بعد حوالى 14 شهرا من الحكم الائتلافى لليمين المتطرف والشعبويين فى إيطاليا، قدم حزب الرابطة الايطالى، الذى يقوده نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية المثير للجدل، ماتيو سالفينى، طلباً إلى مجلس الشيوخ لحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء جوزيبى كونتى، وبالتالى تتجه البلاد إلى تنظيم انتخابات مبكرة، كمخرج للمأزق السياسى الذى تعيشه ايطاليا، وسط طمع سالفينى لاحتكار رئاسة الحكومة.
فهل تشهد إيطاليا انتخابات مبكرة بعد دعوة حزب الرابطة لسحب الثقة من رئيس الوزراء؟ رغم الحديث عن مواعيد لسحب الثقة وإجراء انتخابات يبقى الأمر غامضا بشأن رد فعل الرئيس الإيطالى، الذى يتمتع بصلاحية حل البرلمان.
واعتبر حزب الرابطة طلب سالفينى فض للائتلاف الثنائى مع حركة خمس نجوم شريكته فى الحكم منذ مطلع يونيو 2018، إلى ما وصفه بـ"الـ لاءات المتعددة"، وآخرها تلك المدوية الرافضة لمشروع خط القطارات السريعة تورينو-ليون"، ورأى الحزب أن هذه العرقلة "تسىء إلى إيطاليا"، التى بحاجة للعودة إلى النمو، وعليه، فإنه ينبغى "الذهاب إلى إنتخابات بأسرع وقت".
ونوه حزب سالفينى بأن "من يضيع الوقت، بالتفكير فقط فى الحفاظ على كرسيه، سيلحق الضرر بإيطاليا".
وفى حال انهيار الائتلاف الحكومى، يمكن للرئيس الإيطالى سيرجيو ماتاريلا الدعوة لانتخابات جديدة، أو تفويض زعيم حزب آخر ليسعى إلى الحصول على أغلبية برلمانية وتشكيل حكومة جديدة.
ووفقا لوكالة "آكى" الإيطالية فقد سخرت قيادية فى الحزب الديمقراطى المعارض من دعوة سالفينى إلى إنتخابات مبكرة، وإعلانه فض الائتلاف الثنائى مع حركة خمس نجوم.
وقال نائبة الأمين العام للحزب، باولا دى ميكيلى "سالفينى مثير للسخرية عندما يقول أنه يريد الذهاب إلى الانتخابات للحصول على تفويض كامل من الايطاليين،و رأى الإيطاليون، خلال عام من الزمن، أن سالفينى كان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية والقائد المطلق للحكومة، و لقد فشل مشروعه، وبالتالى أنه جزء من المشكلة، وليس الحل".
وكان كونتى انتقد بشدة إعلان زعيم حزب الرابطة إنهاء تجربة الحكم مع حركة خمس نجوم، مطالبا الأخير بتوضيح الأسباب أمام البرلمان، وألمح إلى أن خطوة سالفينى بفض الائتلاف جاءت للرغبة فى "الاستفادة من رأس مال شعبيته الحالية"، حيث تقدر آخر الإستطلاعات حول توجهات الناخبين إمكانية نيل حزب الرابطة على ما يقارب الـ40% من الاصوات فى حال إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
ووفقا لصحيفة "الكونفينثيال" الإسبانية فقد شهدت إيطاليا أزمة سياسية مع احتدام الخلاف واتساع الفجوة بين طرفى التشدد اليمينى القومى، والتى حققت نجاح بعد تحقيق سالفينى نتيجة ايجابية فى الانتخابات البرلمانية الأوروبية فى مايو الماضى، وشعور شريكه دى مايو بالمرارة إلى حد اتهامه بالأنانية.
ويستهدف حزب الرابطة إجراء انتخابات فى 13 أكتوبر المقبل، وهو أمر يستلزم التصويت بسحب الثقة من كونتى فى 13 أغسطس الجارى، ولكن التاريخ الأكثر واقعية لإجراء الانتخابات سيكون نهاية أكتوبر أو بداية نوفمبر.
وتفجرت الخلافات، وخرجت إلى العلن من داخل البرلمان، إثر جلسة نقاشات شهدها يوم الأربعاء الماضى، بتصويت الحزبين ضد بعضهما حول مقترح إنشاء سكة حديدية لقطارات عالية السرعة باتجاه فرنسا والمعروف إعلاميا بــ تاف (Tav)، وفيما الرئيس الإيطالى، سيرجيو ماتاريلا، الذى كان راقب مشهد الاختلافات بين طرفى الحكم على مدى أشهر، لم يختر حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، وتُرك الأمر لسالفينى ليعلن أن "لا خيار سوى العودة سريعاً إلى الشعب ليختار".
وقالت مصادر "لا توجد أى فرضية للاستقالة"، مشيرة إلى أن كونتى ذهب إلى الرئيس ماتاريلا لإحاطته عن الوضع السياسى بعد الانقسام الذى شهدته قاعة مجلس الشيوخ بين قطبى الائتلاف الثنائى (حركة خمس نجوم-حزب الرابطة) الحاكم، حيث صوت برلمانيو حزب الرابطة، الذى يقوده سالفينى، لصالح مقترحات، قدمتها قوى المعارضة، داعمة لخط السكك الحديدية، وأفشلوا مقترحاً للحليف حركة خمس نجوم يدعو لعدم المضى قدماً فى المشروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة