف الفنانون الآن هل سيصبحون سعداء بعد إزالة سور المترو عقب الانتهاء منه أم لا، ولكنهم يعرفون أنهم أصبحوا متعلقين الآن بالرسومات العديدة التى وضعوها عليه والمعرض الفنى الخاص بهم هنا فى حى الزمالك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة