حمل التقرير الاقتصادى الذى تستعد بعض أطياف المعارضة التركية لتقديمه إلى البرلمان التركى العديد من المفاجآت غير السارة لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر، حيث حمل التقرير هاربى الجماعة التى يصنفها القضاء المصرى باعتبارها جماعة إرهابية جزء كبير من تدهور الاقتصاد التركى فى الآونة الأخيرة.
كما أشار التقرير إلى ضرورة مراجعة أهمية وجود هؤلاء الأشخاص فى تركيا من عدمه، موضحا أن تركيا تتكبد خسائر فادحة من إيوائهم دون مردود حقيقى على الاقتصاد التركى أو حتى على صورة تركيا فى الرأى العام العالمى، بل على العكس تماما، فقد أدى هذا الإيواء المجرم عالميا إلى تدهور فى الاقتصاد وانحدار فى السمعة العالمية فى آن.
بداية رصد التقرير حجم إنفاق تركيا على جماعة الإخوان فى تركيا وأبرز ما يتم تقديمه للقنوات الفضائية والمواقع الإليكترونية وما سببته هذه الأموال من خسائر مضاعفة للاقتصاد التركى، كما أكد التقرير أن مسألة وفاء الإخوان لتركيا أمر غير مضمون، قائلا إن الكثير من السلوكيات التى رصدها الأتراك على أعضاء الجماعة تدعو إلى اتخاذ كافة التدابير الاحتياطية تجاه هذه الجماعة وقد وصف التقرير بعض قيادات الجماعة بأنهم "حفنة من المرتزقة" قائلا إن هؤلاء الأشخاص خانوا بلادهم ومن المؤكد سيخوننا.
"الاقتصاد هو ما يهم الناس وهذا هو الخطر بعينه" هذا ما قاله أحد قيادات الجماعة الهاربين، مؤكدا أن هناك "جهات" تركية أبلغتهم بأنها تتحمل هجوما كبيرا فى الفترة الأخيرة بسبب وجود الإخوان على الأراضى التركية، كما ألمحت هذه الجهات إلى ضرورة الاستعداد للرد على هذا التقرير بعمل شىء ملموس على الأرض، أو تحفيز بعض الدول الراعية للإخوان على زيادة حجم الإنفاق على الجماعة وهو ما سينعكس بالإيجاب على سعر الليرة التركية.
لكن الأزمة كلها كما يبرزها هذا القيادى المعترض على سياسة الجماعة، هو أن الكثير من "رعاة الجماعة" قد ملوا من الإنفاق عليها، خاصة بعد تداول الكثير من الأخبار التى تؤكد وجود فساد فى الكثير من مجموعات الضغط وبرامج الرعاية والقنوات المواقع التى تهاجم الرباعى العربى وعلى رأسهم مصر، كما أضعف من تلك الأدوات حالة العزوف العربى الآن عن مشاهدة هذه القنوات التى أصبحت تكرر ما تقوله كل يوم، وتعتمد على أصوات باتت محروقة فى الفضاء الإعلامى.
أما من ناحية السمعة التركية فى العالم فقد قال التقرير إن وجود هؤلاء الأشخاص جعل تركيا محط أنظار العالم بطريقة سلبية، كما أجبر العديد من دول العالم على النظر إلى تركيا باعتبارها حاضنة للإرهابيين وهو ما كان له أكبر الأثر فى ضياع حلم تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوربى، وشبه التقرير تركيا الآن بأفغانستان فى الثمانينيات حيث كانت ملجأ لكل إرهابى العالم وهو الأمر الذى عاد على هذه الدولة بالعديد من الكوارث التى لم تستطع التخلص منها حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة