على مر التاريخ الإنسانى ظهر العديد من الحكام الذين أدعو أنهم ممثلين لله على الأرض، وأنهم يملكون الحق الإلهى أمام المحكومين، واستمدت الحضارات القديمة الكثير من النماذج حول ارتباط الحكام بالإله، مثلما كانت الحضارة الفرعونية قائمة على أن الحكام هم من أبناء الآلهة.
وعلى مدار التاريخ خرج العديد من الحكام بإعلان أنفسهم بأنهم المختارين من الله لحماية العالم، أدعوا أنهم على ارتباط بالإله، أوأنهم ممثلوه الشرعيين على الأرض.
بنو أمية.. أصحاب مصطلح خليفة الله
وبحسب كتاب "خليفة الله.. السلطة الدينية فى العصور الإسلامية" من تأليف باتريشيا كرون ومارتن هينز، فإنه مع توإلى العصور الإسلامیة من عصر الخلافة الأول مرورا بالعصر الأموى ثم العباسى، الأمر الذى وصل فى مراحل تاريخیة إلى حد اعتبار أن رأس السلطة ھو خلیفة الله الذى يعمل ويقرر بتفويض إلهى – فى تقارب ملحوظ مع فكرة الإمامة المعصومة فى الوسط الشیعى – وما نتج من ذلك من صراع مع علماء الشريعة الرافضین لهيمنة السلطة السیاسیة على مرجعیة الحكم الشرعى.
وجاء فى الكتاب: "نستهل حديثنا بالحقيقة المعروفة بأن الأمويين استخدموا لقب "خليفة الله" وهو اصطلاح يفهمه الجميع بمعنى "مندوب الله"، وبالكاد يحتاج هذا المعنى إلى مزيد من الحجج لتأييده، فمصطلح "خليفة" يشير إلى حلول شخص محل شخص باعتباره نائبا فى حالة عياب الآخر أو خليفة فى حالة وفاته، وحيث إن المسلمين سلموا بأن الله حى لا يموت، فإن مصطلح "خليفة الله" لا يمكن أن يعنى وارث الله.
حق الملوك الإلهى.. زمن العصور الوسطى فى أوروبا
فيما يذهب كتاب " الدين والعلمانية في سياق تاريخي (الجزء الثاني/ المجلد الثاني) أن ملوك أوروبا فى القرون الوسطى، استحدثوا ما يعرف بحق الملوك الإلهى بالحكم، وهو حق يبرر سلطة البابا ووساطته بين الحق الإلهى والملوك، وأصبح بعد ذلك يدعى الملوك أنه يملكوه مباشرة، بما فى ذلك من ظواهر تقديس الملك المتأخرة نسبيا.
وفى حق الملوك الإلهي يستمد من خلاله الملوك الذين يحكمون بسلطة مطلقة شرعيتهم من الدين ويعتبرون أي نوع من العصيان والخروج عليهم ذنبا بحق الله وجد في أوروبا القرون الوسطى وفي الإسلام كذلك ولا يزال حاضرا في عديد من الدول الإسلامية أشتهر المفهوم في أوروبا وكان قائما على أن الملك يستمد شرعيته من الله مباشرة ولا يحق لأي قوة أرضية أن تنازعه في حقه الإلهي من السماء ولايحق للمحكومين محاكمة الملك ومقاضاته فهذا من شؤون الله حسب المفهوم. تم التخلي عن المفهوم عقب الثورة المجيدة في بريطانيا (1688–1689) ونجاح الثورة الفرنسية والأمريكية قلل من جاذبية المفهوم إلى أن تم التخلي عنه تماما في أوروبا والأمريكيتين في القرن العشرين.
ويذكر كتاب " نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار ومناقب السادة الأطهار 1-2 ج1" تأليف محمود بن سعيد مقديش، كان شيطانا مريدا سيئ الاعتقاد سفاكا للدماء، وادعى الألوهية، نقل الكتاب عن ابن الجوزى قوله: ادعى الحاكم بأمر الله الربوبية، وكان قوم من الجاهلين إذا رأوه، قالوا: "يا واحد يا أحد يا محيى يا مميت، وصنف الباطنة كتابا ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى على بن أبى طالب، وأن روح على انتقلت إلى أبى الحاكم، ثم انتقلت إلى الحاكم نفسه.
تايلند.. نصف بشرى نصف إلهى
وتقوم التقاليد الملكية التايلندية على اعتبار الملك الحاكم نصف إله وشبيهًا له، ونتيجة لذلك، يجب عليه أن يجلس أعلى من أي شخص آخر، لدرجة أنه خلال الاحتفالات والخطب الرسمية، ينبغي رفع قدميه فوق رؤساء الجميع.
وغالبًا ما يشار إلى جميع ملوك أسرة تشاكرى الحالية فى تايلاند باسم راما، حيث تم اعتماد اسم راما من اسم الإله الهندوسى راما، والإله فيشنو، والملك حسب الدستور هو نصف إله، فصوره فى كل مكان وأى تعرض له يعاقب بالسجن لسنوات عدة، وتم استخدام كلمة "راما"لأول مرة مع الملك فاجرافود، الذى كان حكم فى القرن الثامن عشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة