عاد من جديد، اسم "بن لادن" إلى صدارة المشهد مرة أخرى، وذلك بعدما أعلن مسئولون أمريكيون اعتقادهم بأن حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق قد قتل عن عمر ثلاثين عاما، دون أن يقدموا تفاصيل عن الكيفية التى توفى بها، الأمر الذى يثير تساؤلات كثيرة، منها هل سيتأثر تنظيم القاعدة بموت نجل زعيم تنظيمه؟.. وهل كان لحمزة بن اسامه بن لادن مهام داخل تنظيم القاعدة ستؤول لغيره بعد رحيله؟ وماذا تبقى من تنظيم القاعدة؟
فى هذا السياق قال الشيخ نبيل نعيم مسئول تنظيم القاعدة فى مصر فترة التسعينيات وكان مشهورا باسم "ذراع أيمن الظواهرى" إنه عندما كنت منتميا لتنظيم القاعدة كان حمزة بن لادن طفل صغير جدا.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "حمزة بن لادن لم يكن له أى دورا فى إدارة تنظيم القاعدة، ولكن القائمين على إدارة التنظيم وضعوه على رأس التنظيم ليكون أسما جاذبا لتمويلات التى يعتمدون عليها".. مضيفًا: "حمزة بن لادن وجوده فى التنظيم عبارة عن أسم من أجل الحصول على التمويل".
وعن ماذا تبقى من تنظيم القاعدة، قال "نعيم":" التنظيم القاعدة أصبح غير مؤثر، وظهور داعش أثر عليه كثيرا، لأن داعش أصبح يحصل على كل التمويلات".
وأوضح أن آخر وجود لتنظيم القاعدة كان من خلال جبهة النصرة فى سوريا، والذى كان يتزعمه أبو أنس نجل عبد الله عزام، و حصل وقتها على 30 مليون دولار لكنه انشق على التنظيم، مشيرا إلى ان أيمن الظواهرى لازال متواجد فى التنظيم.
فيما أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن تنظيم القاعدة لا يزال حاضر فى حالته ونموذجه الذى تم التحول إليه بعد رحيل أسامة بن لادن وانطلاق الانتفاضات بالبلاد العربية وطمع التنظيم فى أن يلعب دورًا فى هذا المشهد المتغير عبر التوجه لتبنى استراتيجية مختلفة تعتنى بالداخل العربى والأفريقى والآسيوى وبإقامة فروع محلية وبتحسين علاقاته مع المجتمع المحلى محاولًا طرح نفسه كطرف مساعد للشعوب مصطفًا معها بسلاحه وخطابه ضد الحكومات والأجهزة الأمنية والجيوش.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن حمزة بن لادن كان حضوره هامشيًا فى هذا المشهد وليس له التأثير الكبير الذى كان لوالده.
وتابع هشام النجار: لن يؤثر مقتل حمزة بن لادن الشىء الكثير فيما يتعلق بنشاط التنظيم الذى يعتمد على قيادات من الجيل الثانى والثالث وعلى تنويع مصادر التمويل وتقوية تحالفاته مع قوى اقليمية غير عربية كايران وقطر وتركيا وعلى الاستفادة من المتغيرات على الساحة العربية بما يقلل من اعتماده السابق على الكاريزما وموقع القائد فى التنظيم.
فيما قال حسين مطاوع، الداعية السلفى، إن التطرف عبارة عن فكرة يقتنع بها صاحبها ويدين بها ويقاتل من أجلها، ولذلك فهذه الفكرة يعتقد أصحابها أنها لا تموت حيث يتسلمها جيلا بعد جيل، ومقتل الإرهابي حمزة بن لادن لا يعني نهاية تنظيم القاعدة فقبله مات أبوه مؤسس التنظيم أسامة بن لادن وتمت البيعة بعده لأيمن الظواهرى.
وأضاف الداعية السلفى: مازال التنظيم إلى يومنا هذا يقوم بعملياته التفجيرية في كافة البلدان بالرغم مما سمعناه من بعض الانشقاقات في صفوفه وانضمام البعض من أعضائه لتنظيم داعش لكن يبقى فى النهاية الفكر المتطرف الذى يسيطر على أعضائه والذى يبذلون من أجله الغالى والنفيس ظنا منهم بأن هذا هو أقرب الطرق للجنة، ولذلك فمحاربة الفكر بالفكر بجانب القوة العسكرية أمر هام جدا ينبغى الفطنة له والاهتمام به إن أردنا القضاء على هذه التتظيمات أو على الأقل التقليل من خطرها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة