من أجمل اللحظات فى حياتى، اللحظة التى تم إخبارى فيها بأننى تم اختيارى من قبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، كنموذج للمرأة المصرية الناجحة، لتسجيل برنامج، سوف يتم إرساله لاتحاد إذاعات الدول العربية، لكى يُذاع فى أكثر من اثنين وعشرين دولة عربية، لكى أُمثل مصر فى تلك الدول، فقد شعرت حينها بأننى أسير على خطى ثابتة، وأن جهدى يُكَلل بالنجاح.
فما أجمل من أن تشعر أن بلدك تفتخر بك، وتُضاهى بك كل الدول الأخرى، فهذا الاتحاد يختار نماذج للمرأة الناحجة، من جميع الدول العربية، وكم شعرت بالفخر أننى أمثل بلدي.
فلو كل إنسان منح نفسه فرصة لكى يُحقق أحلامه، ويتحمل الصعاب، من أجل الوصول لأهدافه، ما كان هناك شخص واحد، قد تسرب اليأس إلى قلبه، فالنجاح دليل على أن الله يقول لك أنا معك، وحب الناس أكبر شهادة فى صالحك، وثقة الآخرين فيك، قرينة على نفاذ سريرتك، وحسن خُطاك وسيرتك.
فأنا الآن أتذكر اللحظات التى كان الشك أحيانًا يُساورنى فيها، وأنا أقول، هل من الممكن أن يضيع العمر، دون أن أحقق أحلامي، وهل ستنجح مجهوداتى التى أبذلها، أم ستضيع هباءً، وهكذا، ولكن أن أرى نفسى نموذجًا يمثل بلدى أمام الدول العربية، فهذا كان أكبر تكريم لى من المولى عز وجل.
لذا أتمنى أن كل من يقرأ مقالي، يثق فى أن إيمانه بأحلامه وأهدافه، كفيل بأن يضعه على بداية طريق النجاح.
فالإيمان هو أن تثق فى أن ما تُريده سيكون لك فى النهاية، سواء كان حُلم، أو عمل، أو إنسان، أو شيء، فهو كل ما تصبو إليه نفسك، مدعومًا بالعمل الجاد، وهذا الأمر ينطبق على كل مناحى الحياة، فالمهم هو ألا يكل الإنسان أو يمل، ولا يسمح لليأس بأن يتسرب إلى قلبه، والأهم من ذلك أن يظل دءوبًا وصبورًا، مهما طالت فترة انتظاره، فالحياة أحيانًا تختبرنا بأن تُؤخر وتُؤجل تحقيق أحلامنا؛ لكى ترى مدى قوة إرادتنا وصبرنا وإيماننا، وما علينا سوى أن ننجح فى الاختبار، حتى نرى العطايا والهبات وهى تنزل علينا كالسيول، ولكن علينا دائمًا أن نتذكر عندما تهبنا الحياة نعمة كنا نحلم بها ونتمناها، أن الحفاظ عليها أصعب كثيرًا من الوصول إليها، فلو ظلت هذه الحكمة بداخلنا، سنصل إلى ما لا يخطر على بال بشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة