بالرغم أنه فى النهاية يصنف ضمن المستشفيات الحكومية، والمعتاد أن المرضى لا يثقون أحيانا فى مثل تلك الأماكن، ويلجأون إلى المستشفيات الخاصة، إلا أن تلك الفكرة تغيرت وانهارت بشكل كبير داخل مستشفى سوهاج الجامعى، وأصبح هو الملاذ الأول والأخير وخاصة فى الحالات الخطرة والتى ترفض المستشفيات الأخرى استقبالها، فالعاملون بها من أطباء وأطقم تمريض يتحدون المخاطر ويحققون معجزات من الصعب أن تتحقق ويعيدون الأمل والحياة لهذه الحالات من جديد.
"اليوم السابع" من خلال المتابعة لأخطر العمليات الجراحية التى تمت بمستشفى سوهاج الجامعى والتى شكلت حراكا فى الأوساط الطبية من الناحية وبين جمهور المواطنين من ناحية أخرى، وأثبتت أن المستشفيات الحكومية بها كفاءات غير عادية تعمل وبالمجان وتقدم الخدمة دون أن تنتظر مقابل، فكل هذا يتم ضمن خدمات العلاج على نفقة الدولة.
الحالة الأولى التى نجح أطباء مستشفى سوهاج الجامعى فى علاجها وتحقيق إعجاز طبى كبير كانت لطفل يعمل بورشة لإصلاح الدرجات البخارية بمركز ومدينة طهطا شمال محافظة سوهاج بإحدى القرى، هذا الطفل قرر أن يساعد والده فى فترة الإجازة الصيفية فالتحق بالعمل فى ورشة وأثناء قيام صاحب الورشة بطلب الزاوية الحديدية فما كان من الطفل إلا الإسراع وإحضارها، وعند ذلك سقط أرضا واستقرت الزاوية الحديدة داخل عينه اليسرى.
فى البداية يقول والد الطفل ما حدث كان لطفا من الله سبحانه وتعالى وحرفية عالية من الأطباء بالمستشفى الجامعى، حيث إن إصابة ابنى كانت غير عادية لأن زاوية حديدية مستقرة بعينه وكل من ينظر إلى الوضع يقف مكتوف الأيدى ولا يستطيع أن يقدم شيئا لنا، وتم تحويلنا للمستشفى الجامعى والذى تم استقبال الحالة فيه من الوهلة الأولى والتعامل معها بشكل غير طبيعى فريق طبى كبير تجمع حول الحالة من كافة الأقسام وتم وضع تصور من كل قسم على حدا، ليكون التقرير النهائى وقرروا دخول ابنى للعملية والتى استمرت ما يقرب من 6 ساعات متواصلة وتم إجراء العملية واستخراج الزاوية الحديدة، ابنى فقد عينه ولكن لم يفقد حياته والآن يمارس حياته بشكل طبيعى.
ومن جانبه قال الدكتور حسان النعمانى عميد كلية الطب بجامعة سوهاج أنه تم إجراء التدخل الجراحى اللازم للحالة على الفور بقياده فريق جراحى المخ والأعصاب وتم تسليك ما حول الزاوية الحديدة من شرايين وأورده المخ وتم استخراج الزاوية الحديدة وتم الحفاظ على المراكز الحيوية والهامة بالمخ وذلك باستخدام الميكرسكوب الجراحى وقد استغرقت الجراحة قرابة الــ6 ساعات وتم الانتهاء منها الساعة السادسة صباحا، والمريض فى حالة وعى كامل وحركة الأطراف كاملة وطبيعية.
ومن جانبه أوضح الدكتور حمدى سعد الخواجة مدير مستشفى سوهاج الجامعى، أن المستشفى يستقبل على مدار الشهر أكثر من 30 ألف حالة مرضية ما بين حالات بالعيادات الخارجية وأقسام الاستقبال ليس من محافظة سوهاج فقط بل من المحافظات المجاورة بقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر وجميع الحالات يتم التعامل معها باحترافية وحالة الطفل الذى دخل بعينة زاوية حديدية لم تكن الحالة الأولى ولن تكون الحالة الأخيرة فقد أستقبل مستشفى سوهاج الجامعى حالة إصابة شاب إصابة خطيرة فى مشاجرة بمحافظة قنا حيث تمكن فريق طبى من قسم جراحة القلب والصدر بالمستشفى الجامعى من إنقاذ حياة شاب يبلغ من العمر 29 سنة، عقب إصابته بدخول جسم حاد فى الرقبة وممتد بداخل الصدر، بعد تردده على العديد من المستشفيات العامة والخاصة.
وتم إجراء عدد من الإشعات والفحوصات الطبية فور وصول المصاب والذى يدعى ا. ح. م 29 سنة، مقيم بمركز نجع حمادى، محافظة قنا، حيث تبين وجود جسم حاد، بحوار القصبة الهوائية وشرايين الرقبة الرئيسية.
وتقرر إجراء جراحة عاجلة أجراها الدكتور عصام البدرى أستاذ مساعد جراحة القلب والصدر، والفريق الطبى المعاون، وهيئة التمريض، لاستخراج الجسم الغريب والسيطرة على النزيف من الشرايين الرئيسية الذى قد ينتج من استمرار وجوده بالداخل، حيث تبين وجود جسم زجاجى مخترق الرقبة والمنطقة العلوية من الصدر تم استخراجه بنجاح والشاب بحالة جيدة بعد 4 ساعات مستمرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة