ظهر في محافظة المنيا خلال السنوات الأخيرة، عدة مشروعات تدار بفكر جديد أطلق عليه " اقتصاد المحبة"، بعد أن أطلق الفكرة أحد الشباب، ولاقت إقبالا ملحوظا من المواطنين ومحدودى الدخل لتنفيذ مشروعاتهم أو بناء وحداتهم السكنية بأسعار أقل من نظيرتها المتداولة بالسوق بمبالغ كبيرة، الأمر الذى اعتبره الكثيرين خطوة اقتصادية جديدة تظهر للمرة الأولى فى مصر والصعيد على وجه الخصوص.
صاحب الفكرة محمد الحامد، والذى أطلقها منذ 6 سنوات تقريبًا، وبدأت مؤخرًا فى جذب العديد من المواطنين وتنفيذ المشروعات المختلفة بشكل ملحوظ، وقال الحامد إن اقتصاد المحبة هو فكر اقتصادى قائم من منظور الاقتصاد التشاركى موجود فى أوروربا وأمريكا منذ سنوات عديدة بأرقام وحجم تداول يصل إلى 350 مليار دولار وفقا لآخر الاحصائيات فى 2015، وهو قائم على مشاركة الأشياء مثل شركات النقل التى يوجد بها ملايين السيارات حول العالم، ولكنها في الحقيقة لا تملكها، بل تضع الوسيلة التى تجمع مقدم الخدمة وطالب الخدمة من خلال تطبيق معين، و مقابل نسبة يحصل عليها في النهاية.
أضاف الحامد لـ"اليوم السابع": بدأنا نبحث عن تبسيط الاستثمار لكل المواطنين بشكل آمن ويُدر بربح وقيمة مضافة للمستقبل، من خلال قوة رأس المال من خلال الأشخاص المتشاركين وكيفية تشغيله بالشكل الصحيح، ولكى يحدث ذلك بنجاح يتم التنفيذ من خلال دراسة جدوى تفصيلية وفصل رأس المال عن الإدارة بشكل تام، إذ نعتمد هنا على إداريين محترفين لا يملكون شيئا فى المشروع سوا تنفيذه، وهذا أفضل الطرق لضمان نجاح المشروع.
وعن بداية الفكرة قال إنها راودته منذ أكثر من 20 عامًا، ولم يكن لها مسمى، إذ قمت بفتح " سنترال للاتصالات" مثل أى شاب، وكان حينها المواطنون لا يفهمون معنى ذلك، وبدأت في النجاح بشكل كبير من خلال مكاسب بدأت بـ "الربع جنيه" والنصف جنيه " ووصلت لمبالغ أكثر من 1000 جنيه في اليوم الواحد، ومن هنا بدأت الفكرة وهي أن تتكون من خلال المبالغ الصغيرة المؤسسات والشركات الكبيرة، ويلعب تداول الناس وتعاون صغار المستثمرين الدور الأكبر في ذلك، وبدأت في الوقت الحالي في توسعة المشروع وتأسيس شركة " شقتي" عقب التوسع في دراسة الاقتصاد والتواصل الإجتماعي والاقتصاد التشاركي، وحضور العديد من المؤتمرات والندوات وبالفعل نفذنا العديد من المشروعات التي جمعت أعداد كبيرة من الشباب.
وعن أهم المشروعات التي نجحت بفكر اقتصاد المحبة بالمنيا، أوضح "الحامد " أنهم يستهدفون حاليًا قطاع الاسكان، والاستصلاح الزراعي، إذ تم اطلاق مشروع " شقتك بسعر التكلفة " فى 2013 تقريبًا ومستمر حتى الآن، و يتم خلاله جعل الأشخاص العاديين ومحدودي الدخل هم المستثمرين، حيث يتم توفير مواد البناء كاملة ووضع خطة لهم والتعاون فيما بينهم لشراء قطعة أرض وبناءها ، وأقوم أنا وبعض المختصين ببناء وتنفيذ المشروع من خلال أقساط متسلسلة لهم ، وبذلك نجد أن وحدتهم السكنية تقدر بسعر التكلفة وأقل من السوق بمبالغ كبيرة، مقابل نسبة معينة على التنفيذ للمشرفين على المشروع، وكذلك مشروع "واحة المنهل" لاستصلاح أراضي صحراوية بالظهير الغربي، وتم خلاله طرح نحو 240 فدان ، مشيرًا إلى أنهم يستهدفون حاليا المدن الجديدة خاصة في محافظة المنيا لأنها لا يوجد بها مشاكل المدن القديمة ومشاكل الورثة والأراضي المسجلة ، مضيفًا : نحن بذلك نرسل رسالة للمستثمرين العقاريين الذين يضاعفون الأسعار لأضعاف كبيرة ، حتى أصبحنا نشاهد وحدات سكنية تتجاوز ال 6 و7 ملايين جنيه بمدينة المنيا ، بالاضافة لوحدات سكنية بالمنيا الجديدة التي تعد مدينة جديدة بأسعار جاوزت الخمسمائة ألف جنيه و الأربعة ملايين للفيلات المتوسطة ، ونجعل المواطن خاصة محدود الدخل يحقق ما يريد وحصوله على وحدة سكنية مناسبة.
وأشار أيضا صاحب الفكرة أن "اقتصاد المحبة " يهدف في الأساس لاستفادة جميع الأطراف بنسب متكافئة ، والبطل الحقيقي في المكسب صاحب المشروع لأنه ينفذه بأقل تكلفة ، وبدون جهد وقيمة الوحدة سواء سكنية أو قطعة الأرض المنشأ عليها المشروع تزيد في وقت قياسي، مضيفًا أن تلك المشروعات تساهم في تحريك حصة المستثمر الصغير للأمام وتوفير فرصة عمل له أيضًا اذا طبقنا فكر اقتصاد المحبة في المجال التجاري، لأنه اذا قام بوضع مبلغ مالي على سبيل المثال في البنك سوف يستفيد فقط من حصة الفائدة التي لا تزيد عن 15 % في البنوك ، ولكنه حُرم من القيمة السوقية التي تساوى أضعاف تلك الفائدة في الحقيقة لو تم تداولها في السوق بشكل سنوي.
وعن أحدث المشاريع التي تنفذ حاليا بطريقة "اقتصاد المحبة" أوضح أنه جاري طرح مشروع " أب تاون " المقام على مساحة 14 ألف متر بمدينة المنيا الجديدة وهو أكبر مشروع مجمع مطاعم جديد في الصعيد ، ويتم طرح المحلات والمطاعم كاملة التشطيب، مختتمًا حديثه بأن هذا النوع الجديد من الاقتصاد هو القادم بقوة في المجتمع المصري ويدمج ما بين تحسين ظروف المواطنين وخلق فرص عمل كبيرة لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة