يخوض الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، سباق الانتخابات الرئاسية 2020 وسط مناخ ملبد بالانقسامات الداخلية والانتقادات الإعلامية المتزايدة ضده والتى بدأت حتى قبل دخوله البيت الأبيض. لكن يرى الكثيرون أن ملياردير نيويورك لديه الكثير من الأسباب ليشعر بالاطمئنان حيال موقفه فى الانتخابات المقبلة التى يتسابق أكثر من 20 شخصا من الحزب الديمقراطى على منافسته فيها.
وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن ترامب لديه عدد من الأمور التى تضعه فى موقف أفضل نحو الفوز بولاية ثانية، مشيرة إلى أن أول هذه الأمور هى رصيده على صعيد الاقتصاد، إذ أظهر تقرير التوظيف الشهرى الصادر الجمعة، أن الاقتصاد حقق 224 ألف وظيفة فى يونيو. حتى مع التعديلات الطفيفة للوظائف فى شهرى أبريل ومايو، أضاف الاقتصاد ما معدله 171 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وهو رقم جيد.
ووفقا للتقرير ارتفعت الأجور بشكل طفيف بنسبة 3.1% للعاملين بالساعة على مدار الـ12 شهرًا الماضية. وعلى الرغم من أن هذا المعدل لا يزال بطيئًا، لكن الصحيفة قالت إنه بعيدا عن الأنباء المؤلمة لترامب. كما ارتفع سوق الأسهم، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعى ارتفاعًا قياسيًا جديدًا هذا الأسبوع وسط تفاؤل بشأن إنهاء الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وسط آمال أن يخفض مجلس الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة.
وأضافت الصحيفة، أن بشكل عان ارتفعت الأسواق بشكل كبير منذ انتخاب ترامب وستكون شيئًا يمكن أن يشار إليه على أنه إيجابى للسنواته الأربع الأولى له فى المنصب. وقال لارى كودلو، المستشار الاقتصادى للبيت الأبيض، أن هذه المؤشرات تبرهن أن سياسات الرئيس ترامب غذت دورة ازدهار قوية للغاية.
الأمر الثانى الجيد بالنسبة لترامب هو ذلك الانقسام الذى تشهده الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى حيث يتنافس 20 مرشحا لتمثيل الحزب فى انتخابات 2020 فى مواجهة ترامب. ففى أعقاب مناظرات تليفزيونية للمرشحين الديمقراطيين قال العديد من المراقبون أن ترامب كان هو الفائز.
وأشارت شبكة "إن بى سى نيوز" إلى أنه طيلة المناظرة نسى الديمقراطيون الرجل الذى يقع فى مركز أى نقاش بين الديمقراطيين على مدار العامين الماضيين ذلك الرجل الذى يتنافسون على هزيمته العام المقبل. مضيفة أن السبب كان واضحا فلقد أراد كلا منهم التغلب على الآخر والفوز بترشيح الحزب الديمقراطى لخوض السباق فى 2020، ومن ثم كان ترامب المستفيد الرئيسى من هذه الديناميكية. وقالت هارميت ديلون، المحللة السياسية لدى شبكة فوكس نيوز، إن ترامب كان الفائز الأكبر لأنه لا أحد من المرشحين الديمقراطيين كان لديه ما يمكنه من هزيمة الرئيس الحالى.
وأوضحت الصحيفة، أن البيت الأبيض يخشى من جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، وهو وسطى وينظر إليه على أنه المرشح الأقوى فى الولايات المتأرجحة فى دعمها بين الجمهوريين والديمقراطيين مثل بنسلفانيا وميتشجان وويسكونسين، التى استطاع ترامب اقتناصها من الديمقراطيين فى 2016.
لكن بينما يبقى بايدن المرشح الأوفر حظا لخوض السباق، لكنه حظى بضربات فى الآونة الأخيرة ويرى الكثيرون أن وضعه بات أضعف. وحال ترشحه فستكون هناك تساؤلات عما إذا كان التيار التقدمى سوف يدعمه، حتى وإن كان ذلك فى مواجهة ترامب. وتشير إلى أن أداء بايدن خلال المناظرة التى عقدت مؤخرا بين المرشحين الديمقراطيين عملت على تقويض نقاط القوة التى كانت متصورة عنه.
وأشارت الصحيفة، إلى أن انهيار حملة بايدن ستؤدى إلى زيادة احتمالية ترشيح الحزب الديمقراطى لحامل لواء أكثر تقدمية، وهو أمر يأمل الجمهوريون علانية فى تحقيقه. إذ يعتقد ترامب وزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أن المرشح الديمقراطى الذي يدعم علنا "الرعاية الصحية للجميع" لاسيما أن الديمقراطيين يتحدثون عن توفير الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين وخطة التغير المناخى سيخسر أصوات الناخبين فى الانتخابات العامة. ومع ذلك ربما تكون حسابات الجمهوريين خاطئة.
ويغض النظر عن منافسه الديمقراطى، أكدت الصحيفة، أن ترامب سوف يستند فى مسعاه لإعادة انتخابه على قيادته الاقتصادية، مما يجعل الاقتصاد أهم عامل منفرد فى الحملة. وتتوقع بعض النماذج السياسية فوزاً سهلاً له فى الانتخابات الرئاسية فى ضوء الاتجاهات التاريخية للرؤساء الذين يترشحون لإعادة الانتخاب خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.
ويتنبأ نموذج أستاذ جامعة ييل راي فير، الذى يعتمد على نمو الأمة فى الناتج المحلى الإجمالى لحساب الفائز المحتمل فى السباق الرئاسي، بحصول المرشح الديمقراطى على حوالى 45% من الأصوات. لكن شخصية ترامب وخطابه الانقسامى فضلا عن قضية المهاجرين التى يتبع سياسة صارمة حيالها، ربما يكونوا نقاط ضعف يعتقد الديمقراطيين أنهم يستطيعون من خلالها اخراجه من البيت الأبيض العام المقبل، إذ يشعرون أن الشعب سئم من رئاسته المثيرة للانقسام، ويرى البعض أن انتخابه عام 2016 كان بمثابة صدفة.
ومع ذلك يريد ترامب أن يثبت خطأهم، ومن الواضح أنه يريد أن يكون السباق بمثابة استفتاء على المرشح الديمقراطى. فكما حدث فى عام 2016، سوف يستغل المال والمعلومات المضرة ضد خصومه.
الأمر الإيجابى الثالث بالنسبة لترامب هو توفر الأموال، إذ ذكرت اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى وحملة ترامب، الأسبوع الماضى، جمعهما 105 ملايين دولار لحملة إعادة انتخابه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة