مسألة اكتشاف البصمات للوصول إلى هوية المتهم من المهمات الرئيسة فى علم الأدلة الجنائية، كما أنه يُعد أحد أهم العلوم التى تساعد بشكل مباشر فى التحقيقات الجنائية من خلال جمع الأدلة من مسرح الجريمة وتحليلها، حيث إن كل بصمة من بصمات الأصابع على سبيل المثال بمثابة نمطًا فريدا يميز شخصاَ محددا، ومن ثَم فإنها تمثل وسيلةً مضمونة لتحديد المشتبه به.
ونظرا لأهمية علم البصمات كأحد طرق الإثبات الجنائى لما لها من مميزات، فإن مجرد العثور عليها فى أى سطح أو مكان يتطلب بشكل كبير المحافظة عليها مع استخدام أفضل الطرق العلمية وأكثرها تطورا لإظهارها ورفعها ونقلها لمضاهاتها بطريقة تضمن الحصول على نتائج أكيدة، يستطيع القاضى من خلالها الحكم بالبراءة أو الإدانة.
فى التقرير التالى «اليوم السابع» رصد أهمية وضرورة المحافظة على البصمات بأنواعها المختلفة سواء الظاهرة منها أو المخفية، وكذا عمر البصمة كأثر فى الوقت الذى تبرز فيه أهمية البصمة فى أنها قد تكون، وكانت مفتاحاً لحل لغز كثير من القضايا والجرائم – بحسب لواء كيميائى محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا.
فى البداية - عند ارتكاب المجرم للجريمة فإنه يترك خلفه ودون إرادته آثارا مادية فى مسرح الجريمة مثل البصمات التى نكتشفها على الأشياء التى يمكن للمجرم لمسها وقت ارتكاب الحادث، كزجاج النافذة التى دخل منها، و«كوة الباب» الذى خرج منه، فضلاَ عن الأدوات التى كان يحملها معه ونسيها فى محل الحادث «المسدس – السكين - المطواة …» وغيرها من الأدوات أو على كوب ماء، أو على سيارة سرقها.
والبصمات مهما كان مكان تواجدها على الشخص المختص أن يكون حذرا أثناء تنقله فى المكان حتى لا تتلف البصمات كما أنه لا يجوز لضابط الشرطة أن يلبس قفازات أثناء الفحص وإنما عليه أن يعتاد العمل بطريقة حذره لا يترك معه بصماته ذلك أنه إذا ارتدى قفازات هناك خطر أنه قد يتلف بصمات المجرم.
عمر البصمة
عمر البصمة كأثر يتوقف على مكان وجودها، وطريقة حفظها وأن العدو الأول للبصمات هو التراب والرطوبة، فالبصمات تحدث نتيجة تلوث اليدين بالأحماض الأمينية، التى تفرزها الغدد العرقية من الجسم، وعند ملامسة الأسطح الملساء - وليست الخشنة - يحدث انطباع للخطوط الموجودة بالإصبع أو القدم أو صوان الأذن أو راحة الأيدي أو الكوع أو المرفق، على السطح، فإذا كان السطح معرضا للهواء والتربة، أو الندى، أو الرطوبة، وتم مسحه، أو وضعت بصمة فوق بصمة، فإن البصمة الأساسية تتغير أو تتشوه.
أما إذا كانت البصمة داخل مكان مغلق غير مترب لم تمتد إليه يد، فإن البصمة تستمر مدداً طويلة، تصل إلى الشهرين أو الثلاث، وربما أكثر، وقبل التطرق للطرق العلمية لإظهار البصمات يجب التمييز بين البصمات الظاهرة والبصمات الخفية.
البصمات الظاهرة
فالبصمة الظاهرة لا تحتاج إلى إظهار وفي هذه الحالة على الخبير ألا يسرع في استعمال المساحيق لأنها تؤدي إلى إتلافها، والأفضل تصويرها مباشرة لضمان سلامتها و تشمل الآتي:
أ- البصمات الملوثة بالدماء.
ب- البصمات الغائرة: تحدث حين تلمس الأصابع أو تضغط على مادة طرية بطريقة تؤدي إلى ترك طبعة سالبة لنموذج الخطوط الحلمية وهي بصمات ظاهرة.
ج- البصمات الملوثة بمادة غريبة: أكثرها شيوعا هي ما يترك في التراب، فالإصبع حين يضغط في طبقة رقيقة من التراب يلصق بعض هذا التراب بين الخطوط الحلمية لكنها تكون واضحة بوضعها في سطح نظيف، كما قد تتلوث بمواد أخـرى كالأصباغ، والحبر، والدقيق، ومساحيق الوجه.
البصمات الخفية
السائد أن البصمات الخفية هي تلك البصمات التي تركت في مسرح الجريمة وقد تكون مثل هذه البصمات واضحة أو غير واضحة، وبالنسبة للبصمات الواضحة.
البصمات الواضحة
فهي تلك التي تظهر تفاصيل خطوط يمكن التعرف عليها ناتجة عن الأصابع الملوثة بمواد مثل الدم أو الحبر أو الشحوم أو التراب، والتي تعرض بشكل طبيعي تباينًا مع خلفياتها؛ أو التي تنتج عند ضغط بصمات الأصابع في الأسطح اللدنة، القابلة للتشوه مثل المعجون والقطران والأسطح المغطاة بلاصق والشمع والجبن.
البصمات الخفية
أما البصمات الخفية حقًا، فلا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وتتألف بشكل كبير من الإفرازات الطبيعية لجلد الإنسان فقط، وتحتاج مثل هذه البصمات إلى معالجة لكى تصبح مرئيا، وتسمى هذه المعالجة «إظهار البصمات الخفية».
ويتطلب إظهار البصمات الخفية أن يستخدم الفني بعض المواد الكيميائية أو المعالجة الفيزيائية حيث سيؤدي التفاعل مع افرازات الجلد إلى بروز البصمات الخفية فوق خلفيتها حيث يمثل اختيار أداة الإظهار المناسبة مكونًا رئيسيًا في مهمة فني إظهار البصمات الخفية، وللبدء في فهم كيفية اختيار الأداة المناسبة، من الضروري أن يكون هناك نوع من الفهم للتركيب الكيميائي لبصمات الأصابع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة