تعد قارة أمريكا اللاتينية أكثر المناطق عنفًا فى العالم،فكل يوم ، أسبوع ، شهر ، تضيف أمريكا اللاتينية ضحايا جدد إلى أسوأ الإحصاءات، مع أعلى معدلات القتل المعروفة ، ووفقا للعديد من الدراسات فإن القارة تجمع 37% من جرائم القتل فى جميع أنحاء العالم، فى الوقت الذى تبلغ 8% من سكان العالم.
ووفقا لشبكة"راديو مارتى" الاذاعية والتليفزيونية الكوبية فإنه منذ عام 2000 ، قُتل أكثر من 2.5 مليون أمريكى لاتينى بعنف، وأكد معهد "إجاربى"،وهو مركز تحليل مقره فى البرازيل، فإن القتل فى أمريكا اللاتينية يمكن وصفه بأنه وباء.
وأضافت دراسة أجراها المعهد البرازيلى أن عادةً ما تُعزى هذه الظاهرة إلى المشكلات الاقتصادية ، لكن الجريمة ازدادت خلال العقد الماضى ، عندما ارتفعت معدلات الفقر، وغالبًا ما يكون هناك حديث عن نقص الإنفاق العام على الأمن ، لكن هذا البند كنسبة من إجمالى الإنفاق العام فى أمريكا اللاتينية يكاد يكون ضعف متوسط العالم المتقدم ، وفقًا لمصرف التنمية للبلدان الأمريكية.
وأكد المعهد أن هناك حجة أخرى تُستخدم غالبًا وهى أن هناك "يد قاسية" ضد الجريمة ، لكن نزلاء السجون فى الأمريكتين (لا يشملون الولايات المتحدة) نما بنسبة 121٪ منذ عام 2000 طبقًا للموجز العالمى للسجون (ICPR). وينمو حمام الدم، فهناك جرائم منظمة وافلات من العقاب.
وحذر خبراء من أن هناك عدة عوامل وراء موجة العنف التى تشهدها المنطقة، وقالت أنجيلا مى ، رئيسة البحوث فى مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة (Unodc) إن "فى أمريكا اللاتينية ، أصبحت الجريمة المنظمة والعصابات أكثر عنفا"، وتضيف أن هذا يمكن أن يؤثر على ما بين 25 ٪ و 70 ٪ من جميع جرائم القتل في جميع أنحاء القارة".
ووفقا للخبيرة فإن "أعظم فتكه فى أمريكا اللاتينية يرتبط بالنزاع بين هذه المجموعات أو داخلها على تجارة مربحة: الاتجار بالمخدرات فى المنطقة الوحيدة فى العالم الذى يتم فيه إنتاج الكوكايين"، ولكن على الرغم أن العديد من حكومات أمريكا اللاتينية تشجع على "مكافحة المخدرات" إلا أنهم يتبعون ذلك بسياسات قمعية زادت العنف والفساد فى قوات الأمن الخاصة بها، ويضاف إلى ذلك سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية ، والتى يتم استخدامها فى ثلاث جرائم قتل من أصل أربع جرائم ارتكبت فى الأمريكتين فى عام 2017 ، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمى، ذلك إلى جانب انتشار العصابات.
وقال التقرير الذى نشرته الشبكة الكوبية فإن "الفجوة بين معدلات القتل المرتفعة ومعدلات الإدانة المنخفضة فة عام 2016 كانت أوسع فى الأمريكتين ، حيث كان هناك 24 إدانة فقط لكل 100 ضحية".
وغالبًا ما يُنظر إلى قوات الشرطة في بعض بلدان المنطقة على أنها جزء من المشكلة أكثر من اعتبارها حلاً للعنف.
ويشير روبرت موجاه ، المؤسس المشارك لمعهد إجاربى ، إلى أن مستويات العنف المرتفعة ترتبط أيضًا بارتفاع معدلات البطالة بين شباب أمريكا اللاتينية ، الذين تعد معدلات جرائم القتل لديهم أعلى بكثير من معدلات أقرانهم فى بقية العالم، مشيرا إلى أن عدم توفير خدمات الدولة ، مثل التعليم أو الصحة ، فى العديد من مناطق أدى إلى معدل ارتفاع الجريمة والعنف فى المدن إلى إنشاء مناطق مهمشة وكثيفة السكان ، واكتسبت عصابات الاتجار بالمخدرات قوة فى العديد من تلك المناطق ، والتى يسيطرون عليها بالكامل فى بعض الأحيان ، وبالتالى تتركز المخاطر على العنف.
ويقول الخبير "فى المدن الكبيرة والمتوسطة الحجم فى أمريكا اللاتينية ، تحدث حوالى أربعة من كل خمس جرائم قتل فى 2 ٪ فقط من الشوارع ، وعلى عكس الاعتقاد الشائع ، تميل عمليات القتل إلى أن تكون مركزة بدرجة كبيرة فى المناطق التى تعانى من الحرمان الشديد والتهميش الاجتماعى الاقتصادى".
وأكد الخبير أن "انتشار العنف فى القارة يمثل تحديا كبيرا لامريكا اللاتينية حيث أنه يؤثر سلبا على ديمقراطيتها مع ازدياد معاناة المواطنين مع الحكام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة