وفى ظل صعود اليمين المتطرف والقوميين البيض داخل الولايات المتحدة، والذين يشكلون قطاعاً رئيسياً من أنصار الرئيس الأمريكى، تزايدت المبررات أمام الإعلام الأمريكى للتحذير من اللهجة الجديدة التى بدأ ترامب فى استخدامها، خاصة عندما وصف نفسه بـ"المختار من السماء" لخوض الحرب التجارية، وهو الوصف الذى استخدمه ترامب بعد تشكيكه فى "ولاء اليهود" الذين يصوتون لصالح الحزب الديمقراطى، فضلاً عن ثنائه على وصف أحد السياسيين المحافظين له بـ"ملك إسرائيل".
وفى ظل احتدام الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، قال ترامب للصحفيين مساء الأربعاء: "هذه ليست حربى التجارية، هذه حرب تجارية كان ينبغى أن يشنها رؤساء آخرون كثيرون من قبلى قبل وقت طويل.. كان على شخص ما أن يتولى هذه المهمة"، ورفع رأسه إلى المساء ونظر إلى الأعلى وقال: "أنا الشخص المختار".
حديث ترامب قابلته شبكة سى إن إن الأمريكية بالهجوم على ترامب، قائلة إنه "اعتاد أن يقول أنه حقق إنجازات أكثر من أى رئيس أخر، وهو إدعاء قابل للنقاش، لكنه الآن يستخدم لغة دينية عن نفسه"، مشيرة إلى أن تصريحه بأنه "شخص مختار من الله" لشن الحرب التجارية جاء فى نفس اليوم الذى استهله بتغريدات أورد فيها تصريحاً للمعلق الإذاعى المحافظ واين آلن روت الذى قال إن الرئيس ترامب هو أفضل رئيس بالنسبة لليهود ولإسرائيل فى تاريخ البشرية واليهود في إسرائيل يعشقونه كما لو كان ملك إسرائيل". وأضاف ترامب عبر تويتر "شكراً لك واين آلن روت على هذه الكلمات اللطيفة للغاية".
وأثار هذا النهج الجديد من ترامب جدلا واسعا، ففى مقال لها بصحيفة "نيويورك تايمز"، قالت الكاتبة جيل كولينز إن ترامب يتصور إنه معجزة، وأصبح لديه هوس مؤخرا بنفسه ويراها كمنقذ للأرض المقدسة، كما أنه خلط الدين بالسياسة عندما قال أنه اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين ليس لديهم ولاء لإسرائيل.
أما صحيفة الإندبندنت البريطانية فقد قالت إنه أمس الأربعاء كان يوما غير عادى حتى بمقاييس الرئيس ترامب، حيث أطلق سلسلة من التصريحات التى تتراوح ما بين مقترحات وصفتها الصحيفة بـ"الاستبدادية" بالبقاء فى الرئاسة لأكثر من عامين إلى تصريحاته المازحة بأنه ينبغى أن يحصل على ميدالية الشرف.
وأثارت تصريحات ترامب الخاصة باليهود وإسرائيل على وجه التهديد حالة من الغضب، لاسيما بين بعض اليهود الديمقراطيين الذين رأى بعضهم أن تعليق عدم الولاء ينبع من فكرة معادية للسامية مفادها أن اليهود أكثر ولاءا لإسرائيل من الدول المقيمين فيها، وهو المعتقد الذى روج له القوميون البيض، كما أنه فى العقيدة اليهودية لا يوجد المجئ الثانى للرب.
ورد بيرنى ساندرز، السيناتور الديمقراطى الذى يسعى لخوض سباق الرئاسى إنه شخص يهودى فخور وليس لديه مخاوف بشأن التصويت للديمقراطيين. بينما قال تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ إنه عندما يستخدم ترامب عبارة مجازية كانت مستخدمة ضد الشعب اليهودى على مدار قرون بعواقب وخيمة، فإن يشجع سواء عن قصد أو غير قصد معاداة السامية فى جميع أنحاء البلاد والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة