نجحت المملكة العربية السعودية في إطار استعداداتها لموسم الحج هذا العام في تحقيق نقلة نوعية على مستوى الخدمات والتسهيلات وتقليص زمن الإجراءات في مختلف منافذها البرية والجوية والبحرية، بما يعكس حرص المملكة على توفير أفضل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام وإعانتهم على تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وأعدت الإدارات المعنية في منافذ المملكة خططا تشغيلية متكاملة لاستقبال الحجاج القادمين إليها من مختلف دول العالم، وعملت على تجهيز مقارها وتهيئتها لاستقبال ضيوف الرحمن بما يليق بهم، وبالشكل الذي يعكس النهضة الحضارية التي تشهدها المملكة .
ولم يقتصر اهتمام المملكة بأفواج الحجاج القادمين عبر منافذها على جانب الخدمات والتسهيلات بل امتد ليشمل الجوانب التوعوية من خلال توزيع المنشورات والمطويات حول طرق السلامة الغذائية والصحية، إلى جانب تقديم الهدايا الرمزية والورود ترحيبا بهم.
فعلى مستوى المنافذ الجوية عملت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة على توفير كل ما من شأنه تسهيل إجراءات قدوم الحجاج في مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، وذلك بتقليص الفترة الزمنية اللازمة لإنهاء إجراءات القدوم، وجهزت مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة بكافة الإمكانات والتجهيزات اللازمة قبيل بدء موسم الحج هذا العام.
وتبلغ مساحة المجمع نحو 230 ألف متر مربع، ويضم منطقة عامة "البلازا"، و14 صالة سفر يتوفر فيها /114/ منصة لإنهاء إجراءات السفر و 208 منصات للجوازات، و18 بوابة سفر و10 خطوط للحقائب بطول 1180 مترا، وصالة للدرجة الأولى وأخرى مخصصة للحجاج المواصلين إلى المدينة المنورة، علاوة على مواقف للحافلات تستوعب 100حافلة، إلى جانب ساحة وقوف الطائرات تتسع لـ 26 طائرة في آن واحد، إضافة إلى 40 مصلى في منطقة البلازا، ويتميز المجمع بالمرونة.
ويتم تحويل جميع المسارات في الصالات إلى اتجاه واحد، وهو اتجاه القدوم وذلك في مرحلة استقبال الحجاج، بما يوفّر الانسيابية اللازمة لتحركات الحجاج القادمين، في حين تتم إعادة تهيئتها مرة أخرى لخدمة المغادرين في مرحلة توديع الحجاج، وتصل الطاقة الاستيعابية للمجمع في اليوم الواحد في مرحلة القدوم 48 ألف راكب، وفي مرحلة المغادرة 48 ألف راكب.
وفي مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، هيأت الهيئة العامة للطيران المدني صالات السفر لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تبلغ مساحة صالات السفر في المطار 156 ألف متر مربع، وبطاقة استيعابية خلال موسم الحج 45166 مسافرًا يوميًا، وقد تم تجهيز الكاونترات اللازمة لإنهاء إجراءات السفر التي تشمل 114 منصة.
وجهزت الهيئة عددا من الكاونترات الخاصة بإجراءات الجوازات والتي تشمل 102 منصة، و32 بوابة سفر ترتبط بـ 16 جسر إركاب لنقل المسافرين بشكل مباشر من الطائرات إلى الصالات في حالات القدوم وبالعكس في حالات المغادرة، و9 بوابات لنقل المسافرين بين الطائرات والصالات بواسطة الحافلات.
وشهد المطار العديد من البرامج والمشاريع التطويرية من بينها إنجاز خدمة المسافرين والحجاج المستهدفين بمبادرة طريق مكة، وذلك من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية للمنطقة الجمركية وبزيادة مساحتها لتصل إلى 745 مترا مربعا، وزيادة أجهزة التفتيش الجمركي لتصبح 4 أجهزة لإنهاء الإجراءات، وإضافة مدخل للصالة من جهة الساحة الجوية، ومخرج، ومركز صحي داخل الصالة لتقديم الرعاية الصحية للحجاج، وموقع للتفتيش الجمركي داخل الصالة، ومكاتب إدارية بمساحة 50 مترا مربعا للجهات العاملة داخل الصالة، إلى جانب توفير منصتي خدمة ليتم استخدامهما من قبل مكتب الوكلاء الموحد، وتوفير مظلات خارجية إضافية على مخرج الصالة.
من جهتها وضعت الهيئة العامة للموانئ السعودية "موانئ" خطة تشغيلية متكاملة، لاستقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين بحراً عن طريق ميناء جدة الإسلامي الذي يتوقع أن يستقبل خلال حج هذا العام ما يقارب 22 ألف حاج بزيادة ملحوظة عن أعداد الحجاج القادمين خلال العام السابق والبالغ عددهم 16 ألف حاج، وذلك عبر 22 رحلة من خلال 4 عبارات.
وعملت الهيئة على تجهيز محطة الركاب بميناء جدة الإسلامي لتستوعب أكثر من 800 حاج في الساعة والمكونة من عدد /5/ صالات، خصصت ثلاثة منها للقدوم واثنتان للمغادرة والمزودة بكافة المرافق والتجهيزات اللازمة لخدمة الحجاج وإنهاء إجراءات دخولهم وخروجهم.
وشملت التجهيزات التشغيلية المعدة 14 جهازاً متطوراً لتفتيش ونقل أمتعة الحجاج لصالات القدوم والمغادرة والانتظار، وكذلك عدد 700 عربة لنقل حقائب ضيوف الرحمن القادمين، إضافة إلى توفير 28 حافلة حديثة لنقل الحجاج خصص جزء منها لنقل المرضى وكبار السن.
وتضم التجهيزات البحرية قاطرتين بحريتين، وكذلك قطعتين بحريتين لمكافحة التلوث البحري ومكافحة الحرائق، ولتوفير ملاحة بحرية آمنة، إلى جانب توفير العدد اللازم من مشغلي نظام حركة السفن الذين يعملون على مدار الساعة، فضلاً عن تجهيز العديد من المعدات والآليات الخاصة بالأمن والسلامة وحالات الإسعاف والإطفاء، والخدمات المساندة الأخرى.
بدورها اتخذت المنافذ البرية كافة الاستعدادات لاستقبال الحجاج القادمين برا من الدول المجاورة، حيث أقامت الجهات المعنية المرافئ الأمنية والطبية اللازمة، عند كل منفذ لتسهيل دخول الحجاج وتقديم الخدمات لهم.
وهذا العام، يتوقع أن يشهد منفذ جديدة عرعر مرور أكبر دفعة من الحجاج العراقيين الذي يصل عددهم إلى أكثر من 24 ألف حاج، فيما سيعبر من المنفذ نحو 750 حافلة إلى المشاعر المقدسة.
وتحسبا لهذا التزايد في عدد الحجاج القادمين عبر المعبر، عملت الجهات المعنية في المملكة على توفير التجهيزات الصحية اللازمة، عبر تجهيز مستشفى ميداني بسعة 50 سرير في الموقع.
ويحتوي المنفذ البري على أجهزة حديثة ومتطورة للتفتيش تساعد على سرعة إنهاء الإجراءات، إضافة إلى صالة الجوازات التي تم تجهيزها بشكل كامل بكافة الأجهزة المتطورة.
في المقابل يستقبل معبر الوديعة الحدودي، جنوبي المملكة، وفود الحجاج القادمين من اليمن، حيث اتخذت إدارة المنفذ كافة الاستعدادات لاستقبال الحجاج، فهيأت صالة الحجاج بالمنفذ، ودعمتها بالكوادر البشرية المدربة والمؤهلة، فضلا عن الأجهزة والمعدات الحديثة لإتمام إجراءات الدخول.
وتطبق المملكة العربية السعودية منذ العام 2017 مبادرة " طريق مكة " الخاصة لإنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من بلدانهم، وبلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرة هذا العام 225 ألف حاج وحاجة من خمس دول انضمت إلى المبادرة هي: تونس وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا.
وتهدف المبادرة لتيسير رحلة الحجاج من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتالي الدخول إلى السعودية كأي رحلة داخلية، ونقل أمتعة الحجاج إلى أماكن سكنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة