تجمعنا دائره واحده و تفرقنا البلدان
نشترك نحن الثلاث في دائره الالم و الفقد و لكن بصور مختلفة ، أجمعنا أننا سوف نقاوم أنفسنا اولا و لكننا اكتشفنا ان معركتنا دائره خارجنا وعلينا ان نقاومها هي الاخري
أولنا هي طبيبه نفسيه ( باختيارها ) تعمل في مجال ذوي الإعاقة منذ أعوام و لديها العديد من الخبرات و التجارب العلاجيه كانت تظن انها تعرفت علي معني الفقد و الحزن من خلالها ، أكملت دراساتها العليا في هذا المجال إلي ان رزقت بطفله فتحت لها و لغيرها أبواباً جديده اختبرت معها مشاعر الفقد التي كانت تظن انها تعرفها قبلاً
اما الثانيه فهي طفله مرحه علي هيئه أم ، روحها طاغيه علي اي شئ رغم جمال وجهها ، اختارت ان تسلك طريقاً فريداً للتوعية بأبنتها من ذوي متلازمة داون علّها تترك أثراً ، لم يكن الامر سهلاً كما هو ظاهر للبعض و لا يزال و لكني علي ثقه أنها ستظل تحاول
أما أخرنا هي طبيبه صيدلانيه ، نشأت علاقتي بدائره الفقد و الالم منذ الصغر حتي انني لا اتذكر كم كان عمري وقتها و عادت مره اخري منذ الانضمام الي أُسر ذوي متلازمه داون و الاستماع الي ما يدور خلف الوجوه المبتسمة ثم الدراسه و العمل بهذا المجال
قررنا ان نشارككم بعض الأفكار و المعتقدات التي عايشناها نحن بأنفسنا او رُوت لنا من قبل أمهات و آباء مروا بدائره الفقد آملين أن يتعرف الاخر علي ما يجري خارج عالمه أو يَشعُر بما لم يَختَبر من قبل
لذا سوف نصطحبك معنا في سلسله من المقالات عن الفقد و الالم من عده وجوه كما رأيناها نحن كأمهات و مقدمي خدمه علاجيه و توعوية للأسر و كيف لبعض عبارات المواساة المتعارف عليها قد تزيد من وقع الالم النفسي للفقد
الوجه الأشهر للفقد و الذي يتفهمه الكثيرون هو الوفاه كفقد الشريك او فقد احد أفراد الاسره او الأصدقاء و لكن للفقد وجوه اخري يمر بها البعض دون ان يشعر بهم أحد مما يزيد معاناتهم و قدرتهم علي المقاومة ، مثل فقد الام لجنينها الذي لم يأتي للعالم بعد فيعتبره من حولها كأنه لم يكن ، كما ان الأصابه بالأمراض المزمنة او الاعاقات - جسدية او نفسية - لك او لاحد أفراد الأسرة تعتبر نوعاً من انواع الفقد و الخسارة التي لا تعوض و يجب التكيف معها - مثل اصابه كبار السن بالالزهايمر - تخيل انك تعيش مع أحدا لسنوات و تجمعكم روابط نفسية و ذكريات ممتدة و لكنه لم يعد يتذكر أيا منها فتشعر انك فقدت هذا الشخص رغم وجوده
يتراوح الفقد النفسي ما بين فقد أبسط الأشياء الحياتية كفقط الاشياء المادية او الفشل في تحقيق خطة ما حتي يصل الي فقد بعض الاشخاص اللذين يشاركونك الحياة ، نتفق جميعا ان كل الفقد مؤلم و لكنه ليس بنفس المستوي النفسي كما تختلف رد فعل كل منا حيال الشعور بالفقد وفقاً لعوامل نفسية و بيئية و كيف يتعامل الشخص مع هذا الشعور
يمر كل منا بتجربته الفريدة للتعامل مع الفقد قد يشاركه بعض من حوله هذه الرحله و البعض الاخر لا يعرف كيفية التعامل مع الشخص في هذه المرحله
مراحل الفقد او الحزن هم خمس يمر بها الانسان لمواجهه هذا الشعور بقياده العقل اللا واعي فعند تعرض الشخص لألم نفسي يبدأ الجسم بافراز هرمونات التوتر و التي بدورها تعطي اشاره للعقل ان هناك خطر و يجب فرض الحماية لتجنب الالم النفسي او التخفيف من حدتة لتبدأ مراحل الفقد الخمسة وهم ( الإنكار ، الغضب ، المساومة ، الاكتئاب و القبول )
يختلف تعاملنا مع شعور الفقد بأختلاف البشر فليس من الضروري ان يمر جميعنا بجميع مراحل الفقد كما ان لا يوجد ترتيب محدد او فترة زمنية محدده لمراحل الفقد الخمسة ، البعض قد تستمر مراحل الفقد لسنوات و البعض الاخر قد تنتهي في فتره أقصر
سيل من المشاعر و الأفكار تدور داخل كل من فقد شيئا او شخصا كان يمثل له الكثير يوما ما ، البعض ينكرها و الاخر قرر ان يواجه ما يدور بداخله أضافة الي ما يتعرض له مِن مَن حوله ظناً منهم انهم يقدمون المساندة فبعض العبارات التي يتعرض لها الاشخاص وقت الالم قد لا تدعم بل تدمي القلوب ، دعنا نتعرف علي وقع تلك العبارات و ما يجب او لا يجب قوله في تلك الازمنه في المراحل القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة