"90 % من المنشآت الحكومية بالقرية كلها بالجهود الذاتية وتبرعات من الأهالى"، بهذه الكلمات تحدث محمود ناصف، 40 سنة، أصغر عمدة بقرية العواسجة فى الشرقية، وهو العمدة العاشر فى عائلته، والذى تشرب العمل العام والخدمى وورثه من عائلته التى تقلدت منصب العمدة للقرية على مدار سنوات عديدة.
وأكد العمدة "محمود" لـ"اليوم السابع": أن أغلب المنشآت بالقرية أقيمت بالجهود الذاتية للأهالى، بإنشاء مكتب بريد نموذجى كامل وسجل مدنى كامل، وبناء مجمع معاهد أزهرية ابتدائى وإعدادى وثانوى، وجمعيات زراعية، متابعا أن الصرف الصحى تم عمل دراسة جدوى له بتكلفة مليون ونصف المليون، وعندما جاءت منحة أوروبية تم تنفيذها بناء على الدراسة التى أعدتها القرية على نفقتها الخاصة، وما ينقص القرية فقط هو وجود مدرسة للثانوى العام، حيث توجد قطعة أرض على مساحة فدان تبرعت بها سيدة من القرية، لكن هيئة الأبنية التعليمية رفضت بناءها لوجود تيار ضغط عالى ومطلوب تحويل مصار التيار الكهربائى حتى يتم بناؤها.
وتابع العمدة "محمود": تعداد سكان القرية 25 ألف نسمة، ومسجل بها 11 ألف صوت انتخابى ويتبعها 14 عزبة، وبها مجمع مصالح حكومية وبها مدارس من عام 1908 مدرسة النهضة الابتدائية والمدرسة الريفية بالقرية منذ عام 1913، ومدرسة إعدادى 1940.
وأضاف أصغر عمدة بالشرقية: أنه تولى هذا المنصب فى شهر 9 عام 2018، وكان أصغر عمدة على مستوى الشرقية ضمن المتقدمين فى لجنة الأمن، حيث كانت أعمارهم تتجاوز الـ60 سنة، وأنه يعد العمدة رقم عشرة فى عائلته، حيث توفى والده عمدة القرية السابق فى سنة 2016، وبعدها تقدم ومعه 2 من أبناء القرية بالترشح بأوراقهم لمقعد العمودية بالقرية، فوقع عليه الاختيار، حيث كانت تطبق عليه الشروط، من حيث الشعبية والخبرة فى ممارسة العمل العام وامتلاك مقر يصلح دار ضيافة، وغرفة التليفون لا زالت فى بيت والده منذ 30 سنة، وفى لجنة الأمن.
وعن دور العمدة فى القرية قال "محمود": "دور العمدة اجتماعى أكثر منه أمنى، حيث يوجد لجنة فض المنازعات الدائمة بالقرية، وبها المحكمين من شخصيات العمل العام، ونمتلك مضيفة تستوعب أكثر من 150 شخصا وحضرنا جلسات تحكيم فى العديد من القضايا، والقاضى العرفى أكثر قوة من العمودية وأكثر نفاذا، حيث دفعنى إليها والدى وأنا فى سن صغيرة من حياتى وحضرت العديد من الجلسات العرفية، وهى تكون ملزمة للجميع، وأحد شهود الجلسات العرفية والمحكمين والقضاة يوقعون على محضر رسمى للجلسة، وما ترأه الجلسة نافذ على الطرف المخطئ، وقرار الجلسة العرفية ملزم".
وتابع العمدة "محمود": بعد وفاة والدى فوجئت بخزينة بها العديد من إيصالات الأمانة الموقعة بناء على جلسات عرفية، وكل قضية فى مظروف خاص بأطرافها مدون عليها أسماء المتناحرين، وفى حالة تسليمها تسلم بشروط معينة وفى حضور أشخاص معينة، واتبعت نفس نهج والدى فى هذا المجال، وعندى فى أقل من سنة أوراق أكثر من 100 جلسة عرفية موقع على كل قضية أسماء المتناحرين وفى حالة التسليم يتم بناء على شروط معينة لأن هذه أمانة فى حدوث شىء لى.
وأوضح العمدة "محمود": أن من أهم عوامل نجاح عمدة القرية، وجود ترابط وتلاحم بينه وبين الأهالى ومشاركتهم فى الأفراح والأحزان، وأن يعمل العمدة على إعطاء كل مواطن حقه دون مجاملة أحد على حساب الآخر.
وعن الناحية الأمنية بالقرية، قال العمدة "محمود": إن قوة الخفراء بالقرية 29 خفيرا، ثلث هذا العدد يرسل يوميا لمركز شرطة ههيا لسد العجز فى عدد الأفراد، والقرية لم تشهد على مدار تاريخها أى حالات ثأر أو تناحر بين عائلات، ومن بعد ما أصبحت "العمدية" بالتعيين انتهت فكرة التناحر، مضيفا: بالرغم من ملاصقة حدودنا لقرية العدوة مسقط رأس الرئيس المعزول "محمد مرسي" فإنه لا يوجد شعبة لجماعة الإخوان الإرهابية بالقرية، ولا أى معتقل سياسى، والقرية بها مجموعة من الشباب من محبى العمل العام لا ينتمون لأى عمل سياسى، قاموا بعمل العديد من الخدمات العامة بالقرية وبعد الانتهاء منها يرفعون شعار تحيا مصر، كما نظم شباب القرية فى انتخابات الرئاسة الماضية مسيرات لدعم الدولة المصرية".
وعن أول قرار اتخذه بعد تعيينه عمدة رسميا لقرية العواسجة قال العمدة "محمود": أول قرار كان تقديم خطة لرئيس مباحث المركز لتنظيم سير التوك توك بأرقام داخل القرية، للحد من أى جرائم، عملنا أكمنة ثابتة ومتحركة بمداخل ومخارج القرية، وتمكنت الأكمنة من ضبط 6 عناصر غريبة بعد وفاة "مرسى" فى الجمعة الثانية لوفاته يحاولون دخول العدوة من حدود العواسجة ومعهم أجهزة كمبيوتر محمولة ومنشورات لجماعة الإخوان مضيفا: قمنا بتسليمهم لمركز الشرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة