من داخل منزله المتواضع، وبالاعتماد على شباب ليسوا مخضرمين فى العمل والسياسى، قدم أستاذ القانون الدستورى، قيس سعيد برنامجه الرئاسى، ليتمكن بعيداً عن الصخب، وفى معركة النفس الطويل أن يهزم أحزابا وساسة، وجماعة إرهابية كانت تأمل فى العودة مجدداً إلى صدارة المشهد.
تصدر رجل القانون الهادئ مشهد الانتخابات التونسية فى جولتها الأولى بحصوله على 18.4% من أصوات الناخبين، ليخوض جولة الإعادة أمام منافسه نبيل القروى الذى حصد 15.6% من الأصوات، فى وقت حصد فيه المنصف المرزوقى، المنتمى لجماعة الإخوان على 3%، وعبد الفتاح مورو مرشح الجماعة الصريح فى تلك الانتخابات على 13%.
وخلال حملته، قدم قيس سعيد برنامجا انتخابيا متزنا يستند فى أهم نقاطه على توزيع السلطة على السلطات المحلية عبر تعديل دستورى يهدف بحسب تصريحاته السابقة إلى تمكين المؤسسات من آليات عملها بشكل جيد، وتمهيد الطريق بشكل ملائم لإشارك الشباب فى كافة مراحل صنع القرار.
قيس سعيد.. خبرات قانونية ومسيرة حافلة
وولد قيس سعيد عام 1958 بتونس العاصمة وتخصص فى القانون الدستوري، وساهم في إعداد مشروع تعديل ميثاق جامعة الدول العربية، إلى جانب تدريسه في عدد من الجامعات التونسية.
وكان قيس سعيد قد اختار عبارة "الشعب يريد" شعارا لحملته الانتخابية، لتلخص تمسكه بأهداف ثورة يناير 2011، وقدم أمام طلبته ثم أمام الشعب التونسي حلولا عملية لإنقاذ تونس مما هي عليه.
وحصل قيس سعيد على شعبيته بين التونسيين وخاصة فى صفوف الشباب الذى فقد ثقته فى كل السياسيين فى الساحة السياسية من حكومة ومعارضة، وأنشأوا له صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لمساندة قيس سعيد، الذى يتحدث الفصحى بطلاقة.
كما أنه رفض تمويل حملته الانتخابية، من التمويل الحكومى باعتبار أن المال العام حق للشعب التونسى فقط.
كما أنه رفض التحالف مع أى حزب سياسى، ليخرج للشعب التونسى مستقلًا، من أى دعم عدا دعم طلبته والشباب المؤيدين له.
يُدافع سعيد عن أفكار محافظة، ويعلو صوته فى قضايا شائكة، مثل عقوبة الإعدام وإلغاء عقوبة المثلية الجنسيّة، كما عبّر سعيّد عن رفضه مبدأ المساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة، وهو من المسائل الشائكة التي تُثير جدلاً واسعاً في تونس.
خطف قيس قلوب معجبيه بسبب طريقة كلامه وأسلوب خطابه الذى يعتمد أساساً على اللغة العربية الفصيحة والتحدث بجدية ودون تشنج ودون توقف، حتى أصبح يلقب بـ"الروبوكوب" أو الرجل الآلى.
وتعهد قيس سعيد المرشح المتصدر لنتائج الدور الأول لانتخابات الرئاسة التونسية، أن تكون الجزائر أول وجهة خارجية له في حال فوزه بمنصب الرئاسة، مؤكدا أن مصير تونس "مرتبط بدول الجوار".
وقال إن قرار تعديل الدستور لن يكون الأول في حال أصبح رئيسا للبلاد، مؤكدا أن نتائج الانتخابات الحالية "تعتبر ثورة" في إطار الشرعية القائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة