خلافات زوجية محتدمة، تصل بالزوجين إلى طريق مسدود، ليبدأ كل منهما فى البحث عن طريقة لإنهاء هذة العلاقة بأقل خسائر، وفى ظل التعنت والاتهامات المتبادلة يدخلا معركة تصفية الحسابات ويقررا اللجوء إلى القانون ومحاكم الأسرة، ليشتكي الكثير من السيدات من بطش وابتزاز الأزواج لهن مقابل الطلاق، فى حين يرد الأزواج بأن الزوجات يسئن استغلال رخصة الخلع عند نشوب أى خلاف أسرى حتى ولو كان بسيطة.
وتكشف الأرقام المتداولة بمكاتب تسوية المنازعات الأسرية، أن نسبة الزوجات اللاتى قدمن طلب تسوية للحصول على الخلع للمرة الثانية بلغ 1200 زوجة، فيما قدمت 700 سيدة للمرة الثالثة ذات الطلب،خلال العام الحالى.
الـ" اليوم السابع" يرصد شكوي أزواج وقعوا فى قبضة زوجات رفعن شعار البعض يلجأ للخلع مرتين بمحاكم الأسرة.
حماتي مش ملاك
مأساة عاشها الزوج هاني.خ.ع، أثناء وقوفه أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، بعد مرور عام ونصف على زواجه، لتنشب خلافات زوجية دفعت زوجته للتقدم بطلب للحصول على الخلع مرتين، بخلاف دعاوى نفقات وحبس، ليشتكي من الاتهامات التى طالته ودمرت سمعته، من عجز وخيانة وبخل.
وأضاف الزوج هاني.ف.س، الذى أقام دعوي استئناف على حكم الحبس الصادر لصالح طليقته:" خلال فترة الزواج تعرض للإهانة والتعدي على بالضرب فى أحيان أخري، بخلاف تدخل حماتي فى كل تفاصيل حياتي- لأري الجحيم على يديها للأسف مكنتش ملاك-، فكنت أمنحها راتبي وهى تنفق على وزوجتي، وإذا أبديت اعتراضي أحرم من دخول منزلى طوال أسابيع".
ويكمل: بعد حمل زوجتى بطفلى الأول، قررت عقد صلح بينها وردها بعد أن طلقتني خلعا بمحكمة الأسرة، وأجبرتني على دفع مهر جديد لها وشراء شبكة، واضطررت للموافقة، لأكرر نفس المعاناة مرة أخري بعد أن ظننت أنها من الممكن أن ينصلح حالها، وبالفعل خرجت من زيجتي وأنا أحمل معالمه بجروح قطعية بجسدي النحيل بعد تعرضي للضرب على يديها، وبعدها قررت لتطليقي للمرة الثانية خلعا، ولاحقتني بالاتهامات الباطلة .
3 مرات خلع
يجد الزوج ماهر.ع.ص، البالغ من العمر 36 عام، في كثير من الأحيان نفسه مهدد بالسجن على يد طليقته الأولى بسبب النفقة، بعد أن خرج من زواج الأليم مفلس، ليصرح أمام محكمة الأسرة بالسيدة زينب:" 14 سنة مستحمل الغلب والعيشة الصعبة برفقة زوجتي، من أجل أطفالى، وعندما قررت أتمرد على العنف، تعرض للتهديد على يديها".
ويضيف:" لم تمر فترة طويلة على انتهاء حكاية حبى مع جارتي، لنمر خلال سنوات زواجنا بخلافات دمرت حياتنا، ودفعت بزوجتى بإقامة 3 طلبات تسوية لمكتب المنازعات للحصول على الخلع ضدي، ولكنها كانت تعود وتقبل الصلح فى كل مرة بسبب احتياجها لي واستغلالى فى قضاء طلباتها، إلى أن طلقتها، أملا فى أن ألوذ بالفرار من جحيم الحياة الزوجية، لأقضي أيامي الأن ما بين أقسام الشرطة والمحاكم، لا أجد من يرفع ظلمها وجبروتها عني فى محاولة منهم للانتقام منى بسبب زواجي مرة أخري ".
ابتزتني لتستولى على أموالي
ظن أن زوجته التى حارب أهله للزواج بها، ستصون عشرته وتحفظ كرامته، ليشتعل فتيل الخلافات الأسرية بينهما، بعد 6 شهور، وتبدأ معاناة رجب.ع.ف، أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، ليؤكد: لمنذ زواجنا كانت تخترع الأسباب حتى تحرمني من حقوقى الشرعية ، فم أر وجهها بحجة أنها طوال الوقت مريضة، وكأنها تتعمد أن تثير جنوني، وتبتزني لتستولى على أموالي".
وتابع الزوج : اشتريت لها سيارة ووفرت لها خادم، فاتهمتني بالبخل كذبا، فى محاولة للتخلص مني، بعد أن استغلت غيابي وقامت بسرقة المنقولات التى اشتريتها بأموالى لتبيعها، وطالبتني بعدها بشرائها مرة أخري هربا من الحبس بدعوي التبديد.
ويضيف الزوج الذى طلق خلعا مرتين من قبل زوجته:" عاشت برفقتى فى كامبوند، لم تكن تحلم بدخوله يوما، لتتوالى الصدمات، وأكتشف أنها تخططه ووالداتها لبيع منزلى، بعد أن زورت مستندات تمنحها الحق فى التصرف به، لتعبث بمتعلقاتى، وتنشر أسراري، وفى أخر خلاف بيننا قامت بغلق الباب فى وجهي، وعندما حاولت الدخول ثارت واستدعت خارجين عن القانون لقنونى علقه موت، وحررت ضدي محضر ضرب فى قسم الشرطة".
زواج الأقارب
"فوجئت بشقيقها يتهجم علي أنا وأسرتى، محاولا الانتقام مني، وبعدها بشهرين أقامت ضدي دعوى نفقة، وحجزت على أموالي، فى المقابل أنذرتها بالدخول فى طاعته، ثم لجئت بتهديدي بدعوى الخلع
لتننهى زيجتنا التى لم تدم أكثر من 4 سنوات".. بتلك الكلمات شكي الزوج فؤاد.ف.س، أثناء وقوفه أمام محكمة الأسرة بأكتوبر، ردا على دعوي الخلع التى أقامتها زوجته للمرة الثانية.
وأضاف الزوج :" " اضطررت للزواج من ابنة عمي المطلقة، بسبب ضغط من والدي، لأكتشف أن كلامها المعسول ووعودها ليسوا إلا جزء من مخططها لإتمام الزيجة، لتعتاد على خيانتي، ومعاملتى وكأني موظف لديها".
ويكمل :" لم أستمع لتحذيرات بعض المقربين لها من الارتباط بها، واكتشفت الجرم الذى ارتكبته فى حق نفسى، لأضطر لتحمل 4 سنوات من ابتزازها لى، بعد أن اقسمت أنها لن تصون عشرتى وستهين كرامتى، وبعدما أن فاض بى الكيل تركت لها البيت، فلجأت لتطليقي خلعا، وحرمتني من طفلتي، لأضطر للعودة لها".
ويؤكد:" يبدو أننى كنت مخطئ فحالها لم ينصلح بل زادت فى طغيانها، وبات تسبنى حينما افشل فى تدبير نفقاتها التى لا تنتهي، وسلبتنى حقوقى الشرعية، إلى أن لجأت للخلع للمرة الثانية ".
تجاهل حل الخلافات يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية
وفى هذا السياق علقت هند سعيد، المختصة بالعلاقات الزوجية، أن المشاكل والخلافات المتواصلة تؤدي إلى انعدام الثقة بين الزوجين وإلى كره الزوج للمنزل والبقاء فيه، فبعض الأزواج يضطروا لقضاء طوال الوقت في الخارج لتجنب الخلافات، مضيفة:"يجب أن يتحدث الزوجين فى كل الأمور التي تزعجهم، ومحاولة الوصول إلى حلول ترضيهم، لضمان استمرار الحياة الزوجية".
وتابعت: هناك بعض الأزواج الذين يقدمون على الصمت لتجنب الخلافات والهروب من المشاكل ،مما يزيد الفجوة بين الزوجين وانعدام التواصل بينهما، لذلك لا يجب إهمال التحدث فى الأمور التى أدت للخلاف،فالتجاهل يؤدي إلى زديادة الأمور تعقيداً وانهيار الحياة الزوجية،ووجود حواجز بينهما تؤثر على مشاعر كل طرف تجاه الآخر.
وأكدت: يجب اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الزوج ، والوصول إلى حل وسط وتثبتا أنكما أقوى من أي خلاف حتى تتمتعوا بحياة سعيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة