أمنا حواء مخلوقة من إيه؟.. عند الهنود "كوكتيل" من رقة النسيم وخبث الأفعى.. وشريرة عند اليونان: أخذت من الكلب قلبه ومن الثعلب عقله.. والأديان: من آدم "النائم".. وعند السنة: من ضلع أعوج.. والشيعة: من فضلة الطين

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019 01:00 م
أمنا حواء مخلوقة من إيه؟.. عند الهنود "كوكتيل" من رقة النسيم وخبث الأفعى.. وشريرة عند اليونان: أخذت من الكلب قلبه ومن الثعلب عقله.. والأديان: من آدم "النائم".. وعند السنة: من ضلع أعوج.. والشيعة: من فضلة الطين صورة تعبيرية لـ آدم وحواء
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتقد البعض أن السؤال عن خلق حواء بسيط وسهل، لكنه فى الحقيقة ليس كذلك، فمدى الاختلاف فيه كبير جدا، الأديان تقدم تصورا، والحضارات القديمة تقدم تصورا آخر، وحتى كتب التنمية البشرية له تصور ثالث.

الحضارات القديمة

تقول "نبال زيتونة" فى دراسة لها بعنوان "دونيّة المرأة فى الأساطير: فى البدء كانت الأسطورة" لم يقتصر التمييز بين الرجل والمرأة على العقاب، بل تجسّده الأسطورة فى عملية الخلق أيضاً، تقول الأسطورة الهنديّة: إن الإله الأكبر، وبعد أنّ أتمّ خلق الأشياء من أرض وسماء وماء وزهر ونبات وحيوان، يعمد إلى خلق الإنسان ليستريح من عناء العمل الجبّار، وعلى هامش عملية الخلق تلك يقرّر خلق شريك للرجل يؤنس وحدته ويسلّى عنه الهموم، لكنه استنفد كلّ مواده، فمن أين سيأتى بالمادة الأوليّة، يحتار بدايةً ثم يقرّر أن يأخذ شيئاً من كل الأشياء التى خلقها ويمزجها لتكون المرأة، فأخذ من البان قوامه، ومن النسيم رقّته ومن الأفعى خبثها، ومن الأرنب وداعته، ومن الطاووس غروره، ومن الماس صلابته، ومن العسل حلاوته، ومن العلقم مرارته، ومن النار حرارتها، ومن الحمام هديله، ومن الببغاء ثرثرتها، فكانت المرأة التى أهداها للرجل لتؤنس وحدته وتضفى البهجة على حياته.
 
 
وتقول أسطورة "المرأة النقمة" (باندورا) فى الثقافة اليونانية، إنّ زيوس كبير الآلهة يقرّر الانتقام من بروميثوس الذى سرق النار وأعطاها للإنسان، فيكلّف "فولكانو" إله النار بصنعها مستخدما فى ذلك الماء والتراب، ويطلب من آلهة الأولمب أن تضع لمساتها عليها، تمنحها فينوس الجمال، ومينرفا بعض الذكاء، وتعطيها لاتونا قلب كلب، ونفس لص، وعقل ثعلب.. ويرسلها إلى برومثيوس.. كان مجتمع الأرض من الرجال سعيداً قبل هدية ملك الأولمب.
 

خلق المرأة فى الأديان

البداية مع اليهودية

تذكر التوراة، أن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام، خلق فى اليوم الأول النور، وفى اليوم الثانى السماء، وفى اليوم الثالث الأرض والبحار، وفى اليوم الرابع القمر والنجوم، وفى اليوم الخامس الطيور والأسماك، وفى اليوم السادس الكائنات الحية، الحيوانات والبهائم والوحوش والزواحف ثم قال الله "لنصنع الإنْسان على صورتنا، كمثالنا، فيتسلّط على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى الأَرض، وعلى كل زاحفٍ يزحف عليها، فخلق الله الإنسان على صُورته. على صورة الله خلقه، ذكرًا وأُنثَى خلقهم". 

وقد (جبل الرب الإله آدم من تراب الأَرض ونفخ فى أَنفه نسمة حياة، فصار آدَم نفسًا حيّة، وأقام الرّب الإِله جَنَّة فى شَرقى عَدْن ووضع فيها آدم الذى جبله)، وغرس الله، فى وسط الجنّة التى وضع فيها آدم، شجرتى الحياة، ومعرفة الخير والشَّرّ، وكان نهر يجرى فى جنة عَدن ليَسقيها.

ثم يخاطب الرب نفسه فيقول: (ليس مُستحْسنًا أن يبقى آدم وحيدًا. سأَصنع له معينًا مشابهًا له) لذا (فأوقع الرب الإله آدم فى نوم عميق، ثم تناول ضلعًا من أَضلاعه وسَدّ مكانها باللَّحم، وعمل من هذه الضِّلع امرأَة أحضرها إلى آدم). 
 
 

فى الإسلام

لكن عند دخولنا إلى الإسلام، سنفاجأ أن خلق المرأة واحدة من القضايا الخلافية بين السنة والشيعة، فبينما يؤكد السنة أنها مخلوقة من "ضلع أعوج" معتمدين على عدد من الأحاديث النبوية منها، فى الصحيحين، عن ميسرة الأشجعى، عن أبى حازم، عن أبى هريرة، عن النبى أنه قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شىء فى الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً". وفى حديث آخر: "خلقت المرأة من ضلع عوجاء". 

المرأة عند الشيعة

 
يذهب أهل الشيعة إلى رأي آخر، وينقلون عن كتبهم أن  أبو عبد الله الصادق سئل عن خلْقِ حوَّاء وقيل له إنَّ أُناساً عندنا يقولون: إنَّ الله عزَّ وجل خلَقَ حوَّاء من ضلع آدم الأيسر الأقصى فقال "سبحان الله وتعالى عن ذلك علوَّاً كبيرا، أيقولُ مَن يقول هذا إنَّ الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلقُ لآدم زوجةً من غير ضلعه، وجعل للمتكلِّم من أهل التشنيع سبيلاً إلى الكلام، يقول: إنَّ آدم كان ينكحُ بعضُه بعضا إذا كانت من ضلعه، ما لهؤلاء! حكَمَ اللهُ بيننا وبينهم ثم قال: إنَّ الله تبارك وتعالى لمَّا خلق آدم من الطين وأمر الملائكة فسجدوا له ألقى عليه السُبات -النوم- ثم ابتدَع حوَّاء".
 
وروى العيَّاشى فى تفسيره عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال: سألتُ أبا جعفرٍ الباقر من أى شئٍ خَلقَ اللهُ حوَّاء؟ فقال: أى شىءٍ يقولُ هذا الخلق؟ قلتُ: يقولون: إنَّ اللهَ خلقها من ضلعٍ من أضلاع آدم فقال: كذبوا، كان يُعجزُه أنْ يخلقها من غير ضلعِه؟! فقلتُ: جُعلتُ فداك يا ابن رسول الله (ص) من أى شيءٍ خلقَها؟ فقال أخبرنى أبى عن آبائه قال: قال رسولُ الله (ص): إنَّ الله تبارك وتعالى قبض قبضةً من طين.. فضلت فضلةً من الطين فخلقَ منها حوَّاء".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة