قالت صحيفة واشنطن بوست: إن العالم تفاعل بحذر مع أنباء مواجهة الرئيس دونالد ترامب لإجراءات العزل، حيث قال بعض الخبراء إن هذا الأمر لن يكون له تأثير كبير على القضايا الجذرية مثل النزاع التجارى مع الصين أو وعوده بشظان بريكست، فى حين توقع البعض أن زيادة الضغوط الدبلوماسية سيجبر ترامب على السعى لتحقيق إنجاز سريع فى السياسة الخارجية.
وأضافت الصحيفة أن بعض معارضى ترامب فى أوروبا لم يخفوا قدرا من الشماتة حتى على الرغم من أن المحللين تساءلوا عما إذا كانت الخطوة ربما تزيد فرصة إعادة انتخاب الرئيس الذى ينظر إليه العديدون فى القارة بقدر من التشكك أو الازدراء الصريح.
كانت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى قد بدأت تحقيق لعزل ترامب بعدما اعترف الرئيس الأمريكى بانه حث رئيس أوكرانيا على التحقيق بشأن نجل جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، والذى يتنافس لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة المقبلة.
تأثير بسيط على الساحة العالمية
ونقلت واشنطن بوست عن خبراء قولهم إن احتمالات المزيد من الشلل السياسى الأمريكى سيكون لها تأثير بسيط على الفور على الساحة العالمية. فبالنسبة للصين، يقول ياو شينخاو، أستاذ التجارة فى جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية ببكين، إن إجراءات العزل ستستغرق وقتا طويلا على الأرجح، ومن ثم سيكون تأثيرها بسيط لغاية، لو كان هناك تأثير بالأساس، على المحادثات التجارية مع الصين.
ويتابع قائلا إن احتمالات عزل ترامب قبل نهاية عام 2019 ضئيلة للغاية. وأضاف أن إعادة انتخابه سيكون لها أثر سىء بالطبع على العلاقات الأمريكية الصينية، وقد تعزز قناعاته بأن تبنى موقف متشدد إزاء الصين يؤتى بثماره، ويسمح له بالتخلص من مخاوفه القليلة بالفعل فى اتخاذ قرارات غير مسئولة. وأشار إلى أن بكين لا تزال تريد نهاية سريعة للحرب التجارية ولن ترغب فى فترة طويلة من عدم اليقين.
أما عن ألمانيا وفرنسا، فتقول واشنطن بوست إنه بعد أكثر من عامين على حكم ترامب، ربما أصبح العديد من الاوروبيين قلقين بشأن الحديث عن العزل، حتى لو كانوا يدعمونه. ولفتت إلى أن هناك شكوكا واسعة بشأن احتمالات نجاح تحقيقات العزل، حيث قالت مجلة دير شبيجيل فى تعليق على القضية على موقعها إن الوقت لا يزال مبكرا للغاية للوداع.
تطورات بريكست تطغى على عزل ترامب
وفى بريطانيا، لم يكن التركيز الأكبر على عزل ترامب حيث صدر حكم المحكمة العليا البريطانية بعدم قانونية تعليق البرلمان، لكن تيم بال، أستاذ السياسة بجامعة كوين مارى بلندن، قال إن كثيرا من الأشخاص يرون الكثير من أوجه الشبه بين جونسون وترامب من حيث أنهما شعبويان ويمكن أن يكونا مستبدين يتجاوزان القواعد وينجوان بذلك على ما يبدو حتى الآن.
وكان ترامب أشد الزعماء الأجانب تأييدا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وضماناته بأن بريطانيا ستكون قادرة على التفاوض بسرعة على اتفاق تجارى مع الولايات المتحدة رحب بها على نحو خاص أنصار بريكست المتشددين.
ومع استمرار مواجهة بريطانيا لاحتمالات الخروج بدون اتفاق التى سيكون لها تداعيات اقتصادية سلبية للغاية، لأن مثل هذا الاتفاق التجارى قد يكون حاسما، لكن المحللين يتشككون بشأن نفوذ ترامب على المفاوضات المستقبلية، وما إذا كان العزل سيكون له أهمية فى هذا السياق.
ويقول أحد الخبراء إنه فى ظل حجم التحديات التى تواجه صناع القرار البريطانيون فى هذه المرحلة، فإنه مقتنع بأن بنود العزل التى ستأخذها فى الاعتبار اللجنة القضائية ستحدث فارقا هائلا فى هذا الشأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة