الكيل بمكيالين والتناقض، هذا هو منطق جماعة الإخوان الإرهابية فى التعامل مع القضايا السياسية والاقتصادية، وهو ما يكشف عنه دائما رد فعل الجماعة على أى تحرك من جانب الدولة عقب ثورة 30 يونيو، حيث تعمل الكتائب الإلكترونية للجماعة على قلب الحقائق واتخاذ مواقف مُناقضة لمواقفهم السابقة والمسجلة علي شاشاتهم وعلى لسان مسئوليها.
ولعل ما انتهجته الدولة المصرية من سياسات واضحة لتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادى وترشيد الدعم على المحروقات كانت كافية لفضح ازدواجية الجماعة فى التعامل مع الملفات السياسية والاقتصادية خاصة تلك التى تشغل الشارع المصرى، حيث تكشف تصريحات الرئيس المعزول محمد مرسى ورئيس وزراءه هشام قنديل عن سطحية التنظيم فى التعامل مع القضايا الهامة والمصيرية.
ودائما ما كان يتبع النظام الإخوانى سياسة التبرير والمسكنات فى التعامل مع الأزمات التى يمر بها الوطن، خاصة أزمتى الطاقة والكهرباء، بل كان يصل الأمر فى كثير من الأحيان إلى مرحلة "الهذيان" فى إطلاق التصريحات غير المسئولة والتى تنم عن عدم دراية رأس الدولة وقتها بحجم الأزمات وأسبابها، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن كتائبهم الإلكترونية قد تناست كل ذلك وبدأت فى الهجوم على الدولة المصرية منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادى.
وبالرجوع إلى شهر أكتوبر 2012 نجد أن أول خطوة لرفع الدعم عن البنزين قد بدأت فى عهد جماعة الإخوان، فقد كشف هشام قنتديل رئيس مجلس الوزراء وقتها عن اتجاه الحكومة لإلغاء الدعم عن بنزين (95) واستخدام الكوبونات فى توزيع أنابيب البوتاجاز، وفى نوفمبر 2012 أعرب قنديل، عن ثقته فى تفهم الغالبية العظمى من المواطنين لقرار رفع الدعم عن بنزين(95) ورغبة الشريحة القادرة في القيام بدورها وتحمل مسئوليها نحو مجتمعها، نافيًا ما ذكرته الصحف وقتها بشأن وجود "ثورة غضب" على ارتفاع أسعار البنزين.
قنديل يكشف عن إتجاه الحكومة لرفع الدعم عن البنزين 95
هشام قنديل: الغالبية تتفهم قرار رفع الدعم عن بنزين 95
وفى إطار الهذيان وإطلاق التخاريف الإخوانية ظهر رئيس وزراء مصر عام 2013 فى مؤتمرا صحفيا على الهواء مباشرة للحديث عن أمور هامة تتعلق برفع أسعار مياه الشرب ترشيد الدعم على الكهرباء والبنزين، إلا أنه لم يكن على قدر كاف من المسئولية حيث خرج عن إطار المؤتمر وأطلق تصريحات هزلية ومُسيئة للشعب والدولة المصرية لا يُمكن أن تخرج عن شخص مسئول بحجم رئيس مجلس الوزراء.
فكان رد قنديل على سؤال لأحد الصحفيين بشأن السياسات الاقتصادية التى تنتهجها حكومة الإخوان وتأثيرها على الشعب المصرى صادم وخارج تماما عن السياق، فقد ادعى أنه فى قرى بنى سويف يعانى الأطفال الرُضع من الإسهال لأن الأم تُرضع صغيرها دون اتباع إجراءات النظافة الشخصية قبل الرضاعة، وأن الرجال يذهبون للمساجد والنساء تذهبن للأراضى الزراعية تُغتصب، وكأن تلك هى الأسباب الرئيسية وراء أزمات البنزين والكهرباء والطاقة، فى تهرب مفضوح من مسئولياته كرئيس للحكومة.
قنديل يترك أزمة الكهرباء والبنزين ويعطى نصائح عن الرضاعة
وفى حديثه عن أزمة انقطاع الكهرباء المستمرة ناشد هشام قنديل المواطنون المصريون بترشيد استخدامهم للطاقة، دون أن يتطرق إلى أى خطط حكومية لمواجهة الأزمة، ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد واصل قنديل سقطاته عندما طالب الأسرة المصرية بالجلوس فى غرفة واحدة وارتداء الملابس القطنية، قائلا "لما تشغل التكييف على 25 درجة مئوية وترتدى ملابس قطنية العملية هتبقى معقولة"، ما أثار موجة من السخرية تجاه رئيس الوزراء الإخوانى.
هشام قنديل: شغل التكييف على 25 درجة مئوية وارتدى ملابس قطنية
لم تكن التصريحات الكوميدية حكرا على رئيس وزراء حكومة الإخوان فقط، فقد كان للرئيس المعزول محمد مرسى نصيبا منها، فعندما خرج للحديث عن أزمة انقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة لم يُعلن أيضا عن خطط مواجهة الأزمة والحد منها، وأكد أن مشكلة انقطاع الكهرباء ليست بديدة وجذورها فى أزمة الغاز ونقص الوقود، وطالب المواطنون أيض بترشيد الدعم بقوله "لو عندى 10 لمبات أطفى 3 ولو عندى تكييفين أشغل واحد، قطع الكهرباء مشكلة الواحد قلبه بيتقطع عشان يقطهع الكهرباء ساعتين عن الناس"، كما ألقى مسئولية الأزمة على النظام السابق عندما قال "واحد من أتباع النظام القديم المجرم ييجى على عامل التحويلة علشان ينزل سكينة الكهرباء".
مرسى: لو عندك تكييفين شغل واحد ولو 10 لمبات إطفى 3
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة