وسط الزغاريد والفرحة العارمة، سلم جهاز تنمية مدينة بدر، الوحدات السكنية، لسكان منطقة سور مجرى العيون والعاملين بالمدابغ، وذلك بحضور المهندس كمال بهجات، مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، والمهندس عمار مندور، رئيس الجهاز، ومسئولى الجهاز.
وأبدى السكان الذين تسلموا الوحدات فرحتهم بالوحدات وبالمنطقة الحضارية المخططة، وبتنسيق الموقع ومساحات الوحدات، ورددواهتافات تحيا مصر، موجهين شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسى، على رعايته لـ"الغلابة".
من جانبه قال المهندس عمار مندور، رئيس جهاز مدينة بدر، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إنه تم توفير نحو 1008 شقق، سكان منطقة سور مجرى العيون، وكافة الوحدات جاهزة للتسليم الفورى، لافتا إلى أنه تم تسليم أول دفعة من هؤلاء المواطنين بنحو 42 أسرة.
وأضاف "مندور"، أن مساحة الوحدات 90 متر كاملة التشطيب كما أن المنطقة كاملة الخدمات، وتتضمن مستشفيات ومدارس، وحضانات وخلافه، فضلا عن اللاند سكيب واحلدائق والمتنزهات.
وأشار رئيس جهاز مدينة بدر، إلى أن صندوق تطوير المناطق العشوائية قرر تحمل تكلفة مقدمة حجز الوحدات، على أن يكون ايجار الوحدة للمواطن ايجار رمزى، وبنظام ايجار تملكيى، موضحا أن الجهاز مستمر فى تسليم الوحدات لحين آخر أسرة.
وحول عملية التسليم، قال المهندس "مندور"، أن محافظة القاهرة ترسل قائمة للجهاز، تتضمن عدد الأسر التى تم إخلائها لتوفير وحدات سكنية لها، ويتم توفير الوحدة وتسليمها للمواطنين قبل عملية الإخلاء.
وأعدت الحكومة مشروع لتطوير منطقة مجرى العيون بالقاهرة كأثر، ويشمل المشروع إضاءة السور باستخدام أشعة الليزر ليظهر السور كتحفة فنية وللتغلب على الجزء المتهدم فوق شارع صلاح سالم سيتم استخدام التكنولوجيا الحديثة لعمل خداع بصرى ليظهر وكأن المياه تتدفق منه فى اتجاه القلعة.
كما أعدت وزارة الآثار خطة لتطوير السور تضمن نقل شاغلى المناطق المحيطة بسور من ورش ومصانع والوحدات الكائنة بمنطقة سور مجرى العيون، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاعتماد مخطط التطوير وانهاء كافة الموافقات والتصاريح الخاصة بذلك، إلى جانب تهيئة المرافق الرئيسية اللازمة للمشروع على حدود منطقة التطوير المشار إليها، تدبير المبالغ المالية اللازمة لصرف باقى التعويضات النقدية لشاغلى الورش والمصانع والوحدات الكائنة بمنطقة سور مجرى العيون.
وبالفعل بدأت الوزارة أعمالها من موقع مبنى مأخذ المياه الموجود بمنطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقى المقامة أعلى المبنى، حيث خصص هذا المبنى قديما لرفع المياه من بئر المأخد المتصل بنهر النيل إلى حوض التجميع بقناة المياه عبر قناطر سور مجرى العيون والممتدة من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، لترفع المياه إلى خزانات التجمع داخل القلعة عن طريق دواليب نقل المياه.
يهدف المشروع إلى إحياء هذه المنطقة التاريخية وإعادة إبراز رونقها الحضارى، بما تتمتع به من قيمة ثقافية، لتمثل إضافة جديدة على خارطة المقاصد الأثرية والسياحية بمصر، والمشروع يعد جزءًا ضمن تصور شامل لإعادة القاهرة كمدينة للتراث والفنون، ومركز للإشعاع الحضارى والثقافى، ومقصد سياحى رئيسى على صعيد الدائرتين الإقليمية والعالمية.
وتعد مجرى العيون، أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، شيد بهدف مد قلعة صلاح الدين بالمياه عن طريق رفع مياه النيل بالسواقى إلى مجرى السور، بحيث تجرى المياه إلى أن تصل إلى القلعة، وكانت القلعة مقر الحكم فى مصر منذ العصر الأيوبى وانتقل المقر بعد ذلك إلى قصر عابدين، ويعتبر سور مجرى العيون منطقة أثرية عتيقة ويتمتع بمكانة تاريخية وجغرافية كبيرة ، ويتكون السور من برج يُسمى برج "المأخذ" والذى توجد به ست سواقِ.
ويعرف سور مجرى العيون باسم "قناطر المياه"، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب مؤسس الدولة الأيوبية فى مصر الذى تولى الحكم عام 1169، إنشاء قناة لنقل المياه بأنحاء القاهرة، وأطلق عليها اسم "قناطر المياه"، والتى عُرفت فيما بعد بـ"سور مجرى العيون"، ثم جددها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة