اعتبر الروس نجاح طائرة ركاب مدنية تحمل 233 مسافرا فى الهبوط اضطراريا فى حقل ذرة على أطراف موسكو بمثابة معجزة وذلك بعدما اصطدمت بسرب طيور عقب إقلاعها بوقت قصير.
وقالت وزارة الصحة، إن 23 شخصا تعرضوا لإصابات لكن لم يمت أحد عندما هبطت الطائرة التابعة لشركة أورال للخطوط الجوية وهى من طراز إيرباص 321 فى حقل جنوب شرقى موسكو بعد اصطدامها بسرب من طيور النورس مما أدى لتعطل محركيها.
وذكر التلفزيون الحكومى أن مناورة الهبوط وصفت "بمعجزة فوق رامنسك" فى إشارة إلى المنطقة التى هبطت بها الطائرة فى موسكو على بعد أكثر من كيلومتر من مطار جوكوفسكى الدولى.
ووصف الكرملين الطيارين الذين نفذوا عملية الهبوط الناجحة لطائرة "بالأبطال" .
وقال المتحدث الصحفى باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميترى بيسكوف - فى تصريح صحفى اليوم الخميس " إن ركاب الطائرة وأفراد الطاقم قد نجوا، ونتمنى الشفاء العاجل للذين أصيبوا، ونهنئ الأبطال الذين أنقذوا الأرواح وهبطوا بالطائرة".
وأشادت صحيفة كومسومولسكايا برافدا بقائد الطائرة دامير يوسوبوف ووصفته "بالبطل" قائلة إنه أنقذ حياة 233 شخصا "بعدما هبط بتمكن بالطائرة دون إطارات الهبوط وبمحرك معطوب داخل حقل ذرة".
وقالت إيلينا ميخييفا المتحدثة باسم سلطة الطيران المدنى الروسية إن المحركين كانا لا يعملان عند الهبوط كما كانت غرفة الإطارات مغلقة.
وقال مسافر لم يذكر اسمه للتلفزيون الحكومى، إن الطائرة بدأت فى الاهتزاز بعنف عقب الإقلاع، وقال "بعد خمس ثوان بدأت الأنوار على الجانب الأيمن للطائرة توقد وتنطفئ وكانت هناك رائحة احتراق. ثم هبطنا وجرى الجميع".
وأشادت الصحف الغربية بمهنية واحترافية الطيارين الروسيين بعملية الهبوط الاضطرارى فى حقل بطائرة إيرباص A32 بضواحى موسكو، واصفة إياها بأنها النسخة الروسية من "معجزة هدسون" الأمريكية.
ويطلق الغرب عبارة "معجزة هدسون" أو The Miracle on the Hudson على واقعة تمكن طيار أمريكى من الهبوط بسلام بطائرة ركاب واجهت حالة طارئة على سطح الماء فى نهر هدسون فى نيويورك.
العديد من وسائل الإعلام الغربية، بما فى ذلك صحيفة "الجارديان"، وصحيفة "نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، شبهت هبوط طائرة إيرباص A321 الروسية فى ضواحى موسكو بالهبوط الطارئ بسلام لطائرة إيرباص A320 فى يناير عام 2009، التى أطلق عليها اسم "معجزة على نهر هدسون" بعد نجاة 155 شخصا كانوا على متنها، بما فى ذلك الطاقم، رغم اصطدامها بعد 1.5 دقيقة من الإقلاع بسرب طيور وتعطل محركاتها.
وكتبت صحيفة "ذا صن" تقول: "خلاصة معجزة الإنقاذ فى حقل الذرة اليوم يمكن اعتبارها نسخة موسكو من المعجزة التى حدثت قبل سنوات على سطح نهر هدسون" فى نيويورك.
ونقلت "ذا صن" البريطانية عن ركاب الطائرة، امتنانهم الشديد للطيارين اللذين هبطا بالطائرة ووصفهم لهما بـ"الأبطال" ونقلت عن أحد الركاب قوله: "لقد انهرنا تماما، لكن الطيارين الأبطال، هبطا بنا كما يحط الطائر".
وذكرت الصحيفة، أن القبطان دامير يوسوبوف لم يدخل مدرسة الطيران إلا بعمر ناهز 32 عاما، على الرغم من حقيقة أنه كان يحلم بهذا منذ الطفولة ويريد أن يسير على خطى والده.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، كان هناك حوالى 16 طنا من الوقود على متن الطائرة وقت الإقلاع، وقال مصدر فى الشركة لصحيفة "ذا صن" "إنها معجزة تمكن الطيارين من الهبوط بالطائرة، وتجنب انفجار كان يمكن أن يقتل جميع من كانوا على متنها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة