سامح ثابت مؤسس المبادرة: نسعي لاحتضان الاطفال المسلمين والأقباط على السواء
المبادرة تهدف لتربية جيل يواجه الصراع والعنف القديم
المبادرة نظمت ورش عمل لأكثر من 800 طفل وولي أمر لدعم الصداقة وتوطيدها بينهم
مؤسسة لبنانية اختارت المبادرة مطلع 2018 وترجمتها إلى الشامية والإنجليزية
المبادرة حصدت المركز الأول على مستوى الجمهورية لمبادرات السلام المجتمعى التى تنظمها وزارة الشباب والرياضة العام الماضي
"المحبة والترابط والتآخي" شعار رفعه الشاب الأقصري "سامح ثابت" لتنفيذ مبادرة "التعايش السلمي بالصعيد" والتي تحدي فيها الواقع لخلق مجتمع مختلف عن الصورة النمطية للمساهمة في حل المشاكل ، ببث روح الترابط بين النشئ من أطفال الأقصر ومحافظات الصعيد من المسلمين والأقباط من الصغر لخلق جيل جديد ينذب الخلافات التي ظهرت قديماً في المجتمع بين أبناء الأديان المختلفة.
وفي هذا الصدد يقول الشاب القبطي سامح ثابت إبن محافظة الأقصر في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه قرر إطلاق مبادرة من نوع خاص بصعيد مصر وهي "مبادرة التعايش السلمي بالصعيد" وكان الهدف الأسمي لها العمل بشكل تطوعي وتمويل ذاتي لإحتضان الاطفال المسلمين والأقباط علي السواء لإذابة أية فوارق أو حساسية ممكن أن تظهر في المجتمع بسبب الدين، وتدريب الأطفال علي المحبة والترابط منذ الصغر بعدد من الفعاليات الفنية والإجتماعية والرياضية وخلافه، موضحاً أن المبادرة تساهم في مواجهة التباعد بين الأطفال المسيحيين والمسلمين وتهميش دور الفتيات، خصوصا داخل قرى الصعيد والعنف الذي يلحق بهم نتيجة بعض العادات والتقاليد المتوارثة، وهو الأمر الذي دفعهم إلى تقديم بعض الحلول ورفع الوعي لدى الأطفال من الجنسين وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم عن الآخر المختلف في النوع أو الدين أو اللون.
ويضيف الشاب سامح ثابت، مؤسس المبادرة وباحث ماجستير بكلية التربية بجامعه جنوب الوادي فرع قنا ومدرب نوع إجتماعي، أنه علي مدار الأيام الماضية تم عمل ورش لنحو 500 طفل وطفله من المسلمين والأقباط و300 من أولياء أمورهم، تم خلالها تعريفهم بأهمية الفنون والرياضة بالنسبة لأطفالهم وإنشاء علاقات محبة وصداقة فيما بينهم، مؤكداً علي أنه على مدار هذه الفترة تم عمل ورش خاصه بالفنون المختلفة التي من خلالها يتم إكتشاف الذات المبدعة لدى الطفل، وأيضا يتم دمج الرياضه في مفهوم التنمية وأهميتها بالنسبة لهم في إذابة أية فوراق بين الأطفال فيما بينهم.
ويؤكد الشاب القبطي الأقصري، أنه بعد سلسلة النجاحات التي حققتها المبادرة في دعم الأطفال، تم اختيار وتصوير المبادرة ونشرها بتاريخ 1 فبراير 2018 بمؤسسة (أديان)، وهي مؤسسة تعمل بلبنان كما إنها مؤسسة دوليه وإقليمية وعملها يتم بإطار التعايش وقبول الاخر والمواطنة، وتمت ترجمة المبادرة الى اللغة الشامية والانجليزية والوصول لعدد مشاهدات تجاوز (2مليون وخمسمائة ألف) مشاهده فيديو مؤسسة أديان بموقع تعددية باللغة العربية،كما تم تكريم المبادرة كأفضل مبادرة تهدف للسلام المجتمعي بمسابقة أقيمت ببرنامج "بنكمل بعض" التابع لوزارة الشباب والرياضه إدارة التعليم المدني وهي مسابقة أقيمت لاختيار افضل المبادرات على مستوي الجمهورية في نشر مفهوم السلام، مضيفاً أنه فازت أيضاً "مبادرة التعايش السلمى" بصعيد مصر، بالمركز الأول على مستوى الجمهورية لمبادرات السلام المجتمعى التى تنظمها وزارة الشباب والرياضة لعام 2017 – 2018، من خلال برنامج "بنكمل بعض".
وتقول الدكتورة منال محمد مبارك أستاذ التصوير الجداري بكلية فنون جميلة ومتطوعة للتدريب على ورش الفنون بالمبادرة، إنهم يهتمون بصورة كبيرة بعمل مبادرات وأفكار غير تقليدية، ومنها عمل مائدة إفطار خلال شهر رمضان الماضي والأهم في ذلك أن الأطفال هم من أعدوا للمائدة مع ذويهم وبعض المتطوعين وإقيمت داخل ساحه كنيسة في حجازة قبلي بمحافظة قنا، وقام الأطفال بالمشاركة في إعداد المائدة وخدمة الضيوف المشاركين فيها، كما تم عمل مسابقات كشافة وفرق نظافة وفرق فنية مشتركة ورحلات ثقافية وترفيهية، وأيضا تم تكوين فريق كرة قدم للفتيات والآن أصبح مختلطا بين الأولاد والبنات، وتم عمل مبادرة بعيد الأضحى والذي واكب عيد السيدة العذراء بإقامة ورش خاصة لهم للتعبير الحر عن الرسم أو العروض المسرحية أو المايم.
وتضيف الدكتورة منال مبارك لـ"اليوم السابع"، أنهم يستخدمون في فعالياتهم المختلفة الفن والرياضة لتغيير السلوك للأطفال ودعم أواصر الترابط فيما بينهم مستقبلاً، حيث تم تكوين فريق كرة قدم مختلط من الفتيات والأولاد لما له من أهيمة للتعريف بأهيمة قضايا النوع الاجتماعي، كما تم عمل مبادرات في كلا من المولد النبوي الشريف وعيد الميلاد، حيث أقيمت موائد متكررة للأطفال تخللها عمل أنشطة ترفيهية وعرض لفيلم عن التعايش وقبول الأخر، وخلال عيد الأضحي الحالي حرص سامح ثابت على الحضور في صلاة عيد الأضحي واستيقظ باكرا لكي يتجه بالتهنئة للمسلمين وخصوصاً الأطفال وذويهم بالعيد، وتقديم بعض الحلوى والبلالين لهم كما تجول أيضا بشوارع القرية لتوزيع الحلوي والبلالين للأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة