"إن يرقات البعوض تأكل جسيمات دقيقة من البلاستيك التى يمكن أن تظل حبيسة أجسادها، ما يعنى أنها وغيرها من الحشرات الشبيهة يمكن أن تنشر جسيمات البلاستيك إلى المُفترِسات البرية مثل الطيور أو العناكب ومن ثم تنتقل النفايات البلاستيكية الدقيقة إلى عنصر جديد تمامًا فى السلسلة الغذائية".
- من دراسة نُشرت فى سبتمبر 2018 فى دورية "بايولوجى ليترز"
تقع العديد من الشواطئ فريسة للتلوث خاصة فى العطلات وفصل الصيف وتنظيف الشواطئ الملوّثة من الأعمال التطوعية ذات الفائدة المجتمعية الكبيرة، ويمكن إعداد حملات لتنظيف الشواطئ بالتعاون مع جمعيات أهلية أو بترتيب فردى وفى كلتا الحالتين يسهل الوصول إلى متطوعين من الشباب، ويجب التأكد من إمداد المتطوعين بقفازات وحقائب لجمع النفايات وإعداد خطة عمل تشمل تقسيم الفرق وأماكن التجمع ومكان التخلص من النفايات التى تم جمعها وخطط لعلاج الإصابات الطارئة والإشراف على المتطوعين من صغار السن، كما يفضل التواصل مع الجهات الإعلامية لنشر الوعى بأهمية نظافة الشاطئ.
ينتج تلوّث الشواطئ من استخدامات البشر والحيوانات الأليفة المصاحبة لهم ليس تلوثا فحسب بل يمكن أن يسبب مشاكل صحية للأطفال وكبار السن والأشخاص ذوى المناعة الضعيفة جراء العدوى التى يمكن أن تصيبهم عند ملامسة الماء الملوّث، وعلى الرغم من عدم خطورة الأمراض المرتبطة بالسباحة بصورة عامة، إلا أن مضاعفاتها أو تداخلاتها مع أمراض أخرى عند بعض الأشخاص قد يكون خطيرًا ومن أهم تلك الأمراض التى تصيب رواد الشواطئ الملوّثة التهاب المعدة والأمعاء وتظهر أعراضه فى صورة آلام بالبطن وغثيان وتقيؤ وإسهال.
وإن كان لمياه البحار القدرة على تحويل بعض النفايات بواسطة أشعة الشمس إلى مواد عضوية وقَتْل البكتيريات وتقليل مفعولها إلا أن هذه القدرة التطهيريّة للبحر ليست ثابتة وتختلف باختلاف الحرارة وفصول السنة وعُمْق المياه، والبُعْد من الشاطئ.
إن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة من "البولى إيثلين تيريفتالت" و"البولى كلورو الفينيل" و"البولى ستيرين" التى يتركها المصطافون على الشاطئ وتغوص فى القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية قد ينتهى بها الحال إلى أطباقنا الغذائية اليومية.
ويُعَد البحر المتوسط الذى تطل عليه مصر بواجهة تصل إلى 1050 كيلومترًا من أكثر البيئات البحرية تأثرًا بالتلوث الناجم عن ذلك النوع من النفايات إذ يمثل شبه بحيرة، فليس له إلا منفذ واحد ضيق فى غربه هو مضيق جبل طارق الذى يربطه بالمحيط الأطلنطى وتتخلص خمس دول من معظم مخلفاتها البلاستيكية فى البحر المتوسط هى بالترتيب: تركيا (144 طنًّا/ يوميًّا)، وإسبانيا (126)، وإيطاليا (90)، ثم مصر (77)، تليها فرنسا (66)، وفق تقرير أصدره "الصندوق العالمى للطبيعة" (WWF) فى يونيو عام 2018.
فى مصر يتم تفريغ أكثر من 80٪ من النفايات الصلبة فى المسطحات المائية ما يهدد بآثار بيئية سلبية كبيرة ومشكلات صحية حادة حيث تقول الدراسة التى نُشرت فى سبتمبر 2018 فى دورية "بايولوجى ليترز" أن كمية النفايات البلاستيكية البحرية فى مصر تتراوح بين 0.15 و0.39 مليون طن فى السنة، وقد وضع هذا مصر فى المرتبة السابعة من بين 192 دولة من حيث حجم المخلفات البلاستيكية البحرية.
من الضرورى الآن وجود حملات توعية بعدم إلقاء المخلفات فى البحر سواء من مستخدمى الشواطئ أو مراكب الصيد وإجراء حملات تنظيف شاملة سواء لتنظيف الشواطئ أو لتجميع المخلفات الصلبة الكبيرة الموجودة فى مياه البحر بالشباك، كما هو موصى به فى توصيات برنامج الأمم المتحدة للبيئة وإن كان لا يوجد حل جذرى للتخلص من النفايات البلاستيكية الدقيقة الموجودة فى البحار حاليًّا، إلا أن الحد من تراكُمها وتزايُدها من المنبع هو الإجراء الأمثل حالياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة