السوشيال ميديا عالم نعتقد أننا نعرف عنه الكثير، ولكن الحقيقة أن هناك جوانب مظلمة لا يعلم عنها سوى مستخدميها، فلم يعد الأمر يقتصر على مجرد تصفح وتبادل الأحاديث بين الناس على حسابات سرية ومغلقة، ولكن خرج من قلب مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة "بيزنيس" خاص، تدور حوله الشكوك فبطرق شرعية وأحيانًا غير شرعية استغل البعض قوة السوشيال ميديا فى جمع المال، مثل اليوتيوبرز، الذي يعملون لحساب موقع الفيديوهات الأشهر فى العالم "يوتيوب"، من خلال الاتفاق على بث عدد ساعات متفق عليها، ومقابلها يحصلون على مئات من الدولارات وكثيرًا تصل إلى الآلاف، ولم يتوقف الأمر أو "البيزنس" عند اليوتيوب وحسب، بل فتحت السوشيال ميديا أذرعها لعالم جنى المال، فتلاه فيس بوك ومؤخرا إنستجرام، وتحولت "الفلوج" أو تصوير الفيديوهات السطحية ونشرها وظيفة لمن ليس له وظيفة.
ولكن كل ما سبق هو مجرد محاولات معلنة لكسب المال نتفق أو نختلف معها ولكنها تظل معلنة وواضحة، فى ظل ظهور منصات أخرى مبهمة لا يعلم عنها سوى من قرر اقتحامها إما بهدف الدفع مقابل التسلية أو الكسب مقابل أى شىء يطلب منك مهما كان.
وفى هذا التقرير سنقتحم عالم "الأبلكيشن" المنتشر مؤخرًا فى مصر، الذى يهدف إلى جمع عدد ساعات لايف من المتصلين فى مقابل تقديم خدمة غريبة من نوعها "وهى الرغى" نعم الرغى وتضيع الوقت مع العميل هو هدف مجموعة من التطبيقات الصينية التى انتشرت فى مصر مثل "hamo live/Mico Live/ Live me" وغيرها من التطبيقات التى سنتحدث عنها باستفاضة خلال التقرير، والتى لم نكتفِ بعرضها وحسب إنما استندنا إلى شهود عيان سيرون لنا تجربتهم مع التقديم على وظيفة فى أحد هذه التطبيقات.
فحكت لـ"اليوم السابع" شاهدة عيان (أ.ج) قصتها مع أبليكيشن "هامو لايف"، التى تعرفت عليه من أحد أصدقائها عندما كانت تبحث عن وظيفة مناسبة براتب مجزٍ، فعلمت أن هناك شركة مصرية صينية توجد بالقاهرة وتمنح راتب 5 آلاف دولار شهريًا، مقابل العمل يوميًا لمدة 8 ساعات أمام الكاميرا، تتحدث خلالها مع عملاء الأبليكيشن، فى جميع المواضيع المطروحة من قبل جمهور التطبيق، خاصة أن هذا التطبيق لديه صالات مغلقة، يحمل كل منها عشاق موهبة ما، كالموسيقى وآلات العزف، وآخرون ممن فقط يبحثون عن الدردشة، والغريب فى الأمر ان هذا الأبليكيشن يمكن أن تكون المحادثات خلاله علنية، بحيث يطلع عليها كل مستخدمو التطبيق، كما يوجد خاصية طلب المحادثة السرية، فبعد أن تتعرف على العميل وتتحدث أكثر معه، يمكنه أن يطلب البقاء معك فى محادثة مغلقة لا يطلع عليها باقى أعضاء التطبيق.
كما توجد شروط مختلفة للالتحاق بالعمل فى هذا التطبيق، فأنت يمكنك أن تعمل داخل أستوديو مقر الشركة، وتحاسب خلال هذا النظام بعدد الساعات التى تعملها، وكلما نجحت فى أن تتحدث مع عدد زبائن أكثر، كلما زاد مرتبك فى نهاية الشهر، كما توجد إمكانية العمل من المنزل من خلال نظام الحساب على تارجيت الزبائن، والعمل بهذا النظام يُضع له حد أدنى 40 ساعة عمل فى الـ20 يوما، فشطارتك تتحدد على قدرتك فى جذب كم أكبر من الزبائن خلال فترات عملك، والتقديم لهذه الوظيفة يكون عن طريق فتح لايف لكل المتقدمين، لتبدأ الإدارة فى مشاهدة الجميع، ومن ثم اختيار الموظفين من بينهم.
1
وقالت شاهدة العيان: "اضطرتنى الظروف إلى البحث عن وظيفة براتب شهرى كبير، الأمر الذى دفع أحد أصدقائى بنصيحتى بالتقديم فى هذا التطبيق من أجل الحصول على 5000 دولار شهريا، وبالطبع المبلغ مغرى جدًا، ولكن فى نفس الوقت مقلق لأن ما هى الوظيفة وما هى إمكانيات المتقدم لها التى تؤهله للحصول على هذا المبلغ من المال،.. هل الشهادة؟ هل الخبرة؟ هل اللغة؟.
وتابعت: كلها أسئلة دارت برأسى ولكن الإجابة كانت مختلفة تمامًا عما توقعت، فلا الشهادة ولا اللغة ولا حتى الخبرة كافية للالتحاق بهذه الوظيفة، إنما الشكل والقدرة على تجاذب أطراف الحديث وخلق موضوعات مع مستخدمى هذا التطبيق سواء داخل مصر أو خارجها خاصة منطقة الخليج، وحدها القدرات والإمكانيات التى تؤهلك للحصول على هذا المبلغ من المال.
وأضافت: وعلى الرغم من أن الشكوك دبت فى قلبى وعقلى، ولكن فضولى دفعنى لاستكمال التجربة، وقررت الذهاب للمقابلة فى مقر الشركة بالقاهرة" وبالفعل جلست مع المدير الذى تحدث إلى واطلعنى عن طبيعة العمل، وهى إما أن اعمل من المنزل أو بساعات عمل محددة من المقر، وكلما جذبت العميل للحديث معى بأى طريقة لاستكمال الاتصال "الفيديو كول" زادت نسبتى من فاتورة الاتصال أو من أجر المكالمة والمقدرة الساعة بها بحوالى "5 دولارات" للعاملة أو الموظفة، لذلك كلما نجحت فى إطالة مدة الاتصال، أو كونت علاقة شخصية مع المتصل تجعله يكرر هذا الاتصال مرة وأخرى زادت نسبتى وفقا لزيادة ربح التطبيق.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعرض لى مجموعة من صور الفتيات أو الموظفات المثيليات اللاتى يحققن ربح أعلى، وهنا كانت الصدمة، لأن الصور كانت لفتيات يستعرضن أجسادهن بشكل أو بطريقة غير لائقة، لا استطيع القول أنها صور عارية، ولكن الأوضاع غريبة على أن تكون موظفة مثالية.
وأنهت "أ.ج": حديثها: وبعد متابعتى للفيديوهات وكم السفه والجرأة التى بها والسطحية والهيافة أحيانًا، شعرت بأن هناك جانبًا خفيا لم يظهر لى بعد، وأن الـ 5000 دولار ستكون للموظفة المثالية من وجهة نظرهم والتى لا تتوافق تمامًا مع حدود اللياقة والأدب، فالله وحده أعلم بما يدور بغرف المحادثات السرية، فإذا كان هذا يحدث فى العلن، فماذا إذن يحدث فى السر؟!.
وبعد الاستماع إلى حديث الشاهدة جاء دورنا للاستفسار من الجهات المعنية عن ماهية تقنين هذه الأوضاع أو التطبيقات فى مصر، وعن سبل إصدار التصاريح اللازمة، وهل هذه الأعمال تحت عين الرقابة فى مصر، أم أنها مازالت بعيدة عن ضوء القانون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة