نجحت وزارة قطاع الأعمال العام فى الدخول بقوة فى مجال تحديث وتطوير الصناعات الثقيلة فى القطاع، خاصة صناعة الصلب التى تعد من الصناعات القوية فى الشركة القابضة للصناعات المعدنية.
وترتكز استراتيجية وزارة قطاع الأعمال على تطوير شركات الدلتا للصلب والحديد والصلب والسبائك الحديدية ومصر للألومنيوم كأولوية بجانب تحسين أوضاع بقية الشركات.
وفى هذا الأطار، أكد الدكتور مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، أنه سيتم ضخ استثمارات تصل لنحو 15 مليار جنيه فى شركتى مصر للألومنيوم، والدلتا للصلب.
وقال مدحت نافع لـ«اليوم السابع»، إنه سيتم إنشاء مشروع جديد لزيادة الطاقة الإنتاجية لشركة مصر للألومنيوم بحوالى 250 ألف طن سنويا، لتصل إجمالى الطاقة السنوية لنحو 570 ألف طن سنويا، مشيرًا إلى أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تصل إلى 13.9 مليار جنيه.
وحول تطوير شركة الدلتا للصلب، أشار نافع إلى أنه سيتم تأهيل وتطوير الشركة لإنتاج نحو 500 ألف طن سنويا من البليت، بجانب إنشاء مسبك جديد لإنتاج 10 آلاف طن سنويا بتكلفة إجمالية تصل لنحو 810 ملايين جنيه، وسيتم تدشين المرحلة الأولى أكتوبر المقبل، مؤكدا أنه جار دراسة حالة عدد من الشركات منها ميتالكو، والنصر للمواسير والنصر للمطروقات، ومصانع النحاس المصرية بحيث يتم طرح عمليات التطوير فى مناقصات عالمية بعد انتهاء الدراسات حولها بهدف ضمان جدوى ضخ الاستثمارات.
وأضاف رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية أنه تفقد مؤخرا شركتى النصر للتعدين بأسوان وشركة السبائك الحديدية، حيث تم افتتاح مركز التدريب الخاص بالشركة بعد تجديده وتزويده بمختلف وسائل التدريب الحديثة، ليساهم فى رفع كفاءة العاملين وتحسين مهاراتهم كما يساهم بدور حيوى فى بلورة جانب من المسؤولية المجتمعية للشركة فى محيطها الإقليمى، وكذلك تم افتتاح وحدة جديدة لتكسير وغربلة الفيروسيلكون بتكلفة قدرها نحو 15 مليون جنيه، وبطاقة 200 طن/ساعة لفرز خمسة أحجام من الفيروسيلكون صعوداً من 100 طن/ساعة وفرز «3» أحجام فقط كانت تنتجهم وحدة التكسير المتوقفة، ومن المقرر أن تحقق الوحدة الجديدة وفرًا قدره حوالى 4 ملايين جنيه سنويًا نتيجة الحد من الاعتماد على عمالة المقاول.
وأوضح نافع أن الجولة شملت زيارة تفقدية لأفران الشركة وعنبر الغازات والميناء النهرى وانتهت بزيارة للمعامل المركزية الحاصلة على أعلى درجات الاعتماد من الجهات الدولية، والتى تم فتحها طوال العام للتفتيش من قبل الشركات المستوردة فى اليابان وأوروبا والولايات المتحدة.
وحول تطوير شركة الحديد والصلب، أكد رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية، أن هناك لجنة مختصة تقوم حاليًا بتقييم كل قطاعات شركة الحديد والصلب، حرصًا على الشركة، وبهدف وقف نزيف الخسائر.
وقال نافع إن الملف المهم الذى نعمل عليه حاليا، هو رفع تركيز خام الحديد من 52% حاليا إلى نحو 62%، والوصول إلى المعدل العالمى، وبالتالى هذا يقلل نسبة الشوائب فى الخام بشكل كبير مما يقلل من تكلفة تصنيعه ويقلل من استهلاك الطاقة.
وأشار رئيس القابضة للصناعات المعدنية إلى أن خام الحديد موجود فى المناجم بالواحات، وهو بمثابة ثروة استراتيجية للشركة تميزها عن بقية الشركات.
وكشف نافع، أنه تم إرسال عينات الخام للتحليل فى معامل عالمية فى كندا وألمانيا، وهى معامل محايدة للتأكد من جدوى تطوير المناجم وتكلفة التطوير وانعكاسه على الشركة وتنافسية منتجاتها.
وأوضح رئيس القابضة للصناعات المعدنية أن الشركة أنشئت لاستغلال خام الحديد فى أسوان، وتبين بعد ذلك عدم صلاحيته، وبالتالى فإن ملف المناجم مهم للغاية، وسيكون فاصلا فى تحديد مستقبل الشركة، موضحا أنه من المنتظر تطوير وتحديث الشركة بهدف زيادة الإنتاجية تدريجيا للوصول إلى نحو 1.2 مليون طن سنويا بنفس التكنولوجيا المستخدمة حاليا فى الشركة.
وقال نافع، إننا كقابضة معدنية حريصون على شركة الحديد والصلب والعاملين فيها، وعلى تحديثها وإجراء الصيانات الدورية بانتظام مع استغلال الثروات المتاحة، موضحا أن العروض التى تقدمت لتطوير الشركة لم ترق إلى الشروط المتعلقة بتطوير كيان كبير مثل الحديد والصلب، ولا تتوافق مع شروط المناقصة.
وأضاف أن الشركة تقوم بأعمال الصيانة بصورة منتظمة بجانب السعى لتخفيض الخسائر السنوية لها، خاصة أن الخسائر نتيجة تراكمات من سنوات سابقة وعدم تسديد مستحقات الغاز والكهرباء، لسنوات طويلة بجانب تقادم الآلات، علاوة على إهمال تدريب العمال والاستثمار فيهم.
وفيما يتعلق بتطوير شركة مصر للألومنيوم، أكد الدكتور مدحت نافع، أن دراسات إنشاء محطة طاقة شمسية فى صحراء «الهو» القريبة من شركة مصر للألومنيوم بنجع حمادى مستمرة.
وأضاف أن المحطة الشمسية التى ستقام بعد انتهاء الدراسات فى صحراء « الهو»، بعد اكتمال تشغيلها ستوفر فقط 15% من احتياجات شركة مصر للألومنيوم، إحدى الشركات التابعة من الكهرباء، موضحا أن الدراسات ستحدد مساحة المحطة، إما على 6 كيلومترات أو 12 كيلومترا لإنتاج إما 300 ميجاوات، أو 600 ميجاوات.
وقال نافع إن الشركة لا تمانع فى الحصول على الكهرباء من محطة بنبان الشمسية، لكن احتياجات الشركة أكبر بكثير، لافتا إلى أن مسألة تسعير الكهرباء الجديدة، والتى ستؤثر بالسلب على مصر للألومنيوم لم يتم حسمها مع وزارة الكهرباء حتى الآن.
وبدورها، أعلنت شركة مصر للألومنيوم، عن المؤشرات المالية عن الفترة المنتهية فى 30 يونيو لعام 2019، وبلغ حجم الإيرادات 12.2 مليار جنيه مقابل 13.5 مليار جنيه خلال الفترة المماثلة من العام الماضى بنسبة انخفاض 11%، وبلغ صافى الخسارة بعد الضريبة من 559 مليون جنيه إلى 2.7 مليار جنيه بنسبة انخفاض 353%.
وأرجعت شركة مصر للألومنيوم، انخفاض الربحية 353% إلى ارتفاع تكلفة الطاقة الكهربائية ومستلزمات الإنتاج الأخرى خلال الفترة من يوليو لعام 2018 حتى 30 يونيو لعام 2019، وانخفاض السعر الأساسى للمعدن ببورصة المعادن العالمية بلندن خلال الفترة المماثلة، بالإضافة إلى انخفاض سعر صرف الدولار.
كما كشفت بيانات شركة مصر للألومنيوم، أنها تستهدف تحقيق صادرات تقدر بـ 7.2 مليار جنيهن لكمية منتجات تبلغ 156.7 ألف طن.
وحققت الشركة صادرات العام المالى الماضيين بلغت 188.4 ألف طن، بقيمة 8 مليارات جنيه، فيما حققت خلال النصف الأول المالى 06.4 ألف طن بقيمة 5 مليارات جنيه كصادرات.
وبحسب بيانات الشركة فإنه بلغت المبيعات المحلية العام المالى الماضى 5.5 مليار جنيه لكمية بلغت 128.6 ألف طن، وفى النصف الأول من العام الجارى بلغت 2.21 مليار جنيه لكمية 45.7 ألف طن، ومن المستهدف تحقيق مبيعات محلية تقدر بـ4.4 مليار بنهاية العام المالى الجارى لكمية 98.5 ألف طن.
وتستهدف الشركة فى العام المالى المقبل تحقيق مبيعات تصل لـ6.7 مليار جنيه، لكمية منتجة تقدر بـ151.2ألف طن.
وفيما يتعلق بالأرباح بلغت العام الماضى 2.7 مليار جنيه، وحققت الشركة فى النصف الأول مبلغ 758.3 مليون جنيه، فيما تستهدف بنهاية العام الجارى601 مليون جنيه، فيما لأول مرة ستحقق الشركة خسائر تبلغ 342 مليون جنيه العام المالى المقبل نتيجة ارتفاع أسعار الكهرباء.
كما خصصت الشركة خلال العام المقبل 2019-2020 نحو 300مليون جنيه لأعمال التطوير.
وفيما يتعلق بتطوير شركة الدلتا للصلب، نجحت جهود وزارة قطاع الأعمال العام فى انتشال شركة الدلتا للصلب من الغرق فى بحر الخسائر وتحويلها لشركة واعدة تساهم بشكل مناسب فى صناعة الصلب فى مصر، فالشركة التابعة للقابضة للصناعات المعدنية التى تأسست عام 1947، بحسب البيانات المالية خسرت خلال آخر 3 سنوات نحو 160 مليون جنيه، مما استدعى سرعة تطويرها وتحديثها.
ومن جانبه، قال المهندس محمود حسنين الفقى، رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للصلب لـ«اليوم السابع»، إنه تم الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى للتطوير، والتى سترفع الطاقة الإنتاجية من 40 ألف طن إلى نحو 250 ألف طن بليت، سيتم زيادتها إلى 500 ألف طن بليت فى 2020.
وأضاف أن مشروع التطوير سيقود الشركة لتلافى كل الخسائر، بل وسيزيد مساهمتها فى سد فجوة البليت فى مصر، لافتا إلى أنه جار تطوير المسبوكات أيضا لإنتاج 10 آلاف طن بدلا من 2000 طن حاليًا.
وقال رئيس شركة الدلتا للصلب، إن مشروع التطوير بجانب الاهتمام الكبير بالمنشآت والماكينات يركز على تحسين البيئة وعلى الاهتمام بالعنصر البشرى من النواحى الصحية والمالية والفنية أيضًا، مشيرًا إلى أن الشركة كانت متوقفة تمامًا منذ عام تزامنًا مع إجراء 3 مشروعات تطوير فى وقت واحد.
وحول تفاصيل المشروع الجديد، قال محمود الفقى إنه يتضمن مضاعفة الطاقة الإنتاجية من بليت الصلب نحو 12 مرة ليصبح 500 ألف طن بليت سنويًا، إلى جانب مضاعفة إنتاج المسبوكات نحو 10 مرات الطاقة الحالية لتصبح 10 آلاف طن.
كما يتضمن المشروع الجديد بنية تحتية متكاملة، مع توفير حماية وبيئة عمل مناسبة، فضلًا عن مراعاة التوافق التام مع الاشتراطات والمعايير البيئية، وتوفير استهلاك الطاقة بنحو 40%، وذلك بتكلفة إجمالية للمشروع تقدر بـ700 مليون جنيه.
وأضاف أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع فى منتصف أكتوبر المقبل، وذلك بإضافة خط إنتاج 250 ألف طن من البليت للاستخدام فى إنتاج حديد التسليح لأغراض البناء والإنشاءات المدنية، حيث تم اختيار أحدث معدات الإنتاج فى العالم ليكون قادرا على إنتاج صلب كربونى عالى الجودة والمنافسة فى الأسواق، بما يحقق أقل تكلفة للمنتج وأعلى جودة، وأعلى إنتاجية، وأقصى قدرة على التنوع فى استخدام الخامات، وأقل استهلاك الطاقة، كما تم تدعيم القواعد، وإنشاء قواعد الأفران الجديدة، ورفع كفاءة الأوناش.
وقال محمود الفقى تتضمن الأعمال توسعات فى الأفران وزيادة إنتاج البليت إلى 500 ألف طن بدلًا من 50 ألف طن حاليًا وبالفعل العمل يجرى حاليًا على ذلك والمعدات تصل للشركة ومن المتوقع بدء أولى مراحل الإنتاج فى شهر أكتوبر المقبل لإنتاج 250 ألف طن كمرحلة أولى.
وأوضح رئيس شركة الدلتا للصلب، أن وزير قطاع الأعمال العام تفقد مؤخرا أعمال التطوير وعمليات الإنتاج من أفران الصهر «فرن الحث الكهربائى بدلا من اليدوى»، وفرن تنقية ومعالجة المعدن المنصهر، وماكينة الصب المستمر، وكذلك مراجعة مدخلات إنتاج الصلب مثل الطاقة الكهربائية والغاز والجير الحى و«الفلسبار أو الدولوميت» والخردة، إضافة إلى الوحدات المساعدة من محولات ووحدة الأكسجين ومعالجة وتوزيع المياه الصناعية، وضواغط الهواء، وتخفيض وقياس الغاز، تجميع وتبريد الخبث، ومعامل الصلب ومحطة المياه، والصيانة، وتصنيع قطع الغيار، ومكافحة الحريق ومحطة الطوارئ لتوفير الكهرباء.
كما تابع الوزير الموقف التنفيذى للمشروع، حيث تم استلام المعدات من إحدى الشركات الصينية وعمل الاختبارات اللازمة من خلال مكتب دولى، كما تم إنجاز 90% من الأعمال المدنية، وتجديد وتقوية الهياكل المعدنية، حيث يجرى حاليًا تركيب المعدات على أن تبدأ تجارب التشغيل نهاية سبتمبر المقبل.
وقال محمود الفقى إن الوزير أشاد بمعدلات الإنجاز والجهود المبذولة فى التحديث من إدارة الشركة والشركة القابضة والاستشاريين، وبالعاملين البالغ عددهم 750 عاملا والذين قاموا بجهود ذاتية فى الأعمال التكميلية للمشروع بما يؤكد قدرة العمل المصرى على الإنجاز، فما يتحقق على أرض الشركة من تحديث شامل يوصف «المعجزة»، والذى من المتوقع أن يحول الشركة من خسائر سنوية حوالى 50 مليون إلى ربحية نحو 150 مليون جنيه.
ومن المقرر وفقا للجدول الزمنى للمشروع انتهاء المرحلة الثانية والتى تشمل خط إنتاج 250 ألف طن بليت فى يونيو 2020، إضافة إلى خط إنتاج مسبوكات صلب وزهر حيث تم طرح مناقصة عالمية فى مارس الماضى وجار حاليا البت فى العروض المقدمة ومن المتوقع الانتهاء من هذا الخط خلال عام ونصف.
وقال المهندس خالد الفقى عضو مجلس إدارة القابضة المعدنية رئيس النقابة العامة للصناعات الهندسية، إن ما تم من تطوير فى شركة الدلتا للصلب بمثابة الشرارة الأولى والثمرة الأولى لبرنامج إصلاح قطاع الأعمال العام الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وأضاف خالد الفقى لـ«اليوم السابع» أن الرئيس حدد 3 لاءات تتعلق بقطاع الأعمال العام وهى لا بيع، لا خصخصة، لا تصفية، وركز على التطوير، وبالفعل هناك حركة تطوير كبيرة من ثمارها تطوير شركة الدلتا للصلب.
وأوضح خالد الفقى أن النجاح فى تطوير شركة الدلتا للصلب يعطى أملا كبيرا لتطوير شركة الحديد والصلب بنفس الطريقة، خاصة أن الحديد والصلب قلعة صناعية كبيرة، ولابد من الحفاظ عليها من أجل اسم مصر، ومن أجل زيادة الطاقة الإنتاجية فى الصلب وبالتالى دخول المنافسة العالمية علاوة على الحفاظ على الطاقات فى الشركة والفنيين الأكفاء فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة