تستعد مدينة الإسماعيلية لحفل ختام كأس أمم أفريقيا على ملعبها الأسطوري عندما يلتقي منتخب غانا ضد تونس في التاسعة مساء اليوم في المباراة الأخيرة بالبطولة على هذا الملعب الذي استضاف ٥ مباريات سابقة وستكون مباراة الليلة هي السادسة.
ويعد ملعب الاسماعيلية من أهم ملاعب مصر والذي يستضيف مباريات النادي الإسماعيلي أحد أعرق الأندية المصرية وصاحب أول لقب قاري لأنديتها في مسابقات الكاف، عندما توج بدوري الأبطال في ١٩٦٩.
وكما هو الحال دائما على هذا الملعب الذي اعتاد مرتاديه على متابعة مباريات ملحمية للدراويش ضد كبار الكرة المصرية الاهلي والزمالك.. جاءت القرعة متوافقة مع ذوق أهل السمسمية، حيث استضافت مباريات المجموعة السادسة النارية بوجود غانا والكاميرون على رأسها ومعهما بنين وغينيا بيساو.
وسيكون حفل الختام مميزا ايضا ويليق بهذا الملعب الشهير عندما يلتقي منتخبي غانا وتونس في ثمن نهائي البطولة التي ستستأنف بالقاهرة والسويس بدءا من ربع النهائي وسيشهد تطبيق تقنية الفار لأول مرة بتاريخ القارة السمراء.
وكشفت المدينة الهادئة عن جمالها على مدار اسبوعين تقريبا وأثبتت أنها قادرة على استضافة حدث مميز كأهم بطولة على مستوى القارة، دون أن تشعر بغربة عن العاصمة كما يظهر بشكل متكرر في نسخ سابقة من البطولة للفوارق الكبيرة بين عواصم افريقيا ومدنها الأخرى.
وهناك العديد من الاسباب التي تجعل الاسماعيلية مدينة مميزة ويمكن أن نبدأ مع التنقلات التى تعتبر العمود الفقري لأي بطولة.. فالإسماعيلية تبعد ١٣٠ كم فقط عن العاصمة، ويمكن الوصول إليها في ١٣٠ دقيقة دون تجاوز السرعات المقررة.
وبالنسبة لتنقلات المنتخبات داخل المدينة نفسها، فتكاد تكون منعدمة.. استضافت المدينة ٤ منتخبات فى فندقين.. حيث تم تسكين كل فريقين في فندق واحد، ويتضمن احدهما ملعبين للتدريبات لكل فريق، وتقام تدريبات الفريقين الاخرين بملعب نادي قناة السويس والذي يبعد عن الفندق بحوالى ٥ دقائق فقط..ومن مقر الاقامة وملاعب التدريب في ستاد الاسماعيلية فيمكنك أن تقطعها خلال ١٠ دقائق.
وبعيدا عن خريطة التحركات، تميزت الاسماعيلية بطبيعة مثيرة للاهتمام حيث تقع على بحيرة التمساح بوسط قناة السويس وفي منتصف الطريق بين مدينة بورسعيد التجارية والسويس الصناعية، وتعتبر المدينة هي مركز منطقة القناة بوجود مبنى الارشاد على اراضيها وهو المؤسسة التي تتحكم في إدارة قناة السويس والملاحة بها والتي تعد أحد أهم الطرق الملاحية في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وقناة السويس من أهم معالم مصر وحرص منتخب نيجيريا على زيارة المجرى الملاحي عقب وصوله مباشرة للمشاركة في البطولة، وتحتفظ القناة بمكانتها الرفيعة منذ افتتاحها في ١٨٦٩، بعد ١٠ سنوات من بدء العمل على حفرها اثناء الانتداب البريطاني.
وشهدت القناة العديد من الاحداث التاريخية التي اربتطت بها لعل ابرزها في ٢٦ يوليو ١٩٥٦ عندما أعلن الرئيس السابق جمال عبد الناصر تأميم شركة قناة السويس ردا على رفض البنك الدولي إقراض مصر لبناء السد العالي، وجاء الرد من الخارج قاسيا عندما تعرضت مدن القناة للعدوان الثلاثي والذي وحد إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ووجهوا ضربات عسكرية للقناة لاجبار المصريين على العدول عن قرار التأميم.
واخر المعارك التي دارت على ضفافها، عندما استرد احفاد الفراعنة، سيناء بعد الاحتلال الاسرائيلي الذي استمر ٦ سنوات، وتحول المجرى المائي من سبب فى اقتطاع سيناء من خريطة مصر وتمكين اسرائيل، إلى معبر للقوات المسلحة المصرية التي استعادت الأرض المغتصبة بعد ملحمة بدأت ضربتها الأولى في ٦ أكتوبر من عام ١٩٧٣.
وترجع أهمية قناة السويس إلى نجاحها في ربط البحر الاحمر الذي يقع شرق مصر، بالمتوسط شمالي البلاد.. واهدت للعالم طريقا مختصرا لانجاز العمليات التجارية حيث قضت على طريق رأس الرجاء الصالح والذي كان يجبر السفن المحملة بالبضائع من الهند إلى أوروبا على الدوران حول افريقيا من المحيط الهندي إلى الهادئ مرورا بجنوب افريقيا اقصى جنبو القارة ودخول البحر المتوسط من مضيق جبل طارق على سواحل المغرب بالشمال الغربي، لتوفر آلاف الكيلومترات والاسابيع على الرحلات التجارية البحرية، مقابل مبلغ مالي من السفن التى تمر بها لتتحول إلى أحد أهم أضلاع الاقتصاد المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة