المكان داخل السيرك القومى، الأنوار خافتة والطبول تدق بصوت مرتفع لتنذرك بقدوم فقرة مليئة بالإثارة والرعب، أصوات دقات قلبك تصل لمن حولك، والإضاءة ترتفع شيئا فشيئا حتى تتضح الرؤية، ليدخل من خلف الستار شاب فى الرابعة والعشرين من عمره، عيناه العميقتان تمتلئ بالغموض والحزن، خطواته ثابتة رغم التمايل يمينًا ويسارًا بمنتهى الخفه إنه فيصل حسن رستم "الراقص مع الثعابين" أحد أبناء رواد السيرك القومى المصرى.
السيرك القومى
رغم سنه الصغيرة كان يدرس ويعمل حتى أتم شهادة الثانوية الفندقية، كان يقدم فقرة من أخطر فقرات السيرك القومى؛ "فيصل" يُراقص الثعابين داخل حلبة السيرك أو "المنيش" كما يسمونه، صورة متحركة من الجمال تبدأ برقصة الأدغال الإفريقية مرورًا بفتح "الراقص" غطاء الصندوق الذى يختبئ فيه ثعبان الكوبرا أخطر الثعابين في العالم، وتبدأ المصارعة من سينتصر على الأخر، هل سيكون "الراقص" هو الفائز ويقبلها قبلة الحياة ويمسكها بفمه ليضعها داخل الصندوق؟ أم ستنتصر هى وتلدغه ويخرج من الـ"منيش" مهزوم، مصارعة قوية تجذبك من بدايتها، ترى من الفائز؟
فيصل يراقص ثعابين الكوبرا
نعود للخلف بضع ساعات قبل عرض الفقرة داخل السيرك، لنلتقى بـ"فيصل" الراقص الذى أبهر الحضور بفقرته يقول لـ"اليوم السابع" فى وصف ثعبان الكوبرا "الكوبرا دى ربنا مديها جمال وسحر غريب جدا، لو وقفت قدامك أكثر من دقيقة ونص هتسحرك بجمالها"، موضحًا سبب عشقه لهذا الحيوان السام قائلًا: لم أخف من الثعبان يومًا، لأنى حين رأيت نور الدنيا كان بجانبي ثعبان داخل المنزل عائلتى تعشق الثعابين وتتقن فن التعامل معها، والدى حسن فيصل رستم ابن فيصل رستم لاعب السيرك ومدرب الثعابين، الذى كان من مؤسسى السيرك القومى في مصر، والدى صاحب الفضل الأول في تعليمى هذه اللعبة الخطرة، عشقت ترويض الثعابين وفن التعامل معها منذ الصغر، أول مرة وفقت فيها لأقدم عرضا كنت في سن السابعة من عمرى وكان والدى بجانبي، أول عرض لى بمفردى وأنا فى سن الثانية عشر وقتها كنت أقدم عروضا خاصة في أحد الفنادق بمدينة الغردقة، أتذكر جيدًا فى هذا السن الصغيرة مر بى حادث أليم، فبدلًا من أن أضحك أنا على الكوبرا ضحكت هى عليا ولدغتنى لدغة كادت أن تقضى بحياتى، حيث مكثت في العناية المركزة ما يقرب من سبعة عشر يومًا وابتعدت عن عملي ثلاثة أشهر، ومن يومها وعاهدت نفسي أن تكون المرة الأخيرة وأن أطوعها لى وأسيطر عليها مهما كان عدد الكوبرا الذى ألعب بهم والتى فى بعض الأحيان قد تصل إلى عشرة.
فيصل والكوبرا
أمل وحيد منذ الصغر كان يراود الحفيد هو أن يعرض فقرته في المكان الذى بناه والده واجداده الـ"منيش" حلبة العرض داخل السيرك القومى وتحقق الحلم وكان عمر الصبى ستة عشر عامًا يقول فيصل: عندما سمعت المذيعة تطلق اسمى اختلطت مشاعرى ما بين السعادة والفرح وكأنى لمست السماء بيدى وما بين الخوف والرهبة من هذا المكان العريق فأنا أقف مكان أجدادى وكان عليا أن أكون على قدر المسئولية، وقد كان من وقتها وحتى يومنا هذا وأنا أقدم فقرة الثعابين بطريقتى الخاصة فبينى وبين ثعابينى لغة معينة تكمن فى العينين وحركة الجسم مع مسافة معينة بالإضافة للتركيز الشديد" لأن الغلطة بفورة".
الكوبرا تلتف برقبة فيصل
يكمل فيصل حديثه"الثعابين بتحس بيا جدًا، أنا لو متضايق الثعبان بيطبطب عليا بيحسنى بيشم ريحتى عارفنى، خاصة أنى أهتم بيه لازم أوفر له نظافته وأكله وشربه وبيئته الصالحة اللى ينفع يعيش فيها وكل ده صعب ومكلف جدًا".
الراقص مع الثعابين
دقائق بسيطة وستارة حمراء تفصل بين "فيصل" وجمهوره، الشاب يقف خلف الـ"منيش" رافعا رأسه للسماء بنظرات الرجاء يطمئن نفسه بحديث ربه في سورة "يس" الآية"9"،" وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" وبجانبه صناديق الثعابين، المذيعة تنادى على اسمه ليدخل فقرته ويؤدى العرض ببراعة شديدة يختمه بقبلة الحياة، ويسمع تصفيق الجمهور الذى يقول عنه "الراقص مع الثعابين": إسعاد الناس ورؤية وجوههم ضاحكة وسماع صوت التصفيق يعطينى إحساس سعادة لا يمكن أن يوصف.
ثعبان الأعصر وفيصل
ويتابع فيصل: من أصعب المواقف التى قابلتنى في حياتى يوم وفاة أمى، كان يفصل بين فقرتى ساعة لا أكثر وجاءنى الخبر وما كان عليا إلا أن قدمت فقرتى وأسعدت جمهورى الذى لا ذنب له بوفاة أمى، ولكن أهلى وعائلتى الكبيرة داخل السيرك القومى لم يتروكنى وكانوا معى لحظة بلحظة فجميعنا هنا عائلة كبيرة.
وينهى فيصل حسن رستم حديثه لـ"اليوم السابع" بأمنيته التى لا تختلف عن أمنيات جميع لاعبي السيرك القومى المصرى أن يمثل اسم مصر في مهرجانات العالم بلعبه مع الكوبرا، وأن يكون بيته الكبير سيرك العالمى ينافس على أفضل سيرك فى العالم، مطالبا بالاهتمام من المسئولين بالسيرك القومى، أما أمنيته الشخصية التى يسعى إليها أن يسجل اسمه كلاعب داخل السيرك القومى المصرى ضمن موسوعة جينيس بفقرة كاملة بالرقص مع أكبر مجموعة من الثعابين "كوبرا" .
الراقص مع الثعابين
ثعبان الأعصر وفيصل اثناء عرض الفقرة
ثعبان الأعصر يصارع فيصل
فيصل مع ثعبان الأعصر
فيصل مع داخل المنيس السرك القومى
فيصل واثعبان لكوبرا
فيصل والثعابين أثناء عرض الفقرة
فيصل يحاول تقبيل الكوبرا
فيصل يراقص ثعابين الكوبرا
فيصل يراقص ثعبان الاعصر
فيصل يسعد الجماهير اثناء عرض الفقرة
فيصل يعطى الكوبرا قبلة الحياة
فيصل يمسك بالكوبرا
يركز فى عين الكوبرا
يفصل يركز فى عين الكوبرا
عدد الردود 0
بواسطة:
د فوزى لاشين
ينبغى الاهتمام بهؤلاء وغيرهم من المحترفين
على الجهات المسؤله فى الدوله الإهتمام بهؤلاء المحترفين اللذين يملكون قدرات خاصه فى هذه المجالات وغيرها وتشجيعهم وتحفيزهم حيث أنهم هم من يرفعون إسم مصر داخليا وخارجيا المهم يكون الإهتمام بكل ذى موهبه او خبره إحترافيه فى أى مجال فى مصر تحياتى لجميع المسؤلين ممثله فى معالى رئيس الجمهويه حيث يوجه سيادته الإهتمام بهؤلاء المحترفين والخبراء فى كل المجالات الفنيه والإستعراضيه وكل من يرفع اسم مصر عالميا د فوزى لاشين استاذ الكمياء الحيويه المساعد