تعد مدينة مرسى علم، جنوب محافظة البحر الأحمر، عاصمة التعدين فى مصر، حيث إنها كانت ومازالت تضم أكبر مناجم للذهب فى مصر بل وفى الشرق الأوسط بشكل عام، ومنها منجم السكرى الشهير.
بينما كان فى الحقبة الزمنية ما بين بداية الثلاثينيات، ونهاية الأربعينيات أقدم مصنع لإنتاج الذهب بمدينة مرسى علم، كان يسمى "الدقاق"، والذى كانت تنقل إليه المادة الخام لاستخراج الذهب من جميع المناجم فى تلك التوقيت.
من جانبه قال أدم سعد الله، أحد أهالى مدينة مرسى علم، ومن المهتمين بتراثها، أن "الدقاق" مكانا مميزا يعرفه الجميع بمدينة مرسى علم، وهو المصنع الذى كانت هيئة الثروة المعدنية، الجيولوجية قديما تستخرج منه خام الذهب.
أضاف سعد الله، لـ"اليوم السابع"، أن اسم مصنع إنتاج الذهب بمرسى علم، "الدقاق" كانت تنقل إليه الخامات من مناجم السكرى وأم الروس، وحنجليه، منذ نهايات الثلاثينات حتى نهايات الأربعينيات من القرن الماضى.
وأوضح سعد الله، أنه كانت تطحن الخامات بواسطة طواحين تعمل بطريقة الدق، ولذلك أطلق عليه اسم الدقاق، وكان يستخلص الذهب بالمصنع ويسبك بالفرن الموجود داخل مبنى المعمل الخاص بالهيئة العامة للمساحة الجيولوجية، والذى تم توسعته ليشمل مكتبه علميه وقاعات لمختبرات العينات الجيولوجيه المختلفة.
وكشف سعد الله، أن الدقاق والمعمل الملحق به أصبحان مهددان بالإزالة بسبب المبانى السكنية التى اقتربت منه، وحاصرتهم من كل اتجاه، مطالبا المسئولين باعادة ترميمهم وفتحهم لزيارات العلمية والجيولوجية.
من جانبه قال الدكتور أبو الحجاج نصير، مدير فرع جهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر، أن أغلب الرحلات العلمية من الجامعات المختلفة، تزور الدقاق بمرسى علم لمعرفة مراحل بداية صنع الذهب.
وأضاف نصير لـ "اليوم السابع"، أن الدقاق والمعمل الملحق به، يعدون من المعالم الجيولوجية التاريخية والأثرية بمدينة مرسى علم، حيث أن الدقاق يعد معلم لكل أهالى المدينة.
من جانبها قالت عفاف أحمداني، إحدى فتيات مرسى علم، أن الدقاق كان علامة مميزة للطلبة والطالبات أثناء العودة والذهاب للمدارس، موضحة أنهم كانوا قديما ينتظرون بعضهم البعض بالمقابل منه، وله أثر طيب وذكريات كبيرة لكل أهالى مدينة مرسى علم، مضيفة أن جميع القصص والراويات التى تقص بين السكان الأصليين لمرسى علم يذكر فيها الدقاق.
كان اللواء أحمد عبد الله، محافظ البحر الأحمر، أكد فى تصريحات خاصة سابقة لـ"اليوم السابع"، أن هناك مقترحا لإنشاء مدينة لإنتاج الذهب بمرسى علم، وتعد بمثابة بورصة عالمية.
وأكد أن تلك المدينة ستقام على مساحة مليون متر مربع، وسوف تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار الدولي، بالمحافظة، التى تضم أرضها أكثر من 90 منجم للذهب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة